
لم يلبث عبد الإله صابر أن يعود لتدريب الوداد مع المدرب البلجيكي سفين فاندنبروك، حتى رحل مرة أخرى، بعدما كان قد ترك الفريق أثناء تدريب الإسباني خوان كارلوس جاريدو، الفريق البيضاوي.
ونظرًا لأنَّ الأمر يعد مستغربًا في أن يغادر صابر، تدريب الوداد بعد خلاف متجدد مع المدير الفني للفريق، حرص كووورة عل حوار عبد الإله، لاعب الوداد السابق، والظهير الأيمن لمنتخب المغرب في مونديال فرنسا 1998 لمعرفة كل ما حدث وما دعاه للرحيل مجددًا.
وجاء الحوار على النحو التالي:
اصطدام آخر.. أم خلاف مع فاندنبروك.. حدثنا عن التفاصيل؟
لا اصطدام ولا خلاف، بل وضع للنقاط على الحروف في سبيل الدفاع عن كرامتي. لقد عاملني فاندنبروك بشكل وقح وبدا وكأنه تعمد استفزازي مستغلاً وضعيتي السابقة لصب البنزين على النار، كي يشيطنني لدى الأنصار، وأبدًا لم ولن أترك له المجال فكان لزامًا عليَّ أن أغادر بهدوء.
ماذا حدث بينكما؟
كنت من استقبله فور تعيينه وقدمته للاعبين، وقدمت له كل التسهيلات قبل مباراة المحمدية، وفي تدريب الثلاثاء حضرت قبل الموعد المحدد بربع ساعة، وتواجدت قبله رفقة مدرب الحراس، وشخص آخر من الجها الفني بمركب بنجلون.
بعدها غيرت ملابسي وتوجهت لمكتبه عند التاسعة لأتفاجأ به، وهو يصرخ في وجههي ويقول: "غير معقول لقد تأخرت دقيقة عن الوقت المحدد. هل أنجزت التقارير المطلوبة".
أمر كهذا ألم يكن بمقدورك احتوائه بالنظر لحساسية المرحلة؟
لا.. لأن الأمر لم يقتصر على هذا. لقد نظر إليَّ باستعلاء في أول مران، بدا وكأنه يتعمد هذا الاستفزاز كي لا أرافقه في رحلته، قال لي هل أعددت تقارير صن داونز أمام الأهلي، وبلوزداد أجبته نعم لقد أعددت كل شيء..
لكن مهلاً ليس بهذه الطريقة نشتغل، بإمكاني الجلوس وأن تهدأ أولاً ونناقش الوضع، أما وأنك تقيم الدنيا ولا تقعدها بسبب دقيقة تراها أنت تأخرًا، وهي ليست كذلك فهذا لن أقبل به.

ماذا حدث بعدها؟
قلت له بلطف،إذا كنت ترى أنه لا ينبغي أن أرافقك فليس بهذا الشكل، بل مع قليل من التقدير والاحترام لأنني ابن لهذا النادي، لذلك لا يمكن وقد حدث هذا الأمر بيننا أن نستمر معًا. أتمنى لك حظًا موفقًا.
بعدها هاتفت المسؤولين وأبلغتهم بموقفي وأنه يستحيل عليَّ تحمل معاملة بهذا الشكل، والأفضل أن أغادر بما يخدم مصلحة النادي، وهدوء الأجواء.
هل تعاركتما؟
لا ليس صحيحًا.. كل ما نسج في الموضوع غير صحيح، ولم يكن حسن بنعبيشة بالمركب حينها ليفصل بيننا. لست أنا من ينزل لهذا المستوى داخل نادٍ بحجم الوداد لقد انسحبت في هدوء تام.
وماذا حدث مع جاريدو؟
مع جاريدو القصة مختلفة: لقد طلب رأيي قبل مباراة سيمبا التنزاني (في ربع نهائي دوري الأبطال). أشرت عليه بـ3 أمور الحذر من لاعب يسدد الكرات الركنية بشكل مميز على مستوى القائم الأول، وهو ما حدث فعلاً، وتسببت تسديدته في خلاف بين الحارس المطيع والهداف سامبو.
وكذلك بأن يمنح يمنح عبدالله حيمود، وبوهرة الكثير من الوقت في المباريات قبل استبدالهما، وأنصفتني الوقائع لاحقا.
هذه الملاحظات كونها كانت صائبة جعلته ينفجر بقوة أمام اللاعبين، الأمر الذي لم أستسغه. أبلغته أنه دوري ومن صميم مهامي وعليه احترام ذلك وأيضًا انسحبت في هدوء تام.
ألا تخشى أن يكون لهذه الوقائع تأثير سلبي على الفريق
لذلك فضلت الانسحاب. لم أكن أرغب في العودة من الأصل وحضرت بطاقة السفر صوب فرنسا. لقد فكرت بسبب هذا الظلم وعدم تقديري أن أترك كرة القدم وللأبد. رحيلي لمصلحة النادي، وضمانا لهدوء الأجواء.


قد يعجبك أيضاً



