
ما إن انتهت مباراة برشلونة بملعب «لاسيراميكا» أمام فياريال، معلنة عن فوز شاق لبرشلونة على «الغواصات الصفراء»، في ملعب صعب ومعقد، حتى انطلقت الصحافة الإسبانية، الموالية تحديداً لبرشلونة، تتغنى بالفوز وقبله بالجوهرة المكنونة، الشاب لامين يامال كما يحلو للإسبان تسميته، وقدم مباراة مجنونة بعرض مبهر، يقول الرواة إنه تجاوز في جماله وسحره، ما كان يقدمه الأسطورة ليونيل ميسي الذي خرج أيضاً من خيمة لامسيا، وهو في سن السادسة عشرة من عمره.
وما إن راج مختزل عن المباراة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وحظي بمتابعة قياسية، حتى برع الإعلاميون في تعداد المزايا الفنية لهذه «الأيقونة» الجديدة، وكثيرون قالوا إن برشلونة لن يطول به الوقت لإيجاد بديل للأسطورة ميسي الذي خرج قبل ثلاث سنوات من «الكامب نو»، فلامين جمال يؤكد بالقرائن الدامغة أن موهبته خارقة.
ولامين جمال هو ابن لأب مغربي وأم غينية استوائية، ولأنه ولد بإسبانيا، استحق كما والديه الجنسية الإسبانية، كما أن موهبته الخارقة التي أظهرته منذ قدومه إلى برشلونة بتوصية من كشافة النادي، متفوقاً على من هم في عمره، جعلته يلعب باستمرار لمنتخبات إسبانية تتقدم عليه بسنوات، ولا أدل على ذلك أنه اليوم مدرج بشكل استباقي في لائحة المنتخب الإسباني الذي سيواجه جورجيا وقبرص، ما يعني أنه سيلعب لـ «لاروخا» وهو في سن السادسة عشرة من عمره.
وطبعاً، لن يحظى لامين جمال بهذه الحظوة، أن يلعب للمنتخب الأول، وهو في سن صغيرة جداً، فقط لأن له موهبة خارقة وهبها الله إياها، ولكن أيضاً لأن الاتحاد الإسباني لكرة القدم يريد أن يقطع الطريق على نظيره المغربي، وهو يعرف أن أي لاعب من أصول مغربية، لن يتردد بعد اليوم في اختيار منتخب بلد الآباء والأجداد على منتخب بلد النشأة، وقد استجاب لنداء القلب الذي غالباً ما يحسم الاختيارات، أن المنتخب المغربي هو اليوم رابع منتخبات العالم بقوة ما أنجز في المونديال الأخير.
والمتابع للصحافة الإسبانية منذ مباراة فياريال وبرشلونة، يقف على حجم الضغط الذي تمارسه لدرجة التهييج، بل واختلاق القصص الواهية، لإقناع الرأي العام الإسباني أن لامين يامال وافق فعلاً على الانضمام للمنتخب الإسباني الأول، وأن اسمه سيرد في اللائحة التي سيعلنها الناخب الإسباني لافوينتي، وليس هناك بينهم من يستطيع أن يجزم، حتى لو حدث ولعب يامال جمال مع المنتخب الإسباني، أن الأيقونة لن يلعب في أي وقت للمنتخب المغربي، ما لم يكمل ثلاث مباريات مع «لاروخا».
إنها حرب لا تنتهي لاستمالة النجوم الصغيرة من مجراتها، بين بلد الإقامة الذي يتحجج بأنه صقل الموهبة، وبين بلد النشأة التي تحمل تلك الموهبة جيناته ويلزمها بالولاء أكثر من الوفاء.
قد يعجبك أيضاً



