
شهدت كرة القدم المصرية، العديد من النماذج للاعبين موهوبين خاضوا تجارب اللعب في أوروبا وحفروا تاريخهم في ذاكرة الأندية التي لعبوا لها في القارة العجوز.
ويظل محمد صلاح نجم ليفربول، حالة استثنائية في تاريخ الكرة المصرية بوصوله لهذه المرحلة من النجومية والمستوى، إلا أن هناك تجارب أخرى تستحق تسليط الضوء عليها بعيدًا عن صلاح.
ويرصد كووورة في سلسلة حلقات (بعيدًا عن صلاح) أبرز تجارب النجوم المصريين في أوروبا.. والبداية من أحمد حسام ميدو الرحالة الذي اشتهر بلقب العالمي ولكنه ضل طريق زميليه السابقين دروجبا وإبراهيموفيتش:
رفيق انطلاقة إبرا
11 ناديًا دافع ميدو عن ألوانها في مسيرته كلاعب بدأت من الزمالك الذي لمع نجمه فيه كلاعب صاعد لا يتجاوز 16 عامًا، وتم تصعيده للفريق الأول قبل رحيله مستغلًا عدم توقيع عقد رسمي معه كناشئ إلى جينت البلجيكي.
ولعب ميدو في صفوف جينت موسم 2000-2001 وعمره 17 عامًا، لكنه أبهر الجميع بتسجيل 11 هدفًا في الدوري البلجيكي ذلك الموسم، بخلاف تألقه في لقاء أندرلخت متصدر الدوري وتسجيل هدف الفوز في الدقيقة الأخيرة.
وانضم ميدو لمنتخب مصر، وخطف أنظار مسؤولي أياكس في مباراتي الدوري الأوروبي رغم الهزيمة لينضم للعملاق الهولندي، ويصبح أول لاعب مصري يرتدي قميص أياكس في صفقة وصلت إلى 4 ملايين يورو.
وكان الدوري غائبًا عن أياكس منذ موسمين، وتم التعاقد مع المدرب رونالد كومان وتكوين فريق قوي بصفقات مميزة على رأسها ميدو والسويدي زلاتان إبراهيموفيتش وماكسويل والحارس ستكلنبرج.
واستطاع أياكس حصد الثنائية في ذلك الموسم وسجل ميدو 12 هدفًا وتفوق على إبرا، وبدأت المنافسة تشتعل بين الثنائي، وتفوق إبرا في الموسم التالي.
ودخل الثنائي في مشادة شهيرة، حين ألقى ميدو المقص في وجه إبرا في غرف الملابس، وكاد أن يصيبه وانتهى الأمر بتوتر العلاقة بين ميدو وكومان، ورحل اللاعب المصري إلى سيلتا فيجو معارًا وسجل 4 أهداف.

منافسة دروجبا
اختار ميدو، مغادرة أياكس في صيف 2003 وحط رحاله في مارسيليا الفرنسي في صفقة تكلفت 6 ملايين يورو.
ودخل ميدو في منافسة أخرى ليست سهلة مع الإيفواري دروجبا، لكن الأخير فرض سيطرته في موسم 2003-2004، وسجل 19 هدفًا وتفوق على ميدو الذي قدم مستويات طيبة وهز شباك ريال مدريد، لكنه لم يستطع الاستمرار في منافسة دروجبا بجانب خلافاته مع مدربه جوزيه أنيجو.
الخطوة التالية في مشوار ميدو كانت تجاه الكالتشيو وتحديدًا روما موسم 2004-2005، لكنها تبقى التجربة الأضعف في مسيرة ميدو، وتحول إلى لاعب بديل واختار الرحيل سريعًا في شتاء 2005.

ميدو والبريميرليج
بدأت حكاية ميدو في الدوري الإنجليزي منذ يناير/كانون ثان 2005، حين انضم لتوتنهام، وقدم ميدو مستويات رائعة مع وصوله إلى تفاهم كبير مع مارتن يول المدير الفني للسبيرز وقتها.
وسجل ميدو 11 هدفًا في البريميرليج موسم 2005-2006، ثم انتقل لصفوف ميدلسبره وسجل 7 أهداف وقدم أداء طيبًا، لكن منحنى أداء اللاعب بدأ في التراجع بصورة واضحة، ورحل معارًا إلى ويجان، ثم باغت الجميع بالعودة للدوري المصري عبر بوابة الزمالك في صيف 2009.
وعاد ميدو مجددًا لأوروبا، ولعب لوست هام ثم أياكس ثم برانسلي، لكنه أصبح بعيدًا عن الأضواء حتى قرر الاعتزال وإنهاء مسيرته بشكل غير متوقع، رغم أنه كان مرشحًا لمنافسة كبار المهاجمين في أوروبا.



