
عشيةَ مباراتَي نصف نهائي يورو 2024، وبعيدًا عن توقّعات المتوج باللقب بين إسبانيا وفرنسا، وهولندا وإنجلترا، أجمعت كلُّ التحليلات على تواضع المُستوى الفني للبطولة بعد 48 مباراة، حضرها أزيد من مليونَي ونصف المليون مشجع، بمعدل قياسي بلغ 51 ألفًا في كل مباراة، سُجل فيها 108 أهداف، من بينها عشرة أهداف عكسية، أخرج فيها الحكام 215 بطاقةً ملونة، من بينها 10 بطاقات صفراء، وأخفقت فيها كرواتيا التي خرجت من الدور الأول، وحاملة اللقب إيطاليا التي خيّبت أنظار جماهيرها، إضافةً إلى خيبة البلجيكيين والبرتغاليين، وجماهير منتخب البلد المنظم الذي واجه منتخبًا إسبانيًّا قويًا لسوء حظه، بينما كان مردود فرنسا وإنجلترا متواضعًا، رغم بلوغهما نصف النّهائي.
إسبانيا كانت حتى الآن أقوى منتخب، حيث إنّه الوحيد الذي فاز بمُبارياته الخمسِ، مسجلًا تسعة أهداف، مقابل هدف واحد تلقته شباكه، وهو مرشحٌ للإطاحة بفرنسا في نصف النهائي، وهو المنتخب الذي سجّل ثلاثة أهداف فقط في أربع مباريات، وكان مردوده ضعيفًا رغم امتلاكه منظومةً دفاعيةً قويةً لم تتلقَّ سوى هدف واحد، ووسطَ ميدانٍ متميزًا، وهو نفس الأمر الذي ينطبق على المنتخب الإنجليزي وصيف النسخة الماضية الذي كان تعيسًا من كل الجوانب في كل مبارياته رغم امتلاكه جود بيلينجهام، بوكايو ساكا وفيل فودين، حيث ينتظر أن يجد صعوبات لتجاوز منتخب هولندي تحسّن مردوده مع مرور المباريات، وصار قريبًا من تحقيق المفاجأة ببلوغ النّهائي على الأقل.
بعد خروج ألمانيا، ذهبت كل التوقعات إلى ترشيح إسبانيا للفوز بلقب بطولة فقيرة فنيًا، مرهقة بدنيًا لعديد اللاعبين، خاصة أولئك الذين خاضوا أكثر من أربعين مباراة خلال الموسم مع أنديتهم ومنتخبات بلدانهم، وبطولة لم يجد فيها المدربون حلولًا تكتيكية لتحسين الأداء وتحقيق النتائج المرجوّة على غرار ما حدث لكرواتيا، بلجيكا، إيطاليا والبرتغال، في حين كانت البطولة مناسبة لمنتخبات مغمورة أرهقت الكبار، على غرار ما فعلته النمسا، سلوفينيا، تركيا، وسويسرا التي كادت تبلغ نصف النهائي لأول مرة في تاريخ مشاركاتها.
حتى المواهب كانت مغيّبة في هذه البطولة على قلّتها، مثل الثنائي لامين يامال، نيكو ويليامز، في حين تألق حرّاس المرمى الذين صنعوا الفارق في عديد المباريات، عكس النّجوم الذين خيّبوا الآمال، بمن في ذلك مبابي ما دفع المدرب الإيطالي ماسيميليانو أليجري للقول: إن الباحثين عن المتعة عليهم التوجّه نحو المسرح والسيرك؛ لأن المنتخبات لم تعد تقدم تلك الفرجة؛ بسبب الإرهاق الذي يعاني منه اللاعبون من كثرة المباريات والمُسابقات على مستوى الأندية، ونهاية مرحلة بجيلها الذي لن يتكرر، ومع ذلك ستكون الإثارة حاضرة في ألمانيا، وربما المفاجأة أيضًا.
نقلًا عن الراية القطرية
قد يعجبك أيضاً



