AFPأرادت كرة القدم أن تنهي المسيرة الرائعة لبرشلونة، بقيادة هانز فليك، في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم بنصف النهائي أمام منافس "شرس" مثل إنتر ميلان، إلا أن الصورة التي ظهر بها البلوجرانا على مدار مشواره أكدت عودة الفريق الكتالوني للمشهد القاري من جديد في السنوات المقبلة.
ولاشك أن مباراتي نصف النهائي التي شهدتا تسجيل 13 هدفا، 7 للإنتر و6 للبرسا، أفرزت العديد من المشاهد المهمة في مسيرة صاحب الخمس ألقاب في بطولة الكأس "ذات الأذنين".
استعاد الهيبة
غاب برشلونة في آخر 6 سنوات عن المربع الذهبي في أكبر بطولات الأندية في العالم، حيث كانت المرة الأخيرة في 2019 عندما ودع بطريقة درامية أمام ليفربول، الذي أكمل طريقه نحو اللقب بفوزه في النهائي على توتنهام.
وبعد فترة ليست بالقصيرة صاحبها العديد من الإخفاقات في البطولة، جاء فليك لينتشل الفريق الكتالوني من هذه "الغيبوبة" ويعيده مرة أخرى للواجهة، وكاد أن يتأهل للنهائي الغائب منذ 10 سنوات.
وقدم برشلونة على مدار مشواره في دوري الأبطال ما يستحق عليه الثناء، رغم مرارة الخروج، بداية من مرحلة الدوري التي أنهاها في المركز الثاني، مرورا بنتائجه القوية في المراحل الإقصائية التي أطاح فيها حتى نصف النهائي ببنفيكا، في دور الـ16، ثم بوروسيا دورتموند في ربع النهائي.
مولد نجم
رغم مرارة الإقصاء الأوروبي وضياع حلم الثلاثية (الليجا ودوري الأبطال وكأس الملك)، إلا أن النقطة المضيئة في ليلة خروج الفريق الكتالوني، كانت الموهبة الصاعدة بقوة، لامين يامال، الذي كان بمثابة "الكابوس" لدفاع "النيراتزوري" بإمكاناته الفردية الرائعة وتسديداته التي لا تخطئ.
وكان يامال (17 عاما) قريبا في أكثر من مناسبة من هز الشباك، إلا أنه اصطدم في هذه الليلة "تحديدا" بتألق استثنائي من الحارس المخضرم يان سومر الذي أبعد أكثر من تسديدة خطيرة، كانت كفيلة بإعادة الأمور لنقطة الصفر.
ووفقا لإحصائيات موقع "BeSoccer Pro" المتخصص، كان يامال هو العلامة الفارقة في صفوف الفريقين، حيث نجح في مباراة الإياب في تحقيق رقم قياسي في نصف النهائي في آخر 10 نسخ، في عدد المراوغات (29 مرة)، منها 19 ناجحة.
مزيج رائع
يعتبر فريق برشلونة الحالي هو الرابع في قائمة الفرق الأصغر سنا في النسخة الحالية للبطولة، حيث بلغ المعدل العمري لهذا الفريق 23.7 عاما، وفقا لإحصائيات نفس الموقع.
ولا شك أن المزيج بين الشباب مثل باو كوبارسي ولامين يامال وبيدري، ومنتصف العمر مثل البرازيلي رافينيا والفرنسي جولي كونديه، والمخضرمين وعلى رأسهم البولندي روبرت ليفاندوفسكي، وإنييجو مارتينيز، خرج في أفضل صورة بقيادة رائعة من فليك، الذي أكد عقب الخروج أن الفريق سيحاول مجددا.
تفاصيل صغيرة
تنطبق مقولة "المواجهات الكبيرة تُحسم بالتفاصيل الصغيرة" على الحارس السويسري يان سومر، الذي نجح بفضل تصدياته الرائعة (8 في الذهاب) و (7 في الإياب)، في قيادة إنتر نحو نهائي التشامبيونزليج.
أمر آخر يعد خارجا عن سيطرة لاعبي البرسا، وهي الأمور التحكيمية التي أثارت الجدل، وتسببت في اعتراض اللاعبين على الحكم البولندي شيمون مارتشينياك، خاصة أن كل الحالات التحكيمية التي كان مشكوكا فيها، كانت دائما لصالح أصحاب الأرض.
ورغم هذا، كانت بطاقة التأهل للنهائي بين أقدام لاعبي البرسا، حيث سجل رافينيا هدف التأهل المحتمل لبرشلونة في الدقيقة 88، ولكن لم يحسن الفريق الجانب الدفاعي في لقطة الهدف التعادل الثالث لإنتر بعدها بدقائق بقدم المدافع فرانشيسكو أتشيربي، وفرض اللجوء لشوطين إضافيين، شهدا تسجيل بطل إيطاليا هدف الفوز والتأهل عن طريق دافيدي فراتيزي.
عدم التوازن
أنهى برشلونة مشواره في هذه النسخة من دوري الأبطال في صدارة الأكثر تهديفا (43 هدفا في 16 مباراة)، وهي الأرقام التي تتناقض تماما مع عدد الأهداف التي استقبلتها شباكه (24 هدفا)، وهو الرقم الأسوأ في تاريخ الفريق منذ نسخة (2000-2001) التي استقبل فيها 23 هدفا.
وتظهر هذه الأرقام أن الفريق الكتالوني، رغم هجومه الرائع، إلا أنه يعاني دفاعيا، وهي نقطة الضعف التي استغلها فريق "متمرس" و"شرس" مثل إنتر، يضاف إلى هذا بعض القرارات الفردية الخاطئة للمدافعين، ومن خلفهم الحارس البولندي فويتشيك تشيزني، والتي حرمت الجميع من الفريق الأكثر إمتاعا في القارة العجوز.
قد يعجبك أيضاً







