EPAيرتبط نيمار جونيور، نجم باريس سان جيرمان، بعلاقة صداقة مع ليونيل ميسي أيقونة البارسا، تحكمت كثيرا في قراراته خلال السنوات الأخيرة.
ورغم الإعجاب الشديد بميسي منذ اللعب بجواره في صيف 2013 عند انضمامه من سانتوس البرازيلي، إلا أن نيمار بدا وكأنه يساوم الكثيرين بورقة النجم الأرجنتيني لتفسير وتبرير قراراته، وأهمها الرحيل عن صفوف البارسا في صيف 2017.
وكسر نيمار الشرط الجزائي في عقده وانتقل إلى بي إس جي مقابل 222 مليون يورو، ليصبح اللاعب الأغلى في التاريخ.. ويستعرض كووورة في هذا التقرير حلقات المساومة للنجم البرازيلي.
الظل
كان رحيل نيمار عن البارسا بمثابة "قنبلة مدوية" أحدثت شروخا ما زالت قلعة النادي الكتالوني تعاني منها حتى الآن.
حينها، فسر الكثيرون أن نيمار لهث وراء أموال النادي الباريسي، بينما ذهبت أقاويل أخرى أن نيمار هرب من "ظل ميسي"، لأنه طالما بقى الأرجنتيني في صفوف البلوجرانا، فلن يحقق حلمه الأكبر بالفوز بجائزة الكرة الذهبية.
وبدا أن نيمار مال بأذنه كثيرا للتقارير التي تحدثت أن ميسي خطف منه الأنظار بصورة احتفاله الشهير مع جماهير البارسا بالريمونتادا أمام باريس سان جيرمان، التي كان للنجم البرازيلي الدور الأكبر فيها.. بخلاف احتكار ليونيل وكريستيانو رونالدو الجائزة الشهيرة لسنوات طويلة.
إلا أن حلم نيمار لم يتحقق بقميص النادي الباريسي سواء بلقب دوري الأبطال الذي توج به مع البارسا في 2015 أو جائزة الكرة الذهبية.
التضحية والندم
في صيف العام الماضي، انقلب السيناريو تماما، وأعلن نيمار رغبته الشديدة في ترك النادي الباريسي، والعودة مجددا لصفوف برشلونة، ليحقق أمله في اللعب مجددا بجوار صديقه ميسي.
لم يفارق نيمار جدران البارسا بعد الرحيل، بل زار مقر تدريبات الفريق أكثر من مرة، مما دفع البعض للتكهن بأنه "ندم" على مفارقة (ليو) ويريد العودة مجددا إلى جواره، لدرجة تصريحه في فيديو دعائي لأكاديميته بأن "مباراة الريمونتادا" من أسعد لحظاته الكروية، مما ورطه في صدام علني وعنيف بينه وبين الجماهير الباريسية التي هتفت ضده في المدرجات.
أبدى نيمار من ناحيته استعدادا للتضحية ماليا وتخفيض راتبه من أجل العودة إلى كامب نو، وهي نفس المبادرة التي تبناها ميسي وعدد من نجوم برشلونة بالاستعداد لتخفيض رواتبهم، لكن إدارة سان جيرمان أفشلت كل هذه المحاولات، واحتفظت بنجمها الأول لموسم ثالث.
الحرب
تغيرت ملامح المساومة في صيف العام الجاري 2020، حيث أعلن نيمار الولاء للنادي الباريسي والاستمرار معه لموسم رابع بداعي تعويض إخفاق خسارة نهائي دوري الأبطال أمام بايرن ميونخ في 23 أغسطس/آب الماضي، قائلا "أحب باريس منذ كنت لاعبا في برشلونة".
كما بدا اللاعب البرازيلي واثقا بدرجة أكبر في الإدارة الباريسية التي أبدت استعدادها أيضا لضم ميسي الذي أعلن صراحة رغبته في الرحيل عن البارسا، متأثرا بفضيحة الخسارة أمام بايرن ميونخ (2-8).
لم يكتف نيمار بذلك، بل استغل الاشتباك بين ميسي ومسؤولي البارسا، وانتقاد قرار المدرب الجديد رونالد كومان بالاستغناء عن لويس سواريز، ليتضامن مع النجم الأرجنتيني في رسالة توديعه لصديقهما الأوروجوياني، وذلك انتقاما من إدارة برشلونة التي لطالما دخل معها في نزاعات قانونية، وعقابا على فشلها في تحقيق حلم العودة في العام الماضي.




