
الزمان: الجمعة 9 يونيو / حزيران 2023
المكان: البرج الجنوبي بمربع دينسجيت - مدينة مانشستر "إنجلترا"
يجلس رجل عجوز قلق على أريكة وثيرة، يتأمل قطا ضخما يرقد بجانب سيدة وقور تحيك ثوبا من الصوف في هدوء.
تلتفت إليه السيدة قائلة في تؤدة: أليكس.. ماذا بك؟
يتنهد الرجل ويلتقط نفسا عميقا ثم يرد: لا شيء، كرة القدم كالعادة.
تعتدل مع ابتسامة خفيفة: ضرتي اللدود.
يرد عليها بالمثل الإنجليزي الشهير: "لا فارق بين الحكيم والأحمق عند الوقوع في الحب"،وأنا أحمق في كل شيء عندما يتعلق الأمر بمن أحب يا كاثي، أنت وكرة القدم.
كاثي ترفع يدها في حدة ممزوجة بالدعابة: لن أسمح لأي شخص أن يصف السير أليكس فيرجسون بأنه أحمق، حتى ولو كنت أنت نفسك.. لكن قل لي: ماذا يقلقك بالتحديد؟
فيرجسون: مباراة السبت يا عزيزتي، نهائي دوري أبطال أوروبا.
كاثي: آه.. تلك التي سيخوضها مانشستر سيتي.. أنت كنت قلقا منذ عامين بنفس الطريقة ولكن تشيلسي فعلها وهزمهم.
فيرجسون متذكرا نهائي 2021: كانت مباراة جميلة، أتمنى أن نحظى بأمسية سعيدة مماثلة، لا أريد أن يشاركنا سيتي إنجاز الثلاثية أو أن يصبح مثل يونايتد من حاملي لقب دوري أبطال أوروبا.
كاثي ضاحكة: لا أفهمكم أنتم محبي كرة القدم، أحيانا أشعر بأن خسارة خصومكم قد تسعدكم أكثر من انتصاركم في حد ذاته. أوه الساعة تدق الحادية عشرة.. يجب أن تخلد إلى النوم.

الأجواء مشتعلة في ملعب أتاتورك بإسطنبول مع وصول حافلتي الفريقين، اللون الأزرق المميز لقميصي سيتي وإنتر يكتسح المكان.
سيموني إنزاجي المدير الفني لإنتر يمنح لاعبيه التعليمات الأخيرة ويقول: هذا كل شيء، فورزا إنتر يا شباب.. يصرخ لاعبو النيرازوري في حماس قبل أن توقفهم صيحة هادرة.
"مهلا أيها السادة".. يلتفت الجميع لمصدر الصوت، فإذا به السير أليكس فيرجسون متألقا في حلة رمادية داكنة وقميص أحمر بلون زي مانشستر يونايتد.
ينظرون إليه وهو يخطو بثقة تجاههم قائلا: يجب أن توقفوا سيتي عند حده، لن أسمح لكم بالفشل فجماهير مانشستر يونايتد تنتظر رفعكم للكأس.. جلوري مان يونايتد.
ينظر إليه لوكاكو ويرد صارخا: أزرق إنتر هو من سينتصر مهما كان الثمن، هيا يا شباب.
يتفاعل معه نجوم فريق الأفاعي ويهتفون برفقة السير أليكس: الموت لسيتي، جلوري مان يونايتد!
ساعة الملعب تشير للدقيقة 80 من عمر اللقاء والتعادل السلبي يسيطر، في ظل هجوم سيتي ودفاع مستميت من إنتر.
ينطلق برناردو سيلفا من اليمين ويرفع عينه ممررا إلى كيفن دي بروين الذي يركض تجاه منطقة الجزاء، يتسلم البلجيكي الكرة ويتأهب للتسديد قبل أن يلتحم معه بروزوفيتش.. الحكم يشير إلى ركلة جزاء.
تبا لك أيها الحكم.. يصرخ فيرجسون في جنون وهو يجلس بجوار إنزاجي على دكة بدلاء إنتر، وهالاند يتأهب لتسديد الركلة.
النرويجي يصوب بقوة في أسفل يسار المرمى، ويركض للاحتفال أمام فيرجسون بضحكة وحشية مستفزة.
يهب فيرجسون في عصبية: اللعنة عليك وعلى والدك، لقد كنتما دائما من كارهي مانشستر يونايتد.
يلتفت السير إلى إنزاجي قائلا في توتر: سيموني، حان وقت الدفع بلوكاكو.
يقفز البلجيكي ويخلع قميصه استجابة لنداء الإسكتلندي، ويدخل إلى الملعب بسرعة.
ينظر فيرجسون في ساعته وهو يقف على الخط، ويشير بحركة "فيرجي تايم" الشهيرة، ويتنهد ارتياحا حينما يعلن الحكم الرابع عن 8 دقائق كوقت محتسب بدلا من الضائع.

الدقيقة 90+8:
الكرة مع باريلا، ينطلق ويمر من دي بروين وجوندوجان بسلاسة، لاوتارو يركض ويلاحقه روبن دياز، لتظهر مساحة فارغة في دفاع السيتي، ينطلق إليها لوكاكو.
باريلا يلمح البلجيكي المندفع فيمرر له الكرة بصعوبة في ظل ضغط من رودري، يخرج إيدرسون لمحاولة منع المهاجم من التسجيل ليصوب روميلو كرة ساقطة تتهادى في طريقها إلى المرمى.
وفجأة تنشق الأرض عن باولو مالديني بقميصه الأحمر والأسود، ويندفع لينقذ الكرة بطريقة مبهرة من على خط المرمى، ليطلق بعدها الحكم صافرة نهاية اللقاء بفوز سيتي!
يصرخ فيرجسون في هياج: اللعنة عليك يا مالديني، مانشستر ستظل حمراء.. مانشستر ستظل حمر.....

أليكس.. ماذا بك؟ استيقظ يا أليكس.
يفتح فيرجسون عينيه ليجد نفسه راقدا في سريره بمدينة مانشستر، وكاثي زوجته تنظر إليه في قلق بالغ.
يمد يديه إليها طالبا العون للنهوض، يعتدل في فراشه بمساعدة كاثي ويقول مندهشا: أين أنا؟
كاثي: أين أنت؟ يبدو أنك كنت تعيش حلما مثيرا.
فيرجسون: لا ليس حلما بل كان كابوسا.. اعطني هاتفي من فضلك، أريد إجراء مكالمة لإيطاليا حالا.
كاثي: إيطاليا؟ في السادسة صباحا؟ تفضل.
فيرجسون يضع الهاتف على أذنه ويأتيه صوت محدثه مليئا بالنعاس: مرحبا.. من المتصل؟
فيرجسون: مستر مالديني.. أنا أليكس فيرجسون.
مالديني مندهشا: مرحبا سير أليكس.. أي رياح طيبة دفعتك لمهاتفتي في هذا الوقت؟
فيرجسون معاتبا: ليست طيبة على الإطلاق.. لقد تسببت أنت في فوز مانشستر سيتي بلقب الأبطال.
مالديني مذهولا: أنا.. كيف؟ أتمنى أن يخسر غريمنا إنتر فعلا المباراة لكن اللقاء مساء اليوم.. سير أليكس، أنا لا أفهم شيئا.
فيرجسون يرد في شرود: أنا سأشرح لك.
تمت
كانت هذه الأحداث من وحي خيال محرر كووورة، انطلاقا من التنافس الشديد بين فريقي مانشستر، والعداوة التاريخية بين قطبي ميلانو.
قد يعجبك أيضاً



