إعلان
إعلان

لعبة المال والنفوذ في جوائز الفيفا

خالد مخلوف
26 سبتمبر 201807:16
khalidmakhlof

غياب المنطق كان السمة الرئيسية في جوائز الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" هذا العام في اختيار الأفضل من اللاعبين وهو الأمر الذي أجمع عليه كثيرون من النقاد والمتابعين وكذلك الجماهير، وكان رد الفعل هذه المرة شرسا حيث ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بالاعتراض على غالبية الاختيارات التي استبعدت لاعبين يستحقون، وأضافت آخرين ليسوا على مستوى الجوائز المقدمة سواء بسبب ضعف انجازاتهم خلال العام، أو عدم مشاركتهم بشكل يعزز من اختيارهم للأفضل، وظهرت حالات الترضية واضحة تماما في الاختيار.

لعبة المال والنفوذ للأندية الكبرى كانت واضحة وبشدة في اختيار هذا واستبعاد ذاك، فكرة القدم دخلت وبشكل فج في لعبة الأموال والاستثمار التي تتجاوز حاليا أرقام فلكية تقدر بالمليارات، وهو ما تخطى حدود الأندية إلى الدول التي فطنت إلى كنز الساحرة المستديرة التي سيطرت على عقول الملايين في كل المعمورة، وأصبح الجميع يلهث خلف عوائد كرة القدم التي تتزايد سنويا من حقوق البث التلفزيوني والإعلانات والرعايات من الشركات الكبرى، بالإضافة إلي تذاكر المباريات والاستثمار في اللاعبين وبيع قمصان الأندية والمنتخبات والتذكارات، ومكاسب الدول من استضافة الفعاليات الرياضية الكبرى، وأصبح كل ذلك مصدرا كبيرا للدخل القومي للدول وليس فقط الأندية، ويكفي أن نرى فقط حصيلة بيع لاعبين مثل نيمار أو رونالدو وغيرهم.

اعتراض الكثيرون على اختيارات الأفضل كان واقعيا بشكل كبير هذا الموسم حيث كان استبعاد لاعب مثل الفرنسي جريزمان المشارك بقوة في حصول منتخب بلاده علي كأس العالم من كل الجوائز أمرا يدعو للتعجب مثلما كان دخول لاعب مثل داني الفيس الغائب عن فريقه خلال فترة كبيرة من الموسم إلى تشكيل الفيفا، كذلك اختيار محمد صلاح لاعب ليفربول ضمن الثلاثة الأوائل الأفضل في العالم واستبعاده من فريق الفيفا، وحصول البلجيكي كورتوا على أفضل حارس عالميا وعدم دخوله في نفس التشكيل، وهي كلها أمور لا تتسق مع أبسط قواعد المنطق، وتدعو إلى إعادة تقييم جوائز الفيفا وفق قواعد وآليات تحترم عقول المتابعين والعاشقين لكرة القدم، الاعتراض أيضا طال الموهبتان الأبرز على الساحة العالمية وهما ميسي ورونالدو واللذان تغيبا عن الحفل وهو ما ينتقص أيضا من قيمة الحدث.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان