
ريال مدريد بطل الدوري الإسباني بفارق شاسع عن غريمه برشلونة وجاره اللدود أتلتيكو.. "الملكي" قهر ثلاثة مرشحين للقب دوري أبطال أوروبا هذا الموسم (باريس سان جيرمان وتشيلسي ومانشستر سيتي).. "الميرينغي" وضعته القرعة في المسار الأصعب لكنه ضرب يده على صدره وقال: "نحن لها".
لمن يقولون عن الريال "محظوظ!".. هناك ردود واقعية يجب وضعها في الحسبان، أولاً: اليقين بأن الحظ يأتي مرة واحدة وليس لسنوات، وفي مباراة مانشستر سيتي على الجماهير أن تعلم بأن الريال فاز بفارق هدفين 3-1، وهذا كافٍ للقول أنه تأهل بجدارة!.
ثانياً: كرة القدم لا تلعب بالقدم والرأس فقط، بل بالعقل أيضاً، إذ هناك فوارق بدنية بين الريال وخصومه تمنحه الانتصارات في الشوط الثاني ولم لا؟ لتكن في الدقائق الأخيرة فهو دليل على أن الفريق "عصامي".
ثالثاً: المستطيل الأخضر عبارة عن رقعة شطرنج، والأهداف لا تتحقق إلا بالاستفادة من أخطاء الخصم، فكيف وإن كنت تواجه مقامراً مثل غوارديولا الذي أفقد مانشستر سيتي هويته بتبديلاته وفلسفته المعتادة ليخرج من البطولة مطأطأ الرأس؟!.
رابعاً: ريال مدريد شخصية اعتبارية وكيان راقٍ يلعب بتاريخه وكل لاعبيه يمتلكون الصبغة الملكية في التعامل مع أصعب المباريات وأحلك الظروف.
خامساً: لا يمكن لمحلل فني إلا أن يعترف بأن أنشيلوتي أفضل من يقرأ مباراة ويعالج أخطائه في الحصة الأولى من خلال "شوط المدربين"، وقد صنع نجوماً للمستقبل و"كاريزما" فريق لا يقهر، فرغم معاناته مع غاريث بيل وهازارد فإنه جعل من كامافينجا ورودريغو وفينيسيوس وفالفيردي وأسينسيو أبطالاً ورفع أسهمهم من 20 مليون يورو إلى 80 مليوناً وأكثر في بورصة اللاعبين!.
سادساً: توقع كثيرون هبوط مستوى مدريد مع خروج كريستيانو رونالدو وسيرجيو راموس لكن الفريق ظل صامداً بل وازداد بريقاً بقهره ميسي كما لو أن الريال بوجودهما لن يكن ليقف بوجه "البرغوث" كما فعل بنزيمة "الأسطوري" وأفضل لاعب في العالم بلا منازع!.
سابعاً: السمة البارزة في ريال مدريد أنه فريق متكامل ويمتلك ما لا تجده في بقية الفرق، ألا وهو "قيمة الكيان"، فلا عين تعلو على حاجب، بمعنى النادي أهم من أي لاعب قد يختال أو يتعالى على مدريد!.
ثامناً: المدهش في الريال أن اللاعب الاحتياطي بمجرد أن يرتدي القميص الملكي ويشترك في الملعب تجده يقدم أفضل عروضه.. الفوارق الفنية تزول مع ارتداء الشعار والقتال فضلا عن الايمان بالفوز حتى الثواني الأخيرة.
تاسعاً: الفريق مرّ بأكثر من أزمة في الموسم وأبرزها خسارة "الكلاسيكو" أمام برشلونة برباعية ثم تبعته مباشرة مباراة سلتا فيغو "نقطة التحول" فقد فاز بها في أصعب ظرف فني وشكلت هذه المواجهة محطة انطلاق حقيقية للتخلص من الكابوس وبناء حلم الليغا والأبطال.
عاشراً: من حق جماهير ريال مدريد أن تفخر بفريقها -المقاتل، الشرس، والواثق- وعليها الرهان على الفريق رغم صعوبة المهمة أمام ليفربول في النهائي، لكن أعتقد أن الريال تجاوز أخطر فريق والمرشح الأول للقب "مانشستر سيتي"، لذا لابد أن نمنح الأفضلية في الترشيح لوضع النجمة رقم 14 على كتف "الملك".



