ماتس هوميلز.. سد دورتموند المنيع أمام طوفان مدريد

عندما احتاج بوروسيا دورتموند لبطل، نهض ماتس هوميلز وسجل هدف انتصار الفريق الألماني على حساب باريس سان جيرمان في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا على ملعب حديقة الأمراء، ليحجز بطاقة العبور للمباراة النهائية.

وعلى الرغم من تواجد المدافع الألماني في الأمتار الأخيرة من مسيرته، إلا أنه استعاد بريق الشباب بالمستويات التي قدمها هذا الموسم.

ويبقى هوميلز واحدا من أفضل المدافعين الذين مروا على تاريخ ألمانيا ومسيرته تدعم ذلك، حيث كان من أبرز عناصر فريق المدرب يورجن كلوب الذي توج بلقب البوندسليجا موسمين متتاليين، كما شارك في كل لقاءات ألمانيا عدا مباراة واحدة في التتويج بلقب مونديال 2014، وتواجد في القائمة المختصرة التي ضمت 10 لاعبين لاختيار أفضل لاعب في تلك البطولة.

وعقب انتقاله لبايرن ميونخ في المكان الذي بدأ مسيرته به بعمر 6 أعوام، واصل حصد البطولات بالتتويج بلقب البوندسليجا 3 مرات، ولكن مع الموسم الثالث مع العملاق البافاري بدا أن أفضل أيامه قد مرت بمشاركته في 21 مباراة فقط في الدوري، الأمر الذي لم يمنع البايرن من السماح له بالرحيل للمنافس المباشر والعودة إلى دورتموند من جديد.

وعلى مدار المواسم القليلة الماضية، أظهر هومليز ما يمكنه تقديمه بالمشاركة في 30 مباراة على الأقل في كل موسم من المواسم الخمسة الماضية، وساعد دورتموند في الفوز بلقب كأس ألمانيا عام 2021 وهو أول لقب يتوج به الفريق منذ 5 أعوام.

ودخل هوميلز كتب التاريخ أيضًا، بعدما أصبح ثاني أكثر اللاعبين مشاركة بقميص دورتموند خلف مايكل زورك (572)، بعد خاض مباراته رقم 500 في ذهاب ربع نهائي دوري الأبطال أمام أتلتيكو مدريد هذا الموسم.

أبرز الأساطير

وسيخرج هوميلز من دورتموند كأحد أبرز أساطير الفريق بصرف النظر عن الطريقة التي ستنتهي بها الأمور هذا الموسم، وأكد المدافع الألماني قيمته بعروض مبهرة في دوري الأبطال هذا الموسم، بمشاركته في كل دقيقة من لقاءات بوروسيا في طريقه إلى نهائي ويمبلي، وساعد فريقه في الخروج بشباك نظيفة في 6 لقاءات.

وقدم هوميلز أفضل عروضه ربما في نصف النهائي أمام باريس سان جيرمان، بحصده جائزة أفضل لاعب في مباراتي الذهاب والإياب بعروضه المميزة بعد معاناة دورتموند من الضغط الهجومي الكبير من الفريق الفرنسي سواء في سيجنال إيدونا بارك أو في حديقة الأمراء، ولكن نجح هوميلز بخبرته في قيادة شباب دورتموند في تخطي عقبة الفريق الباريسي.

وعلى الرغم من عدم دخوله في مواجهة مباشرة أمام كيليان مبابي، إلا أنه نجح في التعامل معه ببراعة في كل مرة واجهه بها، وهو المستوى المميز الذي قدمه منذ بداية حملة دورتموند في دوري الأبطال هذا الموسم والذي ظهر بشدة أمام ميلان على ملعب سان سيرو في دور المجموعات.

وحصد هوميلز جائزة رجل المباراة حينها ليخرج مدرب الفريق إدين تيرزيتش ويقارنه بيورجن كولر قائلًا: "قدم مباراة مذهلة اليوم، هناك بعض الأشخاص في تلك الغرفة يمكنهم تذكر مستوى كولر في مباراة مانشستر، أطلق عليه حينها لقب "إله الكرة"، لا أعتقد أن مستوى كولر حينها كان أفضل من مستوى هوميلز اليوم".

والآن يستعد هوميلز لخوض المباراة الأخيرة في الموسم على ملعب ويمبلي بمواجهة ريال مدريد في نهائي دوري الأبطال يوم 1 يونيو/حزيران المقبل.

ولا يحمل هوميلز ذكريات جيدة على ملعب ويمبلي، حيث خسر رفقة دورتموند أمام بايرن ميونخ بنتيجة (2-1) في نهائي البطولة عام 2013.

ولا توجد العديد من المهام الأخرى في كرة القدم التي يمكن اعتبارها أصعب من الفوز على ريال مدريد في دوري الأبطال، ولكن أظهر هوميلز كثيرًا قدرته على التعامل مع أفضل المهاجمين، وربما يكون 1 يونيو/حزيران المقبل هو التاريخ المثالي لوداع دورتموند بأفضل صورة في ظل أن عقده ينتهي بنهاية الموسم.