65500 مشجع في.. تدريب!

تُرى، كم مباراة يجب أن تقام في دوري نجوم قطر، مثلاً، حتى يحضرها مجتمعة 65500 مشجع أو متفرج (وما كل متفرج مشجع)؟، أغلب الظن أنه لو سألت الكمبيوتر لانفجر.

في ألمانيا، لا تحتاج الى كمبيوتر إذا ضربت 65500 مشجعاً بـ5 يورو حتى تعرف المحصلة.. الحسبة بسيطة والنتيجة 327500 يورو.. الأهم من كل ذلك أن هذا المبلغ جمعه نادي بايرن ميونيخ السبت الماضي وأهداه الى مؤسسة خيرية.. والأهم الأهم أن هؤلاء المشجعين لم يحضروا مباراة وإنما تدريباً مدته 70 دقيقة أجراه أعضاء الفريق استعداداً للقاء بوروسيا دورتموند الأربعاء المقبل لنيل الكأس الألمانية السوبر.. وقد دفع رئيس النادي البافاري كارل هاينتس رومينيغه الـ5 يورو قبل ابن «الفرّاش» بكل تأكيد.

وفي بيان لنادي دورتموند فإن الـ80 ألفاً و665 بطاقة المخصصة للمباراة نفدت.. البيان عادي ولم يأت بجديد.. فمنذ مواسم عدة فإن وجود مقعد شاغر في مدرجات سيغنال إيدونا بارك بات أشبه بوجود لبن العصفور، لذا يحتل المرتبة الأولى عالمياً من زاوية الحضور الجماهيري.. ثم انه هل كان متوقعاً أن يكون هناك مقعد شاغر بعدما أحرزت ألمانيا كأس العالم وقد انتظرتها دزينتين ودستتين ودرزنين من الزمن؟. صيف 2013 التقى الفريقان القطبان لنيل الكأس السوبر أيضاً وكان الاختبار الرسمي الأول لبيب غوارديولا ففاز يورغن كلوب 4-2.. وتدريجياً خلت الساحة لبايرن بعدما هب إعصار على صفوف دورتموند وحرمته الإصابات من لاعبين أساسيين كثيرين، وبالتالي انتزع البافاري بطولة الدوري بفارق 19 نقطة عن غريمه وفاز عليه أيضاً 2-صفر (ليفاندوفسكي ومولر) في نهائي كأس ألمانيا.. أما أوروبياً، فإن نهائي 2012-2013 بينهما لم يتكرر حيث تعثر الإثنان امام ريال مدريد في ربع (دورتموند) ونصف (بايرن) النهائي.. وبالتأكيد، لم تتسخ الصورة، لاسيما أن المنتخب ضرب بقوة في المونديال بعد أسابيع قليلة وقد ضمت صفوفه الأساسية 7 لاعبين بافاريين (نوير ولام وبواتينج وشفايني وكروس ومولر وجوتسه) كما ضمت قلب دفاع دورتموند هوملز.

بعض التعديلات طرأت على صفوف القطبين قبل لقاء الأربعاء (اللقاء الـ102 بينهما منذ 16 أكتوبر 1963).. جاء البولندي ليفاندوفسكي (هداف الدوري) ليحمل بندقية بايرن بعدما حمل بندقية دورتموند منذ 2010 في 185 مباراة مع 103 أهداف، وهو قادر على أن ينسي الجمهور البافاري الهداف الكرواتي مندزوكيتش الذي رحل الى أتلتيكو مدريد.. روبن ومولر وليفاندوفسكي وريبيري في فريق واحد.. قد تكون هناك قدرات هجومية مماثلة، في ريال مدريد وبرشلونة مثلاً، ولكن لا توجد أبداً قدرات أعلى.. كما جاء الحارس الإسباني راينا مع علمه بأنه لن يكون له خبز بوجود العملاق نوير، وفضل طوني كروس الارتزاق في ناد يتمناه الجميع وهو ريال مدريد و«البركة» بشفايني وتياغو ألكانتارا وخافي مارتينيز وشاكيري ولام (إذا لعب في الوسط).. وإلى دورتموند انضم الإيطالي أيموبيلي والكولومبي أدريان راموس أملاً في تعويض ليفاندوفسكي كما انضم المدافع غينتر، وتماثل شميلتسر والبولندي بلاتشيكوفسكي والصربي سوبوتيتش للشفاء بعد إصابة طويلة ولكن رويس وشاهين لن يلحقا بالمباراة مثل ريبيري ورافينيا.. عموماً، دورتموند مرعب مع عودة المصابين، وبوجود بندر وكيل وأوباميانغ ومخيتاريان وبيشتشيك ايضاً، والطموح الأوروبي مشروع للطرفين.


** نقلا عن صحيفة "استاد الدوحة" القطرية