
شهدت كرة القدم المصرية العديد من النماذج للاعبين موهوبين خاضوا تجارب في أوروبا وحفروا أسماءهم في تاريخ الأندية التي لعبوا لها في القارة العجوز.
ويظل محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي حالة استثنائية في تاريخ الكرة المصرية، بوصوله لهذه المرحلة من النجومية والمستوى، إلا أن هناك تجارب أخرى تستحق تسليط الضوء عليها، بعيدا عن صلاح.
ويرصد كووورة في سلسلة حلقات (بعيدا عن صلاح) أبرز تجارب النجوم المصريين في أوروبا.. وطرحنا في الحلقات السابقة مسيرات أحمد حسام "ميدو" وهاني رمزي وأحمد حسن.
وفي هذه الحلقة، نسلط الضوء على مسيرة محمد زيدان نجم بوروسيا دورتموند الألماني الأسبق:
البداية من الدنمارك
بدأ زيدان مشواره الكروي في ناشئي المصري البورسعيدي، ولكن اللاعب الموهوب كان تفكيره يتركز على الرحيل لأوروبا وخرج من قطاع الناشئين بالمصري وانضم لفريق صغير في بورسعيد اسمه الجمارك، تمهيداً للبحث عن فرصة في أوروبا.
وفي صيف عام 2000، سافر الشاب الصغير محمد زيدان إلى الدنمارك وعمره لا يتجاوز 19 عاما، بحثا عن فرصة للاحتراف في أوروبا، وعمل في مهن خارج كرة القدم لحين العثور على فرصة، بحسب روايته، قبل أن يلعب مع مجموعة من الفتيان في ملعب مجاور لملعب تدريب لفريق هواة اسمه أكاديمسيك، ويحصل على دعوة للاختبار، فخطف الأضواء وانضم للفريق.
وسرعان ما سرق زيزو الأضواء وانتقل إلى فريق ميتيلاند بصفقة مميزة لدرجة أن مسؤولي النادي الدنماركي أطلقوا حملة (استثمر في زيدان) لسداد قيمة الصفقة، مع تأكيد أنه سيتم بيعه بمقابل مميز في صيف 2003.
وبعد عام واحد فقط انتقل زيدان بالفعل إلى فيردر بريمن الألماني معاراً في يناير/ كانون الثاني 2005، ونجح في إقناع المدرب توماس شاف بأداءه بعد ظهوره كبديل في لقاء شتوتجارت بالدوري موسم 2004 – 2005.
ولعب زيدان بجوار ميروسلاف كلوزه وسجل هدفا في أول مشاركة، ثم أحرز في مرمى هانوفر، ما دفع بريمن لشراء عقده نهائيا، وأعاره إلى ماينز في موسم 2005 – 2006.
إبهار كلوب

كانت تجربة ماينز حاسمة في مشوار زيدان، لأنه بدأ مسيرته مع المدرب الألماني يورجن كلوب الذي ساهم في تطوير أداء زيزو كمهاجم صريح وليس مجرد صانع ألعاب.
لعب زيدان في موسم 2005 – 2006 تحت قيادة كلوب 26 مباراة بالبوندسليجا و3 مباريات في كأس ألمانيا، وسجل 9 أهداف بالدوري وهز شباك دورتموند وبريمن فريقه الأصلي، وزار مرمى الحارس القدير أوليفير كان.
وفي الموسم التالي قرر توماس شاف مدرب بريمن إعادة اللاعب وعدم تجديد إعارته، ولكنه لم يمنح زيدان الفرصة الكافية، ما دفع اللاعب للمطالبة بالرحيل، خاصة مع تلقيه لعرض للانتقال نهائياً إلى ماينز في يناير/ كانون الثاني 2007 وهو ما تم بالفعل.
عاد زيدان لتألقه مع كلوب مرة أخرى بعد الانضمام إلى ماينز، وسجل النجم المصري 13 هدفاً في 15 مباراة بالدوري، ما ساهم في خطوة أخرى أكبر في مسيرة اللاعب الموهوب، بالانتقال إلى هامبورج مقابل 5 ملايين يورو.
حجز زيدان مقعده أساسياً في تشكيلة المدرب هوب ستيفنز مع المهاجم الكرواتي المخضرم إيفيكا أوليتش بجانب صانع الألعاب فان دير فارت، ووضع زيدان بصمة لا تنسى بتعادل قاتل لهامبورج مع بايرن ميونيخ في شباك كان يوم 2 سبتمبر/ أيلول 2007.
وابتعد زيزو عن تشكيلة هامبورج في بعض المباريات لخوض أمم أفريقيا 2008 مع منتخب مصر، وهو ما منح الفرصة للكاميروني إيريك موتينج للظهور.
تجربة دورتموند.. وظهور توخيل

قطع زيدان خطوة أخرى بالانتقال إلى بوروسيا دورتموند، ولكن الأهم بالنسبة لزيدان هذه المرة العودة للتدريب تحت قيادة كلوب الذي تولى تدريب أسود الفستفاليا.
وسجل زيدان في موسم 2008 – 2009 بالدوري 7 أهداف، من بينها هدف في مرمى شالكه وحارسه وقتها مانويل نوير، وأحرز في موسم 2009 – 2010 بالدوري 6 أهداف وصنع 8 أهداف وسجل هدفين في الكأس وهز شباك بايرن ميونخ.
وعانى زيدان من لعنة الإصابة التي عطلت مسيرته في موسم 2010 – 2011 وأصبحت المنافسة صعبة مع روبرت ليفاندوفسكي في دورتموند، ما دفع زيدان للرحيل إلى ماينز، وبدأ استعادة بريقه مجدداً مع المدرب توماس توخيل.
زيدان سجل 7 أهداف في الدوري منذ انضمامه لماينز في يناير/ كانون الثاني 2012، من بينها التسجيل في 6 مباريات متتالية في شباك شالكه وهانوفر وهوفنهايم وكايزر سلاوترن ودورتموند ونورمبرج، ثم سجل بعد ذلك في مرمى كولن.
فاجأ زيدان الجميع بالرحيل عن ألمانيا والانتقال للدوري الإماراتي مع بني ياس، رغم تألقه مع توخيل ولكن الراتب المالي المرتفع دفعه لقبول التجربة التي لم تكن موفقة، وعانى من إصابة قوية ثم دخل في خلاف مع الإدارة وابتعد لفترة عن كرة القدم، ثم انضم لفترة بسيطة لنادي الإنتاج الحربي في مصر قبل إعلان اعتزاله.



