AFPفي ذهاب الدور ثمن النهائي لدوري أبطال أوروبا، سيطر الياباني تاكيفوسا كوبو على الظهير الأيسر لباريس سان جيرمان، البرازيلي لوكاس بيرالدو طوال 45 دقيقة، وسيكون مجددًا مصدر قوة لفريقه الباسكي في لقاء الإياب، يوم الأربعاء.
وضرب فريق العاصمة الفرنسية بقوة على أرضه بالشوط الثاني، ونجح في إطفاء شغف كوبو وفريقه، ليخرج منتصرا بهدفين نظيفين. لذلك يعوّل سوسييداد من جديد على الدولي الياباني المتألق.
وعلى غرار عثمان ديمبيلي، يتمتع كوبو، 22 عامًا، بإرادة قوية وقدرة عالية على المراوغة، وبات أبرز آمال كرة القدم اليابانية.
وظهر كوبو للمرّة الأولى مع المنتخب الوطني في 2019 عندما كان يبلغ من العمر 18 عامًا، وسلّط المدرب الفرنسي أرسين فينجر من قبل الضوء على "قدرته على اللعب دائمًا بسرعة للأمام نحو المرمى".
وأضاف فينجر الذي سبق أن درّب في اليابان لموسم واحد قبل انتقاله لتدريب أرسنال طوال 12 عامًا "لديه كل صفات اللاعب الحديث للهروب من الضغط والضغط المضاد".




ويمتاز كوبو بقدرته على التحرّك في مساحات صغيرة، وبتمويهاته وقدرته على الركض في العمق والتحكم الدقيق بالكرة، وسرعان ما أصبح معشوق المشجعين الباسكيين والمفضّل لديهم بتحركاته على الجانب الايمن لا سيما من خلال تقدمه نحو الهجوم (7 أهداف و4 تمريرات حاسمة).
في سن العاشرة مع البارسا.. و18 في ريال
بدأ إبن مدينة كاواساكي اليابانية، رحلته نحو مستقبل كروي في العاشرة من عمره عندما انضم لمركز تدريب برشلونة عام 2011، قبل ان يترك "لاماسيا" الشهيرة في عام 2015، ويعود الى بلده حيث لعب مع فريق اف سي طوكيو للناشئين.
وفي عام 2019، عاد لإسبانيا ووقع لمدة 6 سنوات مع العملاق الإسباني الآخر ريال مدريد، لكن الأخير أعاره سريعًا على التوالي إلى مايوركا، وفياريال، وخيتافي، ثم مرة أخرى إلى مايوركا.
واستقر أخيرًا في إقليم الباسك في صيف عام 2022، حيث تعاقد معه ريال سوسييداد الذي مدد عقده أخيرًا حتى عام 2029.
ويدين كوبو بمسيرته الاحترافية إلى حد كبير لرجل واحد: تيتسوو ناكانيشي، اللاعب السابق الذي دربه فينجر في ناجويا في التسعينات.
وكرّس ناكانيشي الفصل الثاني من مسيرته في التنشئة الكروية، وتابع كوبو منذ أن كان في الـ11 من عمره، لا سيما من خلال إرسال التقارير له بعد كل مبارياته.
ويتحدّث ناكانيشي عنه بحماسة: "إنه أحد أذكى اللاعبين الذين رأيتهم، ولديه القدرة مثل زميلي السابق (من ناجويا) دراغان ستويكوفيتش على خداع حارس المرمى بنظرة واحدة مزيفة".
كرة القدم مثل الرقص
وتحت إشراف ناكانيشي، عمل كوبو، (1.73 م و64 كلج)، لتقوية قدمه الضعيفة (اليمنى) فترة طويلة وشرح "توسيع نقاط الارتكاز، وترويض موجّه أثناء الجري، سيطرة على التحركات وتمارين القوة لتسديد دقيق".
لكن وفقًا لناكانيشي، فيعود الفضل الى مرونة راقص الباليه تجاه وضعية الجسد (وضعية العنق والرأس)، وعلى دينامية القدم (مرونة الكاحل وقوس القدم)، كل ما تقدم جعل من كوبو، لاعبًا صعب المنال.
من الناحية التكتيكية، جعله ناكانيشي يعمل على "تلقي معلومات بزاوية 360 درجة" في سن مبكرة جدًا، فيما كان يميل للعب بجانب الخط حصرًا.
في سان سيباستيان، يُقدَّر كوبو أيضًا لشخصيته المرحة. هكذا استحوذ على إعجاب الجماهير ووسائل الإعلام بمداخلاته الإعلامية الصادقة دائمًا، مصحوبة بلمسات من الفكاهة باللغة الإسبانية.
وأوضح أخيرً "إنه ناد يناسب أسلوب لعبي، ويضمّ لاعبين موهوبين بارعين من الناحية الفنية ويستمتعون باللعب. إنه ناد جذاب للاعبين مماثلون لسيرتي الذاتية".
ويحذر ناكانيشي من أن مباراة الإياب ضد سان جيرمان "يمكن أن تكون مؤلمة".
إذا كانت إقامته لمدة 4 سنوات في لا ماسيا قد أكسبته لفترة من الوقت لقب "ميسي الياباني"، فإن كوبو يأمل أن يصبح منقذ ريال سوسييداد مساء الأربعاء.
قد يعجبك أيضاً



