
أبهرتنا البداية الرائعة لكل من إيرلينج هالاند وروبرت ليفاندوفسكي في التجربة الأولى خارج حدود الدوري الألماني، بعد سنوات من السيطرة المطلقة على منطقة الجزاء، وأهداف بالعشرات والمئات تنزل كالمطر في مرمى الخصوم.
هذه البداية جعلتنا نراجع أنفسنا قليلا، وأعترف أنني كنت من ضمن من انساقوا وراء مقولة (دوري الفلاحين) لبطولات تألق فيها هدافين وحطموا الأرقام القياسية، نتيجة العدد الهائل من الأهداف ضد فرق اعتبرناها سلفا أنها لا تقاوم السيل الجارف للنجوم، وانتهاء كل جهود الفريق بين أقدام هؤلاء ومن ضمنهم ليفا وهالاند، لكن الجودة طغت على المقولة، والملعب هو الاختبار الوحيد.
قد تكون مقولة (دوري الفلاحين) وجدت ما يعززها، وبشكل خاص مع فشل كلا اللاعبين في قيادة منتخبيهما للوصول إلى نهائيات كأس العالم، رغم كل ما يتمتلكانه من قوة ومهارة عالية، لكن تبقى الظروف المتعلقة بالمنتخبات وعدم ضمان توفر ذات الجودة في الأندية، لها الكلمة، يضاف لها الغياب بسبب الإصابات عن بعض المناسبات المهمة.
قبل قدومه إلى برشلونة، سجل ليفاندوفسكي في مسيرته 509 أهداف خلال 676 مباراة، ومع البايرن لوحده نجح في اصطياد الشباك 344 مرة خلال 375 مباراة، ومع فارق العمر، سجل هالاند في مسيرته قبل القدوم إلى السيتي 135 هدفا في 184 مباراة، منها مع بوروسيا دورتموند 89 هدف في 86 مباراة.
مشاركة ليفا في الليجا وهو بهذا العمر المتقدم نسبيا، ودخول هالاند معترك التحدي في الدوري الأقوى عالميا مع مانشستر سيتي، وضعهما تحت الأضواء، للتأكد من أن الأرقام التي حققاها جاءت بفعل كفاءتهما، أم بمساعدة ظروف محيطة سواء قوة النجوم المحيطين بهما أو ضعف الفرق التي كانوا يواجهونها.
بدأ ليفا الليجا بتعادل سلبي، لكنه سرعان ما انتفض وسجل 4 أهداف في مباراتين، منها هدف رائع بالكعب في مواجهة بلد الوليد، وعلى الجانب الآخر، كانت بداية هالاند مذهلة بتسجيله 9 أهداف في 5 مباريات، وتسجيل (2) هاتريك على التوالي، كما سجل ثنائية في الافتتاح وغاب عن التسجيل في مباراة واحدة فقط أمام بورنموث.
قد يقول قائل: من المبكر الحكم على اللاعبين كون فرقهما لم تدخل أتون المنافسة الحقيقية بعد، ولم تلعب مع الخصوم المرشحين للقب، لكن كما يقال: المقدمات تسوق إلى النتائج..ولن تختلف الجودة باختلاف الخصم، فالنجم هو نجم في أي مكان، لكن لحينها سيكون لكل حادث حديث.
هناك دوريات أخرى توصف بـ (دوري الفلاحين) وخاصة الدوري الفرنسي، الذي تألق فيه ابراهيموفيتش وكافاني الذي أصبح الهداف التاريخي للنادي، وحاليا الأضواء مسلطة على النجم الشاب كيليان مبابي الذي سجل في مسيرته 208 أهداف في 286 مباراة منها 124 هدف في 146 مباراة في الدوري الفرنسي بقميص سان جيرمان ويقترب سريعا من تحطيم رقم كافاني (138) هدفا، ولو نجحت صفقة انتقاله بالفعل إلى ريال مدريد، فقد يكون أحد محاور حديثنا في هذه المقالة، وقياسيا لما شاهدناه من هالاند وليفا..فقد يكون أيضا نجما يحطم مقولة تقليدية طاردته كثيرا.


