دوناروما.. استعادة حب ميلان بالقضاء على حلم الإنتر

يجد جيانلويجي دوناروما نفسه في موقف فريد من نوعه.. فنهائي دوري أبطال أوروبا بين باريس سان جيرمان وإنتر ميلان، المقرر السبت المقبل، ليس مجرد فرصة للتتويج بالكأس الأوروبية، بل يحمل للحارس الإيطالي بعدا خاصا: فرصة نادرة لمصالحة جماهير ميلان، التي انقلبت عليه منذ رحيله عن الفريق.

وكان دوناروما قد بدأ مسيرته مع الروسونيري، وسط شغف جماهيري وتوقعات كبيرة.. واقتحم التشكيلة الأساسية بعمر 16 عام فقط، حيث أثبت جدارته بحماية المرمى خلال أهم المباريات.

لكن القصة تحولت سريعا إلى الدراما، عندما رحل في صيف 2021 إلى باريس سان جيرمان، في صفقة أثارت غضبا عارما، حيث أطلقت عليه جماهير ميلان لقب "دولاروما" ساخرةً من اختياره المال.

ولم يتوقف الأمر عند الشعارات، بل وصل إلى رمي أوراق نقدية مزيفة نحوه خلال المباريات، وصافرات استهجان هزت ملعب سان سيرو، عند عودته مع المنتخب الإيطالي.

بطل مؤقت

لكن بالنسبة لجماهير ميلان، هذا النهائي ليس مباراة عادية، بل "ديربي قاري" بطابع خاص.. ففكرة تتويج الغريم الأزلي، إنتر ميلان، بالكأس ذات الأذنين، هي كابوس لكل مشجعي الروسونيري.. وهنا يبرز دوناروما كسلاح غير متوقع.

ويعرف دوناروما إنتر ميلان جيدا، حيث واجهه 11 مرة في ديربي الغضب، تلقى خلالها 21 هدف، ولم يحافظ على شباكه نظيفة سوى مرتين.

والمفارقة أن مشجعي ميلان، الذين هاجموه بالأمس، قد يجدون أنفسهم، للمرة الأولى منذ سنوات، يتمنون تألقه.

فتصدياته أمام إنتر ميلان قد تكون طوق نجاة، يحول دون تتويج الجار باللقب الأغلى. وربما يتحول دوناروما من "العدو الأول" إلى "البطل المؤقت"، حتى لو كانت هتافاتهم هذه المرة من خلف الشاشات.

توهج استثنائي

وقدم دوناروما مستويات لافتة في دوري الأبطال، هذا الموسم، وكان في بعض الأحيان النجم الأبرز لفريقه، خاصة في نصف النهائي أمام آرسنال، حيث تصدى لتسديدات متتالية.

ويأتي هذا التألق بعد موسمين، شهدا انتقادات لاذعة للحارس الإيطالي، بسبب أخطاء كلفت سان جيرمان غالي.

وإذا نجح دوناروما في إحباط إنتر ميلان، ومنعه من نيل المجد الأوروبي، فلن يكون قد حقق اللقب لباريس سان جيرمان فحسب، بل سيكون قد كتب فصلا جديدا أيضا في تاريخه الشخصي، قد يعيده، ولو للحظات، إلى قلوب من نبذوه يوما.