إعلان
إعلان

قنابل لم تنفجر

د.محمد مطاوع
05 سبتمبر 201902:51
mutawe 2019

أخيرا تنفسنا الصعداء، وأغلق باب الانتقالات الصيفية المشتعل في أوروبا، وهدأت الكثير من العواصف التي أراد البعض أن تبقى تتلاطم على شواطئ الأندية الكبيرة.

ورغم أن قيمة الانتقالات المعلنة تجاوزت مبلغ 6 مليارات يورو، إلا أن الصفقات الرئيسية التي كان يترقبها الجميع لم تتم، رغم كثرة الحديث عنها، ودخول التكهنات مراحل دقيقة للغاية وصلت حد التأكيد، لكن في النهاية بقيت الأمور على ما عليه.

انتقل جريزمان بمبلغ وصل إلى 120 مليون يورو، والأمر كان متوقعا منذ قام بتخفيض الشرط الجزائي للتمكن من الرحيل إلى برشلونة، ومثله كان هازارد يرتدي قميص ريال مدريد بكل سلاسة، والمفاجأة الوحيدة كانت بقيمة صفقة النجم الشاب البرتغالي جواو فيليكس إلى اتلتكو مدريد، لكن غير ذلك، الأمور كلها كانت عادية بل وأقل من عادية.

لم يرحل نيمار إلى برشلونة رغم أطنان الكلمات التي كتبت عن الأمر، بقي بوجبا في مانشستر يونايتد، ولم تنفجر قنبلة زيدان التي كان يتمناها في معقل الملكي، بقي ديبالا في سجن بدلاء يوفنتوس، ولم ينتقل راكيتيش وديمبلي في صفقة تبادلية، واستقر إيركسن في توتنهام، ورحل كوتينيو وإيكاردي على سبيل الإعارة.

استقر صلاح وماني وفيرمينيو في ليفربول، ولم يتمكن أحد من التفكير حتى في استقطاب أي منهم بعد اشتعال الأسعار في السوق، وحتى في سوق المدربين، لم تحدث تحركات كبيرة، حيث استقطب كل ناد مديره الفني مبكرا، والاستثناء الوحيد هو بقاء البرتغالي مورينيو بلا عمل.

سوق اللاعبين بات أكثر تعقيدا من أي وقت مضى، والأسعار تحولت إلى غول يلتهم موارد الأندية، مهما كانت الآمال والطموحات في التعويض، وقد يستثنى عدد من اللاعبين لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة من هذه القاعدة بقدرتهم الإعلانية الهائلة على تعويض أي ناد يرحلون إليه وفي مقدمتهم بالطبع نيمار وميسي ورونالدو، لكن تبقى الأسعار سدا منيعا أمام أي رغبة أو تحرك لنقل لاعب كبير من مكانه إلى ناد آخر.

باعتقادي سيكون هناك تدخل من الفيفا والاتحادات القارية لإيحاد حل لمسألة الأسعار الكبيرة التي باتت تمثل خطرا على نزاهة اللعبة وقواعدها الأساسية، فمن غير المعقول أن يكون سعر لاعب أكبر بكثير من شركة يعمل فيها الآلاف وتقوم بالكثير من العمليات وتتكبد مصروفات هائلة لتحقيق الأرباح المأمولة.

نعم إنه السوق الذي يخضع للعرض والطلب، لكن في النهاية نحن لا نتعامل مع مشاريع تجارية أو أراضي وعقارات، نتعامل مع إنسان يلعب الكرة، ويفترض به أن يقدم فنونه على أرض الملعب، أكثر من مجرد كونه وسيلة لجمع المال لا أكثر.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان