EFEحقق برشلونة فوزاً مهماً على أتلتيكو مدريد بنتيجة 3-1 في مباراة لحساب الأسبوع 18، وهو الانتصار الذي يأتي بعد مواجهات أمام الفريق المدريدي من دون انتصار.
واستطاع لويس انريكي الخروج من المأزق الذي وضع نفسه فيه، فالحديث كان عن إقالته إن لم يحقق النقاط الثلاث في مواجهة اليوم، ولم يحتج للكثير كي يفعل ذلك، فالمطلوب كان فقط تحليل منطقي لوضع أفراد الفريق، وإدخال تشكيلة طبيعية من دون أية فلسفات معقدة.
وكانت أول مفاجآت لويس إنريكي لدييجو سيميوني اليوم أنه لم يقم بالمداورة التقليدية والتغييرات الغريبة في المباريات الكبيرة، مما يجعل من الممكن القول "إن المفاجأة كانت بعدم وجود مفاجأة".
أما المفاجأة الثانية، فكانت بطريقة توظيف ليونيل ميسي ونيمار، حيث لعب الاثنان كجناحين مهاجمين، وتظهر الصورة التالية تحركات ليونيل ميسي حتى لحظة تسجيل الهدف الثاني، الأمر الذي ساهم بتوسيع رقعة اللعب أولاً، وجعل ليونيل ميسي ونيمار في أماكن أفضل لخلق الخطورة، خصوصاً أن كل منهما كان يجد على الطرف المساندة الثنائية من الظهير ولاعب الوسط، ألفيس وايفان مع ميسي، والبا وانيستا مع نيمار.

طريقة العودة للشكل التقليدي من 4-3-3 هو ما كان ينقص برشلونة في ظل تراجع مستوى انيستا، وعدم تقديم ايفان راكيتيتش للمتوقع منه هجومياً حتى الآن، حيث أن هذه الطريقة تخلق استفادة أكبر من مهارات المهاجمين وتجعل خلق الفرص مسؤولية جماعية أكثر، مع التشديد على اللجوء لفكرة المهاجم الوهمي في بعض فترات اللقاء كلما كان في ذلك إفادة، وهو ما تم بالفعل اليوم في بعض دقائق الشوط الثاني.
الشكل الذي لعب به برشلونة اليوم فيه مسألة واحدة قد تثير المشاكل في المستقبل، فهي بالتأكيد ستتسبب بانفخاض عدد أهداف ليونيل عن معدلها، لكنها ستتيح له إظهار مهاراته وقدراته في المراوغة والاقتحام وهو الأمر الذي افتقده جمهور النجم الأرجنتيني مؤخراً واشتاقوا له.
ومن ميزات الشكل الجديد، أنه يسمح بلعب برشلونة خارج ملعبه بما طالب به الجمهور كثيراً بالاعتماد على شراكة بوسكيتس وماسكيرانو، تماما كما كان يتم في عصر فرانك ريكارد من شراكة إدميلسون - فان بوميل.
ولا يمكن تجاهل قدرة دييجو سيميوني على القيام بردة فعل في الشوط الثاني، فصحيح أنه تلقى صدمة في الحصة الأولى أضاعت منه اللقاء، لكنه كرر اليوم ما فعله أمام ريال مدريد في لقاء الذهاب من بطولة الدوري عندما استوعب ثورة رونالدو في تلك المواجهة وعاد ليسيطر على الأمور.
ويبقى السؤال "هل فهم إنريكي أنه بحاجة للشكل التقليدي من 4-3-3 بجانب شكلها المتطور بوجود ميسي في مركز المهاجم الوهمي؟" أم أنه اليوم وضع خطة يعتقد أنها صالحة فقط لأتلتيكو مدريد؟
على الأغلب فإن الجواب سيكون في المباريات المقبلة، لكن وجود هذه الخطة المفيدة اليوم ستذكره بأهميتها، ويبقى عليه العمل أكثر على عملية المداورة بينها وبين الشكل القديم، وليس المداورة بين اللاعبين.
EFE



