هل يستثمر جفارديول نصائح جوارديولا في اليورو؟

في الوقت الذي تتركز فيه أنظار مشجعي المنتخب الكرواتي على لوكا مودريتش وماتيو كوفاسيتش، يدخل الظهير جوسكو جفارديول إلى نهائيات "يورو 2024"، مفعما بالثقة، بعد مستويات قوية قدمها رفقة مانشستر سيتي.

وانتقل جفارديول إلى السيتيزينز مطلع الموسم الماضي قادما من لايبزج، ولم يتأقلم بالدرجة الكافية في النصف الأول من الموسم، قبل أن يتطور أداءه تدريجيا في مركز الظهير الأيسر، تحت قيادة الإسباني بيب جوارديولا.

وفي نهائيات اليورو التي ستنطلق بعد أيام، ستكون المسؤولية مضاعفة أمام جفارديول لنقل تألقه من السيتي إلى المنتخب، مستفيدا من النصائح الثمينة التي قدمها له جوارديولا، علما بأن الأخير وصفه بأنه أحد أفضل اللاعبين في العالم بمركز الظهير الأيسر.

تألق دولي

فرض جفارديول نفسه على المنتخب الكرواتي في سن صغيرة، بعدما أبدى المدرب زلاتكو داليتش، إعجابا شديدا بقدرات اللاعب البدنية.

وخاض اللاعب مباراته الدولية الأولى عام 2021، في الفترة نفسها التي ترك فيها دينامو زغرب، منتقلا إلى لايبزج بالدوري الألماني.

تحول جفارديول سريعا إلى واحد من ألمع مدافعي "البوندسليجا"، وقاد لايبزج لإحراز لقب كأس ألمانيا مرتين متتاليتين (2022 و2023)، الأمر الذي أمن له انتقالا مريحا إلى مانشستر سيتي.

لكن، الانطلاق الحقيقية لجفارديول كانت في مونديال قطر 2022، عندما ساهم في احتلال المنتخب الكرواتي للمركز الثالث، وكان من أفضل مدافعي البطولة.

جاء ذلك رغم أنه تعرض لإصابة في وجهه قبل أسبوعين على انطلاق البطولة، ليشارك فيها بقناع واق أكسبه شهرة إضافية، وهو الذي توقع له النقاد الفوز بجائزة أفضل لاعب شاب في البطولة، بيد أنها ذهبت إلى الأرجنتيني إنزو فرنانديز.

بداية صعبة

مع مانشستر سيتي، وجد جفارديول صعوبة في فرض نفسه، رغم أنه مدافع معروف عنه قدراته على اللعب كقلب دفاع أو ظهير أيسر.

وأصر جوارديولا على أن الرواق الأيسر يناسب اللاعب الكرواتي، خصوصا في ظل ازدحام عمق الدفاع بنجوم أمثال روبن دياز وجون ستونز ومانويل أكانجي.

وصبر بيب على جفارديول، الذي تمكن في الثلث الأخير من الموسم، من تقديم مستويات أبرزت قدراته الحقيقية، وحولته إلى نجم الفريق في الربع الأخير من الموسم، مع تسجيل 4 أهداف بمهارة يحسد عليها، في الاختراق والتسديد، وهو إمكانيات كامنة لم تسمح له الظروف في إبرازها سابقا.

واستثمر جفارديول تعليمات ونصائح مدربه جوارديولا، والآن ينتظر منه مواصلة استثمارها أيضا في البطولة الأوروبية، لعل وعسى ينجح في قيادة جيل جديد من الكرواتيين، ويمكنهم من استلام راية الدفاع عن كرة القدم في موطنهم، من جيل مودريتش.