
تزخر كرة القدم المصرية، بالعديد من النماذج لنجوم تألقت خلال تجاربها الاحترافية المميزة في أوروبا وحفرت أسمائها في ذاكرة الأندية التي لعبت لها في القارة العجوز.
ويظل محمد صلاح، نجم ليفربول الإنجليزي، حالة استثنائية في تاريخ الكرة المصرية، بوصوله لهذه المرحلة من النجومية والإنجازات، إلا أن هناك تجارب أخرى تستحق تسليط الضوء عليها بعيدا عن "مو".
وطرحنا في الحلقات السابقة مسيرة: أحمد حسام ميدو، هاني رمزي، أحمد حسن، محمد زيدان، عبد الظاهر السقا، أحمد صلاح حسني، هاني سعيد، حسام غالي، هيثم فاروق وحازم إمام.
ويرصد كووورة في سلسلة حلقات (بعيدا عن صلاح)، مسيرة النجم الموهوب عبد الستار صبري لاعب بنفيكا البرتغالي الأسبق.
تبخر حلم الأهلي
كان عبد الستار صبري، أحد نجوم الجيل الذهبي بالمقاولون العرب، فحقق بطولة كأس الكؤوس الأفريقية كما أنه لمع في دورة الألعاب الأفريقية عام 1995 في زيمبابوي، بقيادة المدرب الهولندي رود كرول.
صبري ارتبط اسمه بالرحيل للنادي الأهلي، خاصة مع نجاح الصفقات القادمة من المقاولون العرب في تلك الفترة وعلى رأسها سمير كمونة وأحمد نخلة، لكن إدارة الذئاب رفضت التفريط في خدمات اللاعب.
وفضل صبري فضل الرحيل إلى نادي تيرول النمساوي في صيف 1997، وتردد وقتها أن هذا العرض جاء كمحطة "ترانزيت"، لينتقل بعدها إلى الأهلي، بعيدا عن عناد مسؤولي المقاولون.
إلا أن مهارات صبري الرائعة التي أبهرت جماهير تيرول في التدريبات، جعلته مطلبا جماهيريا للمشاركة، بعد أن ظل خارج الصورة حتى شهر مارس/آذار 1998.
وبالفعل شارك النجم المصري في 10 مباريات بالدوري وخطف الأضواء بلمساته السحرية ومراوغاته المبهرة.

تبخر حلم الأهلي وأغلق صبري باب العودة إلى مصر، حيث تألق مع تيرول في الموسم التالي وسجل 4 أهداف، وتألق مع منتخب مصر محققًا لقب أمم أفريقيا 1998 لتنهال عليه العروض الأوروبية.
وبالفعل خاض صبري تجربة جديدة مع آراو السويسري وسجل هدفين وتألق بصورة لافتة.
خطوة باوك
انتقل صبري إلى باوك اليوناني في صيف 1999 ولمع اسمه بالدوري، حيث سجل 4 أهداف وتطور مع المدرب الهولندي آري هان، وكان خوضه بطولة كأس الكؤوس الأوروبية، نقطة تحول في مشواره.
لعب صبري ضد بنفيكا البرتغالي وخطف أنظار المدرب الألماني يوب هاينكس، بعدما سجل هدف الفوز في لقاء الإياب للدور الثاني الذي خسره باوك بركلات الترجيح.
تمسك هاينكس بضم اللاعب المصري إلى صفوف بنفيكا في يناير/كانون ثان 2000 في صفقة تكلفت 800 ألف يورو.. ولم يتأخر تألق صبري في البرتغال، حيث سجل فور انضمامه 5 أهداف ولقبه جمهور بنفيكا بـ(إيزيبيو العرب) تشبيهاً بالنجم البرتغالي الشهير.
صدام مورينيو

شارك صبري مع بداية موسم 2000 – 2001 وتألق مع هاينكس وخطف إعجاب مشجعي بنفيكا وسجل هدفا في شباك بيرامار، قاد فريقه للفوز لكن الأزمة التي واجهها صبري تمثلت في رحيل مدربه يوب هاينكس.
وتولى المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو قيادة بنفكيا خلفا لهاينكس وتغير الحال مع صبري مع تغيير طريقة اللعب إلى 4-3-3 واعتمد مورينيو على الدور الدفاعي لصبري وألزمه بالارتداد للدفاع.
هذا الأمر مثّل صعوبة كبيرة أمام صبري، لحبه في المراوغة والهجوم وتمرد على طريقة مورينيو، ما أدى إلى ملازمته دكة البدلاء، ورغم ذلك سجل 4 أهداف في هذا الموسم.
دفع صبري ثمن العناد مع مورينيو ورحل عن بنفيكا إلى مارتيمو تحت قيادة المدرب البرتغالي الأسبق نيلو فينجادا وسجل هدفين في موسم 2001 – 2002، ثم رحل إلى استريلا أمادورا موسم 2003 – 2004.
بدأ صبري التفكير في العودة للدوري المصري وارتبط اسمه بالانضمام للأهلي مجددا، كما دخل الزمالك والمصري في مفاوضات لضمه، حتى استقر به المطاف في طلائع الجيش حتى اعتزاله عام 2010.
قد يعجبك أيضاً



