
تزخر بطولة كأس العالم لكرة القدم بالعديد من القصص والذكريات التي لا تفارق أذهان عشاق الساحرة المستديرة، منذ انطلاقها عام 1930، حتى النسخة الأخيرة في روسيا 2018.
وبعد أشهر قليلة، تنطلق منافسات النسخة الثانية والعشرين من المونديال والتي تستضيفها قطر خلال الفترة من 21 نوفمبر/تشرين الثاني إلى 18 ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
|||2|||
ويستعرض كووورة في سلسلة تقارير "قصة من المونديال" لحظات بارزة في البطولات السابقة المختلفة لكأس العالم.
في مونديال 1998 الذي استضافته فرنسا، عاش منتخب إنجلترا لحظات مثيرة للغاية، كان بطلها، الفتى المدلل حينها، ديفيد بيكهام، نجم مانشستر يونايتد.
في 4 أيام فقط، تحول بيكهام من بطل إلى شرير في أعين الجماهير الإنجليزية ووسائل الإعلام في بلاده، بل وربما أيضا في أعين بعض زملائه في منتخب الأسود الثلاثة.
بدأ الإنجليز تحت قيادة مدربهم، جلين هودل، المشوار في المجموعة السابعة بفوز على تونس بهدفين ثم خسارة مفاجئة أمام رومانيا بنتيجة (1-2)، ليصبح الفريق مهددا بالخروج المبكر.
إلا أن بيكهام كان له دورا بارزا في الفوز على كولومبيا (2-0) في مباراة الجولة الثالثة، يوم 26 يونيو/ حزيران، حيث سجل نجم مانشستر يونايتد الهدف الثاني، وهو الأول له بقميص منتخب إنجلترا.
رفعت الصحف والجماهير الإنجليزية "بيكهام" إلى السماء السابعة، وبعد 4 أيام فقط، خسفت باللاعب الشاب البالغ من العمر 23 عامًا إلى الأرض.
في 30 يونيو/ حزيران، كان منتخب إنجلترا على موعد مع مواجهة مثيرة ضد الأرجنتين على ملعب "جوفري جوشار" معقل نادي سانت إتيان، ضمن منافسات دور الـ16.
تقلب سيناريو اللقاء أكثر من مرة، الإنجليز يتقدمون مرتين بركلة جزاء لآلان شيرر ثم هدف تاريخي لمايكل أوين، وراقصو التانجو يرفضون الاستسلام بهدفين لجابرييل باتيستوتا ثم خافيير زانيتي.
وفي النهاية، ابتسمت ركلات الترجيح للمنتخب الأرجنتيني حيث فاز (4-3) إلا أن الجميع في إنجلترا نصبوا المشانق، لديفيد بيكهام، ولكن لماذا؟!
حينها تورط بيكهام في الحصول على بطاقة حمراء مباشرة بعد دقيقتين فقط من بداية الشوط الثاني نتيجة تهور واعتداء بدون كرة على دييجو سيميوني، المدير الفني الحالي لأتلتيكو مدريد.
حملت وسائل الإعلام "بيكهام" مسؤولية الخسارة، وحولت صحيفة "ديلي ميل" وجه اللاعب إلى مرمى لسهام المشجعين، ودوت صافرات الاستهجان في أذني ديفيد بيكهام طوال مشواره مع مانشستر يونايتد موسم 1999/1998.
تحمل ديفيد بيكهام الكثير، وكافأه القدر بسيناريو لم يكن يحلم به، حيث سجل هدفا في مرمى اليونان بالوقت القاتل، منح الإنجليز تذكرة التأهل لكأس العالم 2002.
وفي مونديال كوريا واليابان، ثأر بيكهام لنفسه، حيث سجل هدف الفوز في مرمى الأرجنتين من ركلة جزاء، كان سببا أيضا في الإطاحة براقصي التانجو من الدور الأول.
استعاد ديفيد بيكهام ذكريات هذه اللحظات، قائلا "كانت فترة صعبة للغاية، واجهت عقبات عديدة، لكنني محظوظ، لأن شبكات التواصل الاجتماعي لم تكن موجودة حينها، إذا كانت متاحة، لاختلفت القصة تماما".
قد يعجبك أيضاً



