مهدي طارمي.. سلاح إيران الأكثر فاعلية في المونديال

تأخر بروز الإيراني مهدي طارمي على المستوى الأوروبي، بعد انضمامه الى بورتو البرتغالي بعمر 28 عاما، وسيشكّل أبرز الأسلحة الهجومية بالنسبة للمدرب البرتغالي كارلوس كيروش، في نهائيات كأس العالم "قطر 2022".

ابن الثلاثين عاما، يستعد لظهوره الثاني في النهائيات العالمية بعد مونديال روسيا، حيث سيحمل هجوم الفريق على عاتقه، في ظل الشكوك التي تحوم حول مشاركة مهاجم باير ليفركوزن الألماني، سردار أزمون الذي يعاني من إصابة حاليا قد تبعده عن النهائيات.

وسيكون طارمي (60 مباراة دولية و27 هدفًا)، السلاح الأساسي للمدرب البرتغالي العائد للإشراف على منتخب إيران في أيلول/سبتمبر الماضي، وللمرة الثالثة في النهائيات بعد 2014 في البرازيل و2018 في روسيا.

تألق أوروبي

لم يكن طارمي على علاقة جيدة مع المدرب السابق الكرواتي دراجان سكوتشيتش، لا سيما أن لاعب بورتو انتقد المدرب على العلن ما أدى الى استبعاده عن بعض المباريات في التصفيات المونديالية خلال شهر تشرين ثان/نوفمبر 2021 ضد لبنان وسوريا.

ويقدم مهاجم الغرافة القطري السابق، أداء مميزا هذا الموسم مع بورتو محليا أو قاريا في دوري أبطال أوروبا، إذ نال لقب أفضل لاعب في شهر أيلول/سبتمبر الماضي.

وتمكن بطل الدوري البرتغالي في الموسم الماضي، من تصدر مجموعته في البطولة القارية العريقة، بعد انطلاقة ضعيفة في المجموعة الثانية، حيث ساهم طارمي خلالها بـ7 أهداف، إذ سجل 5 ومرر كرتين حاسمتين.

واختير الدولي الإيراني أفضل لاعب في الجولة الخامسة من دوري الأبطال، بعدما قدم أداء قويا ضد مفاجأة البطولة كلوب بروج البلجيكي (4-0)، حيث سجل طارمي ثنائية.

كما تألق في المباراة الأخيرة والتي فاز فيها فريقه على أتلتيكو مدريد (2-1)، حيث مهّد طريق الفوز بافتتاحه التسجيل.

هذه الأرقام تؤكد تطور اللاعب منذ مونديال 2018، حيث كان لا يزال لاعبا مع الغرافة.

خطوة تاريخية

انتقل طارمي الى الدوري البرتغالي، بعدما قدم موسما جيدا في الدوري القطري موسم 2018-2019، الذي سجل خلاله 8 أهداف، وحقق حلمه باللعب في أوروبا فانضم مجانًا إلى ريو آفي.

وسريعاً أبان الإيراني عن موهبة مميزة مع فريق شمال البرتغال، إذ سجل 18 هدفاً وضعته وصيفا لهداف البطولة.

وقال مدربه السابق كارلوس كارفاليال في حديث الى صحيفة "آ بولا" البرتغالية في الصيف الماضي "لو وصل طارمي إلى البرتغال وهو في الـ24 من عمره ، لكان الآن مع أحد الاندية الكبرى في أوروبا. إنه لاعب بمستوى عالٍ وقد أثبت ذلك في الحال".

أكثر ذكاء

غزارة أهداف طارمي ومستواه المميز، جذبا انتباه بورتو الذي أنفق نحو 5 ملايين يورو للتعاقد معه، بعد عام من وصوله إلى البرتغال.

وبإشراف المدرب سيرجيو كونسيساو، لم يتأخر الإيراني في إثبات قدراته فحجز مقعدا أساسيا في خط هجوم "التنانين"، بغض النظر عن أسلوب اللعب الذي اعتمده الدولي السابق.

وبالإضافة إلى قدرته على تسجيل الأهداف (61 هدفا في 113 مباراة مع بورتو)، تميز طارمي في تمرير الكرات الحاسمة بتمريره 42 منها، منذ ارتدائه القميص الأبيض والأزرق.

ورأى كونسيساو في حديث صحفي قبل نحو شهرين "راقبت طارمي عن كثب في السنوات الأخيرة، كان لدي الإحساس انه رغم عدم امتلاكه سرعة كبيرة إلا أن ذكاءه فوق المعدل"، وأوضح بأن "تمركزه مثير للإهتمام".

وبوجودها في المجموعة الثانية مع منتخبات إنكلترا والولايات المتحدة وويلز، لم تصل إيران مطلقاً إلى الدور الثاني في كأس العالم طوال مشاركاتها الخمس السابقة.

وكانت إيران قاب قوسين أو أدنى من تخطي الدور الأول في نسخة روسيا السابقة ضد البرتغال، عندما أخطأت تسديدة من طارمي المرمى ببضعة سنتيمترات.