ركلات الترجيح.. فكرة ألمانية حلت ألغاز كرة القدم

عندما تنطلق غدا السبت، فعاليات الأدوار الإقصائية لكأس العالم 2018، تلوح معها في الأفق إمكانية أن تحسم ركلات الترجيح، مصير أي فريق في هذه البطولة.

لكن ما قد يسعد المنتخبات الـ16، المتأهلة للدور الثاني في المونديال، هو أنه مهما حدث لأي منها، فإنه لن يلتقي المنتخب الألماني، الذي خرج من الدور الأول، حيث لم يسبق له الخروج من البطولة بركلات الترجيح، منذ بدء تنفيذ هذه الفكرة.. ويبدو ذلك لكونها ابتكار ألماني.

ويعود ابتكار فكرة ركلات الترجيح قبل 40 عاما، إلى مصفف شعر سابق، وحكم كرة قدم من فرانكفورت، يدعى كارل فالد (توفي في 2011).

وقال فالد ذات مرة: "كان لدي دائما شعور بأنني على صواب... إنها الطريقة الوحيدة للحصول على نتيجة رياضية فعلية، كل شيء آخر لم يكن حلا بالفعل".

وقبل ابتكار فالد لفكرة ركلات الترجيح، كانت المباريات التي تنتهي بالتعادل بعد الوقت الإضافي، تحسم غالبا من خلال إجراء قرعة بين الفريقين.

وعلى الأقل، يتفق ضحية واحدة للقواعد القديمة مع فالد، وهو هانيس لور، نجم المنتخب الألماني السابق.

وقال لور: "لم يكن لها أي علاقة بكرة القدم، كانت مثل اليانصيب بكل بساطة"، مستشهدا باللقاء الأسطوري في نهائي كأس أوروبا عام 1965، بين ناديه كولن الألماني وليفربول الإنجليزي.

وفي هذه المواجهة، انتهت كل من مباراتي الذهاب والإياب بالتعادل السلبي، كما انتهى اللقاء الفاصل بين الفريقين، على أرض محايدة، بالتعادل (2/2) بعد الوقت الإضافي.

ولهذا، قذف الحكم بعملة معدنية، هبطت منتصبة على الملعب الموحل، وأعطى الوجه الثاني الانتصار لليفربول.

البداية

وواجه فالد، الذي حصل على رخصة التحكيم في 1936، وأدار أكثر من 1000 مباراة، مقاومة لفكرته في البداية.

ومنع مسؤولو الاتحاد البافاري للعبة تنفيذ الفكرة، عندما قدمها في 1970، ولم يوافقوا إلا بعدما أكد معظم أعضاء الاتحاد، ترحيبهم بهذا الابتكار.

وبعدها بفترة قصيرة، بدأ الاتحاد الألماني تنفيذها، ثم تبعه الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا)، وأخيرا وافق الفيفا في 1976 على تطبيق الفكرة.

وكانت أول بطولة كبيرة، تحسم من خلال ركلات الترجيح، هي (يورو 1976)، عندما خسر المنتخب الألماني أمام نظيره التشيكوسلوفاكي، في النهائي، حيث أطاح أولي هونيس بالكرة عاليا، في المباراة النهائية ببلجراد.

وكانت أول مباراة في بطولات كأس العالم، تحسم عبر ركلات الترجيح، هي مواجهة المنتخبين الألماني والفرنسي، في الدور قبل النهائي لمونديال 1982 بإسبانيا، وفاز فيها المانشافت.

ومنذ ذلك الحين، لم يخسر المنتخب الألماني أي مباراة، في بطولات أمم أوروبا، وبطولات كأس العالم، بركلات الترجيح.

ومنذ مونديال 1982 حتى 2014، شهدت بطولات كأس العالم 26 مباراة، حُسمت بركلات الترجيح، لكن كان منها مباراتان نهائيتان فقط، وذلك في نسخة 1994 بالولايات المتحدة، عندما تغلب المنتخب البرازيلي على نظيره الإيطالي، وفي نسخة 2006 بألمانيا، عندما هزم المنتخب الإيطالي نظيره الفرنسي.