إعلان
إعلان

فينيسيوس.. رمز مكافحة العنصرية

Alessandro Di Gioia
24 مايو 202306:17
فينيسيوس جونيورAFP

في غضون موسمين، أصبح البرازيلي فينيسيوس جونيور، أحد أفضل المهاجمين في العالم، بيد أن لاعب ريال مدريد أصبح أيضاً، ورغماً عنه، شخصية أساسية لمكافحة العنصرية في ملاعب كرة القدم الإسبانية.

من خلال مراوغاته المتمايلة وسرعته الكبيرة، نجح فينيسيوس جوزيه بايشاو دي أوليفيرا جونيور، في أن يصبح "اللاعب الأكثر نجاعة في العالم"، بحسب مدرّبه الإيطالي كارلو أنشيلوتي، ليكسب قلوب مشجعي ناديه ريال مدريد الإسباني.

لكن تلاعبه السهل بالكرة لا يروق لكثيرين. في كل مباراة، يحاول جمهور الفريق الخصم زعزعة استقراره بشتى الوسائل، وأحياناً يجرؤون على الأسوأ: الإهانات العنصرية.

وقع ابن الـ22 الأحد ضحية لإهانات لفظية عديدة خصوصاً العنصرية، خلال خسارة فريقه على أرض فالنسيا في المرحلة 35 من الليجا.

أحداث تصدّرت العناوين في إسبانيا، حيث ارتفعت وتيرة الحالات العنصرية في الملاعب منذ عدة سنوات، دون اتخاذ عقوبات حقيقية بحق الجناة.

موهبة مبكرة

قبل أن يصبح رمزاً لمكافحة العنصرية، أسال فينيسيوس الحبر بسبب موهبته الكروية.

بزغ نجمه في البرازيل أولاً. وُلد في ساو غونسالو في ولاية ريو دي جانيرو، وتفجّرت موهبته مبكراً، ليصبح بعمر الـ16 أصغر لاعب يحمل ألوان فلامنجو.

ضمّه ريال مدريد في 2018 مقابل 50 مليون دولار، فوصل محاطاً بهالة اللاعبين البرازيليين الباحثين عن المجد في القارة العجوز.

بعد ثلاثة مواسم اكتفى فيها بتسجيل 14 هدفاً في 118 ظهوراً، ضرب "فيني" بقوّة في موسم 2021-2022 مسجّلاً 22 هدفاً، بينها هدف الفوز على ليفربول الإنجليزي الذي منح الفريق الأبيض لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الـ14 في تاريخه. وفي الموسم الحالي، وصل عدّاد أهدافه إلى الرقم 23.

وقال زميله الظهير داني كارفاخال في أيار/مايو الماضي "عندما وصل، كان يتعرّض لضغوط رهيبة. لكن أن ترتقي إلى أحد أفضل ثلاثة أو أربعة لاعبين في العالم رغم كل تلك الضغوط، فهذا أمر نادر".


?i=afp%2f20230422%2f20230422-afp_33dp366_afp

فينيسيوس هو الضحية

صَمَّ البرازيلي أذنيه رغم انتقادات جمهور فريقه أو حتى زميله المهاجم الفرنسي كريم بنزيما، واستمرّ في العمل بصمت. خلال مرحلة صعوده، تحوّل مسار الانتقادات إلى جماهير خصومه، وتضاعفت ووصلت إلى حد الإهانات.

قدّمت رابطة الدوري هذا الموسم 8 شكاوى في أحداث عنصرية تجاه البرازيلي. لم تؤد أي منها إلى عقوبات جزائية.

رفع فينسيوس الصوت في عدّة مناسبات، مندّداً بتقاعس الجهات المختصة، ما وضعه في مواجهة شرسة مع مسؤولي الكرة الإسبانية وخصوصاً الرئيس الجدلي لرابطة الليجا خافيير تيباس.

دافع عنه مدرب أنشيلوتي "أسمع أحياناً أن فينيسيوس مستفز، وعن سلوكه..  كلا. فلتكن الأمور واضحة: فينيسيوس هو الضحية وليس مذنباً".

من "نو خويغو ماس" (لن ألعب أبداً) التي قالها الكاميروني صامويل إيتو في 2006 وصولاً إلى الموزة التي قضمها البرازيلي داني ألفيس بعد رميها عليه في 2014، تعاني إسبانيا من بلاء العنصرية في ملاعبها دون اتخاذ تدابير حاسمة.

لكن اليوم، قد يلعب ردّ فعل فينيسيوس دور الصاعق في تفجير قضية عنصرية أثارت ردود فعل قوية في مختلف أنحاء العالم.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان