إعلان
إعلان

مسرحية برشلونة - جيرمان

د.محمد مطاوع
29 أغسطس 201903:26
mutawe 2019

وكأنها مسرحية لا تريد الانتهاء، بفصول مملة وممثلين غير قادرين على إيصال الإحساس للجمهور العريض الذي بات يتابعها دون اكتراث شديد، كونها مفروضة عليه يوميا.

هي مسرحية عودة نيمار التي بدأت بأفكار مجنونة، ولاحقتها أقلام الصحفيين، ووفرت لها مساحات كبيرة في الصحف والمواقع الالكترونية ونشرات الأخبار والبرامج الرياضية، فالأمر الذي كان مستحيلا في يوم ما، تحول إلى عملية قابلة للتطبيق، واقترب الأمر كثيرا من كونه حقيقة، ولكن في كل مرة نتوقع الإعلان عن الاتفاق، تنهار كل المحاولات بكلمات قليلة..نيمار ليس للبيع!

اللاعب البرازيلي الذي لم يقدم شيئا يذكر في موسم كارثي، استهلك أيامه في الاستشفاء من الإصابات والمشاركة في العديد من الحملات الإعلانية، وجني المزيد من الملايين، بات مطلبا شديدا لكل من ريال مدريد وبرشلونة (من خلال وسائل الإعلام) بعيدا عن التصريحات المباشرة من قبل إدارات الأندية الثلاثة.

تم وضع العديد من سيناريوهات الانتقال، مبلغ مالي يصل إلى 300 مليون يورو..صفقات تبادلية تضم عدد من اللاعبين في مقابل نيمار ومبلغ لا يقل عن 170 مليون، فكرة الإعارة مع بند الشراء..ولكن كل شيء لم يصدر عن مصدر رسمي بشكل نهائي، فالاجتماعات تدور في غرف مغلقة، والمعلومات شحيحة للغاية عن عملية الانتقال، والوقت يداهم الجميع.

باريس سان جيرمان يكتم غيظه بسبب تصرفات نيمار الصبيانية، ويتمنى اليوم قبل الغد رحيله، لكنه في الوقت ذاته يريد المال الكثير الذي انفقه في عملية نقله من برشلونة، والمصاريف الهائلة التي تكبدها خلال عامين، كما أن إصابة مهاجمي الفريق مبابي وكافاني، قد تضطره لإعادة الحسابات والتفاوض من جديد مع نيمار للقيام بدور جديد في الفريق.

لكن في المقابل وحسب ما قرأنا وسمعنا، فإن برشلونة لا يقدم العروض التي ترضي باريس، وكأنه يريد تخليص ثأره بإعادة اللاعب بأقل مبلغ ممكن، ووضع لاعبين وصلوا إلى حافة الاعتزال في صفقة قد تكون خاسرة في نظر الباريسيين..هذا إذا كانت الأخبار التي نسمعها صحيحة، خاصة وأنها من تقارير إعلامية وليست من مصادر موثوقة من الناديين.

العملية طالت وزادت عن حدها، وإتمام الصفقة يبدو شبه مستحيل وسط هذه الظروف، فجلسة واحدة عقدت في باريس منذ يومين، حملت عشرات التوقعات، ولكن النتيجة كانت واحدة..صفقة لم تتم، ومفاوضات مستمرة، وإغلاق السوق بات على الأبواب، لكن المفيد فيها طريقة التفاوض، وتغيير المواقف المستمر، وإصرار جميع الأطراف على موقفها، ولا نعلم النتائج.

بقاء نيمار في باريس يعاكس رغبته التي أعلنها صراحة بالرحيل لبرشلونة، وبالتالي تعقد موسمه الثالث على التوالي، ورحيلة سيكون بثمن باهظ قد يدفعه برشلونة، الذي يعاني ماليا، وسيقع ضغط هائل أيضا على نيمار لتحقيق الأحلام التي سيبنيها عشاق البارسا على عودته من جديد.

بعد كل هذا الوقت، يمكن لنا وصف المفاوضات وكل ما يشاع عنها مجرد اجتهادات إعلامية، فاللاعب ما زال باريسيا، والوقت المتبقي لإقفال السوق أقصر من الوصول لاتفاق، ولم يتم إثبات أي شيء على أرض الواقع، وهو أمر جعل الاهتمام بالصفقة بمجملها يتراجع، في غياب التصريحات الرسمية والمصادر الموثوقة.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان