
كما كان يحدث معه كل مرة، اللاعب الجزائري يوسف بلايلي يقرر مغادرة فريقه مولودية الجزائر باتجاه الترجي التونسي قبل نهاية عقده بسنة، في تكرار لسيناريو يحدث للمرة السادسة مع آخر ستة نوادٍ لعب لها، بعد لغط وجدل كبيرين في وسائط التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام، دون أدنى سبب واضح يقتضي فك الارتباط والرحيل عن أعرق الأندية الجزائرية، الذي يبدو أنه سئم من المتاعب مع لاعبه، فقرر التخلي عنه مقابل 500 ألف يورو يدفعها الترجي التونسي رغم أنه مقبل على المشاركة في دوري أبطال إفريقيا بعد تتويجه بلقب الدوري المحلي.
بلايلي عاد إلى الفريق التونسي للمرة الثالثة في مشواره الكروي، قبل أن ينهي عقده مع الفريق الجزائري مثلما فعل مع الفرق الفرنسية أونجي، بريست وأجاكسيو، وفعل مع أهلي جدة السعودي، ونادي قطر، ما يعني أن المشكلة في بلايلي الذي يسيء إلى يوسف كل مرة ويدفعه إلى الرحيل في منتصف الطريق دون أسباب منطقية واضحة، مما أثر على نفسية اللاعب ومردوده وسمعته رغم إمكانياته الفنية الكبيرة التي تسمح له باللعب في أكبر الأندية الأوروبية والعربية لو أحسن التصرف، وكان محاطًا بقائم أعمال محترف مثل إسلام سليماني الذي قارب الأربعين من العمر، لكنه لا يزال يلازم المستوى العالي.
في مولودية الجزائر كان يوسف بلايلي نجمًا أحبته الجماهير وتعلقت به ووقفت إلى جانبه حتى ضد رئيس النادي الذي قدم استقالته بسببه قبل أن يتم رفضها من قبل الرئيس المدير العام لشركة سوناطراك النفطية التي تمول الفريق، ومنحت بلايلي أعلى راتب في تاريخ الكرة الجزائرية، لكن محيطه طالب بزيادة الراتب، والتوقيع لشقيقه معه، وإلا سيرحل رغم تصريحاته الإعلامية الاستهلاكية التي أبدى فيها رغبته في البقاء وتشريف عقده، لكن محيطه كان يتفاوض مع إدارة الترجي التونسي إلى أن حقق مبتغاه وخسر احترام وتقدير جماهير الكرة في الجزائر.
لا أحد في الجزائر يختلف حول براعة يوسف بلايلي ومهاراته وإمكانياته الفنية، لكن بالمقابل لا أحد يختلف حول سوء تصرفاته ونزواته وخروجاته التي كلفته الكثير مع كل الأندية التي لعب لها، ما يعني أن المشكلة في اللاعب، أو بالأحرى في محيطه المتمثل في والده الذي يتولى تسيير شؤون ابنه بشكل سيئ ورديء، ضيّع عليه فرصة العودة للمنتخب الجزائري مع المدرب الجديد فلاديمير بيتكوفيتش الذي لخص وضع اللاعب بالقول إنه يعاني من مشاكل انضباطية تحُول دون استدعائه مجددًا.. خسارة يا يوسف لم تكن في مستوى بلايلي اللاعب الفنان، ولا في مستوى تطلعات من يعشقونك ويعتبرونك واحدًا من أفضل لاعبي جيلك.
نقلاً عن جريدة الراية القطرية
قد يعجبك أيضاً



