Reutersتوج ريال مدريد بطلا لليجا للمرة الـ34 في تاريخه، أمس الخميس، بعد انتصاره على فياريال بنتيجة (2-1)، قبل جولة من نهاية السباق، بعد صراع مع غريمه التقليدي برشلونة.
وما زاد الطين بلة لبرشلونة وجماهيره، خسارتهم المهينة ليلة تتويج الميرنجي، في معقلهم "كامب نو" ضد أوساسونا المنقوص عدديًا بنتيجة (2-1)، ليصل الفارق مع الميرنجي إلى 7 نقاط قبل الجولة الختامية للمسابقة.
وألقت جماهير البلوجرانا باللوم على المدير الفني كيكي سيتين ورئيس النادي جوسيب بارتوميو بشكل كبير لخسارة هذا اللقب، رغم أن المدرب نفسه صرح بأنه لا يتحمل المسؤولية بالكامل.
لكن بالنظر إلى الصورة الكاملة، نجد أن المدرب العجوز ارتكب 7 أخطاء قاتلة في ولايته للبارسا، إذ فشل في الحفاظ على صدارة فريقه وفرض أسلوب الاستحواذ وحل الأزمة الدفاعية وأزمة النتائج السلبية خارج ملعبه.
كما أنه خسر الكلاسيكو لحساب الريال والسيطرة على غرفة الملابس، والاستفادة من قدارت لاعبيه الشباب.
التفريط في الصدارة
تولى سيتين القيادة الفنية لبرشلونة يناير/كانون ثان الماضي، عقب إقالة إرنستو فالفيردي من منصبه، حيث قاد الفريق في 18 مباراة بالليجا، حقق خلالها 12 انتصارًا و3 تعادلات وتلقى 3 هزائم.
وقاد سيتين برشلونة، بداية من الجولة 20 للبطولة، ووقتها كان البارسا متصدرًا برصيد 28 نقطة، وبفارق 4 نقاط عن الوصيف ريال مدريد.
وبدأ مسلسل إهدار النقاط بالخسارة ضد فالنسيا، ثم خسارة الكلاسيكو ضد الريال بثنائية نظيفة، ليقفز الريال للصدارة قبل أن يعود للمركز الثاني في آخر جولة قبل التوقف.
وبعد التوقف، تبقت 11 جولة على النهاية وبرشلونة كان متصدرًا بفارق نقطتين، لكن سيتين ولاعبيه فشلوا في الحفاظ على هذا الفارق الذي كان كفيلا بتتويجهم باللقب.
وسقط البارسا في فخ التعادل ضد إشبيلية وسيلتا فيجو وأتلتيكو مدريد، ثم خسر ضد أوساسونا ليهدي الميرنجي اللقب على طبق من ذهب.
أزمات بلا حلول
واجه برشلونة عدة أزمات فشل سيتين في إيجاد حلول لها، رغم فترة التوقف التي امتدت لشهرين وكانت من المفترض أن تساعده على فهم الفريق بشكل جيد.
لكن سيتين فشل في حل الأزمة الدفاعية التي عانى منها البلوجرانا والذي استقبل 38 هدفًا في الليجا حتى الآن، كما لم ينجح في إيجاد أي حل للنتائج السلبية للفريق خارج الأرض والتي كلفته خسارة العديد من النقاط.
سيتين منذ يومه الأول وهو يريد تطبيق أسلوب الاستحواذ على الكرة الذي يُفضله برشلونة وجماهيره، لكنه دائمًا ما يكون استحواذًا سلبيًا دون أي إيجابية على مرمى الخصوم.
واتضح للجميع خلال المباريات الأخيرة للبارسا، لجوء المنافسين لغلق المساحات أمام ميسي ورفاقه، ليقف الفريق ومدربه عاجزًا عن الوصول للشباك.
ميسي بمفرده
وبالتالي كان اللجوء دائمًا إلى المنقذ الوحيد ليونيل ميسي، والذي فشل بمفرده في إنقاذ الفريق، على الرغم من كونه هداف الليجا حتى الآن والأكثر صناعة للأهداف.
كما لم يستفد سيتين من اللاعبين الشباب بشكل جيد مثل ريكي بويج وأنسو فاتي، اللذان برهنا أنهما أفضل من أسماء رنانة اعتمد عليها مدرب البارسا بشكل دائم دون أي ثمار.
وحتى في تقديره لخصمه الأول ريال مدريد كان سيئًا، حيث كان يُصرح دائمًا بأن الميرنجي سيتعثر، وبعدما انتصر الفريق الملكي في كل المباريات، خرج ليؤكد: "لم أتوقع أن يُحافظ ريال مدريد على مستواه العالي، طوال هذه المدة".
غياب السيطرة
يصعب على أي مدرب مهما كانت شهرته، السيطرة على فريق مُدجج بالنجوم، فكيف الحال لمدرب لم يتولى تدريب أي فريق كبير طوال مسيرته مثل سيتين؟
المدرب العجوز لم ينجح في السيطرة على غرفة خلع الملابس للبارسا، في ظل الصدام الذي حدث بين مساعده سارابيا ونجوم الفريق.
وتعامل سيتين برعونة شديدة مع الفرنسي أنطوان جريزمان، خصوصا في مواجهة فريقه السابق أتلتيكو مدريد، حين أشركه في الدقيقة الأخيرة، مما وضعه في حالة إحراج شديدة، أمام زملائه السابقين ومدربهم دييجو سيميوني.
كانت هذه اللقطة بمثابة شرارة الاشتعال بين كيكي وأنطوان، حيث طلب وكيله عقد اجتماع مع الإدارة وأصبح اللاعب المتوج بكأس العالم 2018 فريسة لهجوم الصحف.
مستقبل غامض
وبات مستقبل سيتين على المحك، وغير معروف هل سيقود الفريق في دوري الأبطال ضد نابولي أم لا، وازداد موقفه صعوبة بعد الهجوم الشرس من قائد الفريق ميسي في تصريحاته بالأمس.
وقال النجم الأرجنتيني، مُلمحًا لمدى سوء حقبة سيتين "منذ شهر يناير/كانون الثاني وكل شيء يحدث بالنادي غريب وسيء، حيث خسرنا الكثير من النقاط ومباراة اليوم هي ملخص لهذا الموسم".
وعكس ما كان يحدث مع سابقة إرنستو فالفيردي، لم يحم النجوم سيتين الذي فشل في كسب ثقتهم ودعمهم، وأصبح ينتظر قرار الإقالة في الساعات القليلة المقبلة.
قد يعجبك أيضاً



