Getty Imagesيكمل الألماني ماتياس يايسله المدير الفني للنادي الأهلي السعودي، مئويته الأولى مع "الراقي"، حيث يظهر مع الفريق في مباراته رقم 100 بجميع المسابقات، منذ تعيينه على رأس القيادة الفني في صيف 2023.
وأصبحت تجربة الأهلي هي الأطول والأثرى في مسيرة المدرب صاحب الـ 37 عاما، بعدما تجاوز بالفعل عامين في قيادة الفريق في يوليو/ تموز الماضي.
وتفوقت رحلة يايسله مع الأهلي عن مشواره السابق مع ريد بول سالزبورج النمساوي الذي قاده في 92 مباراة، حيث وصل مع الفريق السعودي إلى 99 مباراة قبل أن يخوض المباراة رقم 100 في مواجهة الرياض اليوم الخميس.
وخلال 99 مباراة حقق يايسله نسبة انتصارات ربما لا تكون أفضل من تجربته السابقة مع سالزبورج، لكن بلُغة الألقاب والبطولات الأفضل في مسيرته بوجه عام وليس فقط بالمقارنة مع ما حقق في تدريب الفريق النمساوي.
فقد كان الأهلي بوابة يايسله لمعانقة الألقاب الكبرى، بعدما حقق بطولة دوري أبطال آسيا للنخبة، كأول بطولة قارية في تاريخه وتاريخ النادي أيضا.
وكذلك فاز قبل بداية الموسم الحالي بكأس السوبر السعودي، كبطولة محلية أولى للأهلي، ويحقق من خلالها الفريق لقبا غائبا عنه أيضا منذ أكثر من 9 سنوات.
وبالتأكيد لا يتمنى يايسله أن يصل للهزيمة 21، بعدما خسر الفريق تحت قيادته 20 مرة، بينما تعادل في 17 مناسبة، وكانت نسبة الانتصارات هي الأكبر بـ 62 انتصارا، لذلك فإن الألماني الشاب يطارد انتصاره الثالث والستين أمام الرياض.
وسجل الأهلي تحت قيادة يايسله 216 هدفا في 99 مباراة بمعدل أكثر من هدفين في المباراة الواحدة، بينما استقبلت شباكه 109 أهداف بمعدل أكثر من هدف في كل مباراة.
تفوق ألماني
لم يعرف الأهلي استقرارا كبيرا على مستوى المدربين في السنوات الأخيرة، فحتى الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني الذي قاده للصعود من دوري الدرجة الأولى رحل بعد موسم واحد فقط ليترك مقعده إلى يايسله، بعدما حقق المدرب الجنوب إفريقي 19 انتصارا في 29 مباراة وتعادل 7 مرات وخسر في 3، لكن لا يمكن المقارنة بأي حال بين اللعب في الدرجة الأولى، واللعب مع الكبار.
أما السويسري كريستيان جروس ففي ولايته الأولى مع الأهلي، حقق أرقاما ربما تكون أفضل حتى من يايسله في الفترة من 2014 وحتى 2016، حيث فاز في 58 مباراة من أصل 83 خاضها الفريق تحت قيادته وتعادل في 18 وخسر 7 مرات فقط.
لكن الأهلي الذي حقق لقب الدوري تحت قيادته لم ينجح في الاختبار الآسيوي، حيث أن المدرب السويسري نال 3 ألقاب مع الراقي ليس من بينها أي لقب قاري، حيث فاز بالدوري، وكأس ولي العهد، وكأس خادم الحرمين الشريفين.
ويعد التشيكي كارل ياروليم من بين أكثر المدربين استمرارية مع الأهلي فقد قاد الفريق لما يقرب من عامين، لعب الراقي تحت قيادته 65 مباراة وحقق خلالها 40 انتصارا مقابل 13 تعادلا و12 هزيمة.
على مستوى الألقاب فاز الفريق أيضا ببطولة واحدة، وهي كأس خادم الحرمين الشريفين، لكنه كغيره فشل في الاختبار الآسيوي الذي ميّز يايسله عن الكثير من المدربين.
نقطة تميز
فرض يايسله بصمته الواضحة مع الأهلي منذ توليه القيادة الفنية للفريق مطلع موسم 2023-2024، قادمًا من تجربة ناجحة مع سالزبورج النمساوي. ويعتمد المدرب على فلسفة هجومية حديثة تقوم على الاستحواذ والضغط العالي، مستوحاة من مدرسة "الريد بول" الشهيرة، التي تمزج بين الانضباط التكتيكي والطابع الهجومي السريع.
ويقوم أسلوب لعب يايسله على بناء اللعب من الخلف بطريقة منظمة، مع تحريك الكرة بسرعة عبر الخطوط الثلاثة للوصول إلى المهاجمين في أقل عدد ممكن من التمريرات.
ويولي اهتمامًا كبيرًا للتحولات السريعة من الدفاع إلى الهجوم، حيث يعتمد على انطلاقات الأجنحة واستغلال المساحات خلف دفاع المنافس، وهو ما يتناسب مع قدرات لاعبيه مثل رياض محرز وسانت ماكسيمان. كما يمنح الحرية لصناع اللعب في التحرك بين الخطوط، مع تأكيد دائم على ضرورة التزام المهاجمين بالضغط العكسي فور فقدان الكرة.
دفاعيًا، يطبق يايسله أسلوب الضغط المتدرج، فيبدأ الفريق بالضغط العالي عند الحاجة، ثم يعود إلى التمركز المنظم عندما يتطلب الأمر ذلك. كما يعتمد على التكتل في وسط الملعب وإغلاق المساحات أمام الخصوم، ما يجعل الأهلي فريقًا صعب الاختراق في كثير من المباريات. هذا التوازن بين الهجوم المكثف والانضباط الدفاعي يُعد من أبرز سمات فكر المدرب الألماني.
فنّيًا، يتميز يايسله بقدرته على تطوير اللاعبين الشباب ورفع مستوى اللياقة الذهنية والتكتيكية للفريق. كما يجيد قراءة المباريات وإجراء التبديلات المؤثرة في التوقيت المناسب، وغالبًا ما يغير من رسمه التكتيكي بين 4-2-3-1 و3-4-2-1 وفق طبيعة المنافس.
ومع الوقت، بات الأهلي تحت قيادته أكثر نضجًا ومرونة، ما جعله منافسًا قويًا على المراكز المتقدمة في الدوري السعودي ومثالًا لفريق منظم يقدّم كرة قدم حديثة قائمة على السرعة والجرأة والضغط العالي.



