بعيدا عن صلاح: حازم إمام.. بين صدمة بيرهوف وفرصة أياكس الضائعة

تزخر كرة القدم المصرية، بالعديد من النماذج لنجوم تألقت خلال تجاربها الاحترافية المميزة في قارة أوروبا وحفرت أسمائها في ذاكرة الأندية التي لعبت لها في القارة العجوز.

ويظل محمد صلاح، نجم ليفربول الإنجليزي، حالة استثنائية في تاريخ الكرة المصرية، بوصوله لهذه المرحلة من النجومية والإنجازات، إلا أن هناك تجارب أخرى تستحق تسليط الضوء عليها بعيدا عن "مو".

وطرحنا في الحلقات السابقة مسيرة: أحمد حسام ميدو، هاني رمزي، أحمد حسن، محمد زيدان، عبد الظاهر السقا، أحمد صلاح حسني، هاني سعيد، حسام غالي وهيثم فاروق.

ويرصد كووورة في سلسلة حلقات (بعيدا عن صلاح) تجربة النجم الموهوب حازم إمام لاعب أودينيزي الإيطالي الأسبق

موهبة متفجرة

رغم أن حازم، سليل أسرة كروية شهيرة، فجده يحيى إمام حارس مرمى الزمالك ووالده حماده إمام النجم الموهوب الذي صنع شعبية نادي الزمالك داخل مصر، إلا أن موهبة حازم لم تتفجر وتظهر للمتابعين مع الأبيض رغم تصعيده للفريق الأول في عهد الراحل محمود الجوهري عام 1994 وعمره 19 عاما.

تفجرت موهبة حازم في دورة الألعاب الإفريقية في زيمبابوي مع المنتخب الأولمبي بقيادة الهولندي رود كرول عام 1995، وقدم بطولة رائعة، ليطالب الجمهور بمساحة أكبر لهذا النجم الموهوب، خصوصا أنه تألق في بطولة كأس الأمم الإفريقية 1996 بجنوب إفريقيا.

وكشف حازم إمام عبر تصريحات تليفزيونية، عن تلقيه عدة عروض شفوية بعد أمم إفريقيا 1996 على رأسها من سبورتنج لشبونة البرتغالي وسامبدوريا الإيطالي، لكن العرض الأكثر جدية كان من أودينيزي الإيطالي.

وإن كان حازم تلقى بعدها عرضا لقضاء فترة معايشة مع مانشستر يونايتد الإنجليزي، لكنه فضل الالتزام بعقده مع أودينيزي.

صدمة البداية

البداية كانت صادمة بالنسبة للثعلب الصغير، فبعيدا عن عزلته وجد نفسه خارج حسابات مدربه ألبرتو زاكيروني خلال أول 4 مباريات بالدوري والخروج المبكر من كأس إيطاليا.

واكتملت صدمة حازم إمام، بعدما ظهر لأول مرة مع أودينيزي في لقاء مهم وصعب خارج الديار أمام نابولي، وشارك على حساب رافايلي سيرجيو بعد مرور 62 دقيقة.

ولكن الألماني أوليفير بيرهوف نجم أودينيزي وقتها تعرض للطرد في الدقيقة 86، ما اضطر زاكيروني لتغيير الشاب المصري، الذي لم يلعب سوى 18 دقيقة فقط، فخرج باكيا من أرض الملعب.

عاد حازم للمشاركة بعد ذلك وخاض 4 مباريات في الدوري الإيطالي في ذلك الموسم، لكن معاناته استمرت رغم حصوله على فرصة أكبر في الموسم التالي من جانب زاكيروني.

قرار الرحيل

وخاض حازم 12 مباراة في موسمه الثاني، بخلاف أنه شارك في كأس الكؤوس الأوروبية عام 1997 أمام أياكس الهولندي.. وسجل أول أهدافه مع أودينيزي في لقاء ريجينا بعد مشاركته بدقائق كبديل.

رحل زاكيروني عن قيادة أودينيزي وتولى المهمة فرانسيسكو جيودلين ورحل النجم أوليفير بيرهوف إلى ميلان وانخفض أداء الفريق وظل حازم بلا مشاركة في موسم 1998–1999.

وكان انضمام الثعلب الصغير، بشكل دائم لمنتخب مصر سببًا في تأثر فرص مشاركته مع أودينيزي، ما أدى لقرار مهم بالرحيل إلى هولندا وتحديدا جرافشاب لخوض تجربة جديدة.

فرصة ضائعة

وجد حازم ضالته في الدوري الهولندي نظرًا لكرته الممتعة واختلاف الأسلوب عن الكالتشيو، رغم أنه لعب مع فريق صغير لكنه شارك في 13 مباراة منذ انضمامه في يناير/كانون ثان 1999.

وظهرت أولى بصمات حازم، في لقاء فينورد بالدوري الذي خسره جرافشاب بنتيجة (4-3)، حيث صنع هدفا ثم سجل في مرمى هيرنفين وألكمار وصنع هدفين في مرمى سبارتا روتردام وهدفا آخر في مرمى ألكمار.

وجدد جرافشاب إعارة حازم لموسم آخر في موسم 1999–2000 وشارك في 26 لقاء وسجل هدفين في مرمى فيتسيه آرنهيم وصنع هدفين.. ولفت أنظار المتابعين وعلى رأسهم أياكس الذي حاول ضمه لكن مغالاة أودينيزي حالت دون إتمام الصفقة.

وبعد معاناة مع الإصابات وسوء التوفيق قرر حازم إمام في الموسم التالي، العودة إلى مصر وقاد الزمالك لتحقيق العديد من الألقاب في جيل ذهبي مع التوأم حسن وتامر عبد الحميد وعبد الحليم علي وغيرهم من النجوم.