إعلان
إعلان

غوارديولا: ملاك في اسبانيا .. مشاغب في المانيا

KOOORA
29 أبريل 201503:56
2015-04-21t185002z_72643802_mt1aci13690005_rtrmadp_3_football_reutersReuters

اعتدنا طيلة السنوات الأربع التي قضاها الاسباني بيب غوارديولا مدربا لفريق برشلونة، أن يقوم بدور المدرب الهادئ المتزن، وأن تكون ردات فعله للأحداث المحيطة به بسيطة، ولا تتجاوز رفع الأيدي اعتراضا على حالة تسلل، أو صرخات من مكانه مطالبة بركلة جزاء.

وحتى في أوج المنافسة بينه وبين مدرب ريال مدريد السابق البرتغالي مورينيو، كان بيب يتعامل بهدوء مع استفزازات الداهية مورينيو، ولا يتجاوب مع انفعالاته أو استفزازاته التي وصلت إلى المنطقة الفنية الخاصة ببرشلونة، ليتحول بيب إلى ملاك في أعين البرشلونيين والإسبان عموما، فردات فعله عند الفرح أو الغضب تبدو متشابهة في بعض الأحيان.

رحيل غوارديولا إلى ألمانيا وتسلمه دفة القيادة في بايرن ميونيخ ساهمت إلى حد كبير في تغيير جوانب من شخصيته، فالبيئة الجادة والملتزمة إلى حد بعيد في ألمانيا قد تختلف عن إسبانيا، وبذل الجهد الكبير في التدريب كما هو في المباراة أو أكثر أحيانا قد يعد جانبا مختلفا عن أسلوب غوارديولا في بناء جسور الصداقة مع اللاعبين، ورغم ذلك رحل وفي نيته تكرار إنجاز السداسية الذي تحقق مع برشلونة في أول عامين من التدريب، ولم لا؟ فبايرن من أكبر أندية ألمانيا ومن أكثر الأندية منافسة على المستوى الأوروبي، لكن ما فكر به بيب اختلف على أرض الواقع، فخرج من دوري الابطال الموسم الماضي على يد غريمه السابق ريال مدريد وبخماسية نظيفة في مجموع المباراتين في الدور قبل النهائي، ولكنه حقق خططه محليا بالفوز بلقبي الدوري الالماني والكأس، وكان لطعم الكأس مذاقا آخر بالفوز على بروسيا دورتموند بعد ماراثون كروي حسمه البافاري بهدفين في الوقت الإضافي.

إذا .. ما الذي غير غوارديولا؟ ولماذا أصبح مشاكسا، ولماذا تكررت مشاهد صراخه واعتراضه، وتحول المشهد إلى عنف حقيقي عندما حاول الاعتداء على الحكم الرابع في مباراة قبل نهائي كأس المانيا الأربعاء والتي خسرها أمام بروسيا دورتموند بالركلات الترجيحية، ولماذا بدأ يضرب مقاعد الاحتياطيين؟ وما هو تفسير تهكمه على الجهاز الطبي خلال مباراة الذهاب مع بورتو البرتغالي؟

غوارديولا قد لا يكون واعيا لما يقوم به، نتيجة الضغوط الكبيرة التي يتعرض لها وسببها الأساسي الإصابات التي لم يكن أشد المتشائمين يتوقع أن تأتي دفعة واحدة على فريق يطمح بثلاثية جديدة، فغياب لاعبين بوزن ريبيري وروبين ومهدي بن عطية وخافي مارتينيز وكذلك نجم الوسط شتايغر لفترة طويلة، وهؤلاء بمجملهم يشكلون العمود الفقري للبافاري، ولعل في ذلك تفسير لبعض النتائج الغريبة التي حدثت للفريق خلال مسيرة البوندسليغا، وكذلك لخروجه الصادم من بطولة كأس المانيا الأربعاء.

الإصابات وحدها قد لا تكون سبب عصبية غوارديولا، الذي سيكون للمرة الأولى في مواجهة معشوقه الأزلي برشلونة، وقد تمثل ليلة الأربعاء مؤشر لما ستؤول عليه القمة الأوروبية المنتظرة بين بايرن وبرشلونة الثلاثاء المقبل، فالبايرن خسر لقب الكأس، وبرشلونة فاز بسداسية أبقته في مقدمة ركب المتنافسين على الليغا الإسبانية، البرسا متكامل الصفوف وغياباته لا تكاد تذكر، بينما تواصل حلقات الغياب ضغطها على طموحات البايرن، ولعل آخرها تأكد غياب روبين من جديد بعد لعبه بديلا لمدة 15 دقيقة فقط أمام دورتموند، وهو ما زاد موقف غوارديولا تعقيدا، وعصبية، خاصة وأنه نظر إلى مباراة دورتموند بعين واحدة، فيما كانت عينه الثانية على الكامب نو، حيث يفكر كثيرا فيما ينتظره في لقاء الذهاب.

غوارديولا .. تحول إلى الولد المشاغب .. نعم، ولكننا لا يمكن أن نلومه، ويبقى مدربا أسطوريا قادرا على إمتاعنا مع أي فريق يقوده نحو المزيد من الألقاب.2015-04-28t225935z_1538074805_lr2eb4s1rv079_rtrmadp_3_soccer-germany-cup_reutersReuters

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان