فهد خجول.. مبيمبا القلب النابض بأحلام الكونغو

يحمل القائد والمقاتل والهداف شانسيل مبيمبا، أحيانا إلى حد البكاء، حبا غير مشروط لقميص "فهود" الكونغو الديموقراطية منافس كوت ديفوار المضيفة في نصف نهائي كأس أمم أفريقيا، غدا الأربعاء في أبيدجان.

وقال مدافع مارسيليا في تصريح لإذاعة "آر إف إي" أثناء حصوله على جائزة مارك فيفيان فويه لأفضل لاعب بالدوري الفرنسي عام 2023: "عندما تحظى بشرف الاستدعاء إلى المنتخب، يجب أن تكون فخورا".

ويتذكر قائلا: "استُدعيت لأوّل مرة في 2012 من قبل (الفرنسي) كلود لوروا. كنت مع رديف أندرلخت (البلجيكي) واتصل بي للحضور والتدريب مع المنتخب الأول".

وأكد لوروا الذي درب الكونغو الديموقراطية مرتين في 2004-2006 و2011-2013، في تصريح لوكالة فرانس برس: "رأيته سابقا مع فريق أم كا إتانشييتيه" النادي الذي تكوَّن في صفوفه مبيمبا بكينشاسا الذي تخرَّج منه أيضا سيلاس كاتومبا مفومبا المتواجد في تشكيل المنتخب في كوت ديفوار.

وأضاف لوروا: "أكثر ما أعجبني فيه هو نظرته المندهشة عندما وصل للمنتخب. لقد كان مجرد طفل (18 عامًا)، لم يستطع أن يصدق ذلك، بدا وكأنه يسأل نفسه: لكن كيف حدث ذلك؟ كيف وصلت إلى هنا بهذه السرعة؟".

تواضع وهدوء

يقول مبيمبا في هذا الصدد: "اغتنمت الفرصة ولعبت مباراتي الأولى ضد سيشيل في كينشاسا (الفوز 3-0). لم يعرفني أحد، لأنني لم ألعب في الأندية الكبيرة في البلاد مثل مازيمبي أو فيتا كلوب".

يضيف ضاحكا: "قال الناس في عائلتي: إنه ابننا! وعندما أنهيت المباراة، عدت إلى الحي، واحتفلنا".

كانت انطلاقة مسيرته الدولية حيث شارك حتى الآن في 80 مباراة (6 أهداف) بقميصه المحبوب.

يقول لوروا الذي شارك في 9 نسخ للعرس القاري وتوج بلقب 1988 في المغرب مع الكاميرون بقيادة روجيه ميلا: "إنه ملتزم جدا، أحد الذين لن تفرض عليهم اللعب مع النادي بدلا من منتخب بلاده".

من جهته، أكد الظهير الأيمن لنادي لوريان جيديون كالولو: "شانسيل متواضع جدا وهادئ، ويحدث فرقا كبيرا في المجموعة. إنه ناصح جيد داخل وخارج الملعب، إضافة للتكتيك، وفنيات التمركز...".

وتوترت أعصابه مرة واحدة فقط في النسخة الحالية بعد اشتباك بسيط بينه ومدرب المنتخب المغربي وليد الركراكي، في مباراة المنتخبين بالجولة الثانية لدور المجموعات (1-1).

يرى لوروا أنه "خلافًا لما يقال، شانسيل ليس ثرثارا، على الإطلاق، إنه يفرض طبيعته كقائد، لكنه لطيف وخجول وصوته منخفض. إنه أصيل جدا ولطيف بشكل لا يصدق".

يرتبط مبيمبا جدا بمنتخب بلاده لدرجة أنه بكى في اليوم السابق لمواجهة الجارة جمهورية الكونغو، متأثرا بحماسه.

وقال لإذاعة "آر إف إي": "الديربي مباراة حاسمة. هناك الكثير من القصص بين الجارتين، وهي بالنسبة لنا مباراة لا تقبل الخسارة، وخلالها كان على كل لاعب أن يبذل قصارى جهده للفوز".

كانت المواجهة في ربع نهائي كأس الأمم الأفريقية 2015. تقدّمت الكونغو التي كان يدربها حينها لوروا 2-0 قبل أن تقلب الكونغو الديموقراطية بقيادة مبيمبا الطاولة (4-2).

كان مبيمبا يلعب وقتها بوسط الملعب. يتذكر لوروا: "لقد لعب في مركز الوسط الدفاعي أكثر من كونه قلب دفاع"، مضيفا: "يفاجأ الناس بتسجيله للأهداف، لكنه لعب في الهجوم لفترة طويلة".

أدرك مبيمبا التعادل ضد غينيا في ربع النهائي (3-1)، وأعاد الكونغو الديموقراطية إلى نصف النهائي للمرة الأولى منذ 2015.

وكانت المواجهة في دور الأربعة وقتها ضد كوت ديفوار، وخسر منتخب بلاده (1-3)، وبالتالي فإن القائد يسعى للانتقام.

لا تفوت متابعة كوكبة من النجوم العالميين في كأس أمم أفريقيا.. اشترك في منصة TOD (من هنا)