
يذخر تاريخ ملعب "كامب نو" بلحظات فارقة كبرى، ومباريات لا تنسى صنعت مجد برشلونة على مر العصور، كانت إحداها تلك المواجهة الحاسمة بين الفريق الكتالوني وتشيلسي في إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا 1999/2000.
في 18 أبريل/ نيسان عام 2000 اكتظت مدرجات ملعب كامب نو لدعم الفريق في مهمة صعبة للغاية، من أجل العبور إلى نصف نهائي دوري الأبطال، بعد الهزيمة من تشيلسي في ستامفورد بريدج ذهابا 3-1.
8 دقائق صادمة
لم يكن تشيلسي من القوى العظمي في أوروبا في ذلك الوقت، فقد كان حينها في حقبة ما قبل رامون أبراموفيتش، إلا أن الفريق اقتبس من الروح القتالية لمديره الفني المحارب، الإيطالي جيانلوكا فيالي.
أوقعت كتيبة تشيلسي الضيف الكتالوني في فخ المفاجأة، في غضون 8 دقائق (30-38)، بثلاثية سجلها المخضرمَيْن، جيانفرانكو زولا، وأندري فلو (هدفان)، بينما أبقى النجم لويس فيجو برشلونة في الصورة، حتى موعد الحسم في كامب نو.
"كانت أفضل ليلة عشتها في حياتي".. جابري جارسيا نجم برشلونة.
حان موعد الرد، الحماس ملأ شوارع المدينة الكتالونية، والجميع في انتظار ما ستقدمه كتيبة المدرب لويس فان جال: هيسب (الحارس)، ريزيجر، بويول، فرانك ديبور، زيندن، كوكو، جوارديولا، جابري، فيجو، ريفالدو، كلويفرت.
أما تشيلسي فجاء لملعب كامب نو بتشكيلة مكونة من: دي جوي، بابايارو، ليبوف، ديساييه، فيرير، ديشامب، دينيس وايس، دي ماتيو، أندري فلو، موريس، زولا.
سحر الخائن "فيجو"
كان تألق فيجو هو عنوان هذه المباراة، فالنجم البرتغالي قدم أداء كبيرا عبر تمريراته الحاسمة التي أربكت دفاع تشيلسي في الأشواط الأربعة.
بدأ برشلونة التسجيل في الدقيقة 24 عبر ريفالدو نجمه الأول، وفي الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول سدد كلويفرت بقوة فارتدت كرته من القائم إلى فيجو، هيأها البرتغالي بهدوء تام، ومن داخل منطقة الجزاء، أرسل الكرة للزاوية البعيدة، مسجلا هدف برشلونة الثاني، ليقترب الإنجاز.
إلا أن خطأ فادحا في الدقيقة 60 من الحارس الهولندي هيسب، وضع الفريق في مأزق عندما سلم الكرة إلى فلو الذي ردها في الشباك، وفجأة غلف الوجوم مدرجات كامب نو ، فقد أصبحت النتيجة 2-1.
"ارتكبنا كل الأخطاء الممكنة، البشاعة كانت العنوان المناسب لما قدمه الدفاع" جيانلوكا فيالّي المدير الفني لتشيلسي.
مر الوقت ثقيلا على فانجال ولاعبيه، الآن يحتاجون إلى هدف لمعادلة نتيجة الذهاب على الأقل، فأثمرت محاولاتهم بحلول الدقيقة 83، عندما حوّل داني عرضية أرسلها جوارديولا من ركلة حرة، بالرأس إلى شباك الحارس دي جوي لتنفجر المدرجات، فقد عاد حلم برشلونة، ودخل الفريقان للأشواط الإضافية.
استغل برشلونة الوقت الإضافي، وأخفق ريفالدو (أفضل لاعبي العالم في ذلك الوقت) في إضافة الهدف الرابع حين أهدر ركلة جزاء (85)، لكن الساحر فيجو منحه الفرصة من جديد بعدما تسبب في ركلة جزاء أخرى للبارسا سددها البرازيلي بنجاح (99)، ثم جاءت القاضية برأسية كلويفرت في الدقيقة 104، لينتهي اللقاء 5-1.
بعد 3 أشهر من تلك المباراة، تحول فيجو من أحد أساطير برشلونة إلى خائن، بعدما خطفه ريال مدريد عبر دفع شرط جزائي بلغ نحو 60 مليون يورو.



