أولريتش.. مفتاح نجاح بايرن ميونخ أمام ريال مدريد

لا تنسى جماهير كرة القدم، مواقف الحارس العملاق أوليفر كان، نجم بايرن ميونخ السابق، وكذلك حارس البافاري الحالي مانويل نوير، في بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.

لكن الآن أعداد كبيرة من الجماهير لا تعرف من هو سفين أولريتش، ولكن إذا كان بايرن ميونخ أصبح على مرمى حجر أو عدد قليل من المباريات لحصد "الثلاثية" فلهذا الحارس فضل كبير في ذلك.

ورغم أنه لا يتمتع بسمعة "الغول" أوليفر كان أو تلك التي يتحلى بها نوير، يعد أولريتش الضمانة الحقيقية لنجاح مسيرة بايرن ميونخ في الوقت الراهن.

ويخوض الحارس المولود في مدينة شورندورف الألمانية قبل 29 عاما غدا الأربعاء المباراة الأهم في مسيرته، وذلك عندما يستضيف بايرن ميونخ نظيره الإسباني ريال مدريد، في ذهاب الدور قبل النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا.

وقال أولريتش في تصريحات لمجلة "كيكر" الألمانية الأسبوع الماضي: "لو قال لي أحدهم وأنا صغير أنني سألعب الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا لم أكن لأصدقه".

وليس فقط عندما كان طفلا صغيرا، فهو لم يكن ليصدق هذا أيضا لو قاله له أحدهم قبل عام.

وبعد أن قضى معظم مسيرته مع شتوتجارت الألماني، انتقل أولريتش إلى صفوف بايرن ميونخ في 2015 ليصبح حارسا احتياطيا بعد أن كان أساسيا في فريقه القديم، ولكنه في المقابل تمكن من ارتداء قميص أحد أفضل الفرق في العالم.

وكان أولريتش يعلم عندما وصل إلى بايرن ميونخ أن مصيره إلى مقاعد البدلاء، فإزاحة نوير من التشكيلة الأساسية بمثابة أمر مستحيل.

وسنحت فرصة المشاركة لأولريتش، بعد أن أنهى نوير الموسم الماضي وهو يعاني من بعض المتاعب في القدم قبل أن يضطر للجوء إلى إجراء عملية جراحية ثانية في منتصف سبتمبر الماضي.

وعندما جاء يوب هاينكس، في مطلع أكتوبر من العام الماضي لتولي المهمة الفنية لبايرن ميونخ، خلفا للإيطالي كارلو أنشيلوتي، اصطدم بأورليتش المرتبك.

وقال هاينكس متحدثا عن هذه اللحظة: "لم يكن يتمتع بتقدير الذات أو الثقة".

ومنذ ذلك الحين بدأت أرقام الحارس الألماني تتحدث عن نفسها، فقد لعب 41 مباراة استقبل خلالها 34 هدفا وحافظ على نظافة شباكه في 17 لقاء.

وبعد أن حصد لقب بطولة الدوري الألماني "بوندسليجا" وتأهل إلى نهائي كأس ألمانيا وأصبح في الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا، يقف بايرن ميونخ في أواخر أبريل الجاري على أبواب تحقيق "الثلاثية" التاريخية مع هذا الحارس البطل الذي لم يكن أحد يلقي له بالا.

"إنه رجل العام"، هكذا تحدث المهاجم الألماني توماس مولر، نجم بايرن ميونخ، عن زميله أولريتش، الحارس الذي أكد زملاؤه أنه قدم ما يكفي لكي يستحق أن يكون من ضمن قائمة المدير الفني للمنتخب الألماني الأول لكرة القدم، يواكيم لوف، استعدادا لخوض مونديال روسيا 2018.

ويتمتع نوير بمكان ثابت في القائمة لا يرقى إليه أي شك وكذلك الحال أيضا مع مارك أندريه تيرشتيجن، حارس مرمى برشلونة، فيما سيكون مكان الحارس الثالث محل صراع بين أولريتش وبيرند لينو، لاعب باير ليفركوزن.

ويشارك نوير في التدريبات الجماعية لبايرن ميونخ، ويبدو أن مسألة عودته للمباريات هي مجرد وقت.

وقال هاينكس إنه بصدد منح دقائق من اللعب لنوير قبل أن ينتهي الموسم، وعلى الأرجح سيكون ذلك في إحدى مباريات "بوندسليجا"، ولكن دوري أبطال أوروبا أصبح حكرا على أولريتش.

ولكن ما يبدو واضحا ولا يرقى إليه أي شك، سيعود نوير أجلا أو عاجلا إلى التشكيلة الأساسية لبايرن ميونخ، وهو أمر يعرفه الجميع بما فيهم أولريتش.

واستطرد أولريتش قائلا: "المرء يعمل ويحيا من أجل هذه المباريات كتلك التي سنواجه فيها ريال مدريد، الأمر سيكون بأكمله بمثابة تجربة جديدة بالنسبة لي ولكنني أعرف دوري، عندما يكون مانويل نوير قادرا على العودة فإن ذلك سيتعلق بقرار المدرب".

واستحق أولريتش، بالنظر إلى المستوى الكبير الذي قدمه مؤخرا مع بايرن ميونخ عقدا جديدا، فقد مدد في فبراير الماضي تعاقده الذي كان سينتهي في يونيو المقبل إلى عام2021.