
لم يكن رومان غانم سايس، معروفا بالمغرب قبل 4 سنوات تحديدا، وظلت الأصوات تطالب المدرب السابق الزاكي بادو باستدعائه لصفوف الأسود، عندما كان لاعبا بالدوري الفرنسي إلا أنه تجاهله مرارا.
وكان رشيد الطوسي أول مدرب اهتم به ومنحه فرصة تمثيل المنتخب المغربي للمرة الأولى خلال الفترة التي تولى خلالها مقاليد العارضة الفنية لمنتخب الأسود.
رومان أصبح اليوم نجم دفاع المغرب الأول، بعد تقدم المهدي بنعطية في السن وتراجع مستواه، وصار له لقب واحد هو "رجل الإنقاذ" خاصة في المواقف الحاسمة.
غياب سايس عن التشكيلة المثالية لدور المجموعات بكأس الأمم الأفريقية أثار تعجب بعض النقاد والفنيين.
ظلم و تجاهل
يرى الحسين أوشلا، وهو مدرب مغربي ومدافع دولي سابق، أن اللجنة الفنية للكاف ظلمت رومان سايس باستبعاده من التشكيلة المثالية للدور الأول.
وقال لكووورة: "لقد كان أمرا غريبا، عدم تواجد رومان سايس ضمن التشكيلة أمر غريب فأنا أرى أنه الأفضل على الإطلاق خلال دور المجموعات، وتفوق على بنعطية وحتى على المصري أحمد حجازي".
كما يرى المدرب الغربي محمد فاخر، نفس الشيء، حيث قال: "بالنسبة لي أحد عوامل نجاح أي منتخب هي منظومته الدفاعية، للأسف المدافعون وحراس المرمى مظلومون في معادلة الاختيار على عكس المهاجمين، سايس صاحب فضل في صدارة الأسود للمجموعة، ويمثل المستقبل وأرى فيه قائد فعلي لدفاع المغرب".
وقال عبد الرحيم طاليب مدرب الجيش الملكي: "سايس من نوعية اللاعبين الذين يعملون في صمت، أعتقد أنه يسدد فاتورة تواريه عن الأضواء ووسائل الإعلام و مع ذلك هو أفضل مدافع في دور المجموعات".
رجل الإنقاذ بامتياز
يرى عدد كبير من عشاق المغرب، أن سايس، له الفضل الأكبر في انتصار الأسود على كوت ديفوار بدور المجوعات.

سايس أخرج كرة مهاجم كوت ديفوار كودجيا من على خط مرمى الحارس ياسين بونو، وعاد ليكرر تدخلاته الرائعة في كرة أمام سيري دي.
إنقاذ سايس جنب المنتخب المغربي استقبال هدف مبكر كان سيغير من شكل المباراة، ومنح ثقة هائلة لزملائه ليعودوا في المواجهة وينهوها بانتصار.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي ينقذ فيها سايس مرمى الأسود بهذه الكيفية، فقد فعلها في مونديال روسيا بعدما أخرج كرة الإسباني إيسكو من على الخط وجنب الأسود الهزيمة.
تضحية كبيرة
كبر رومان سايس في أعين الجماهير المغربية خلال النسخة السابقة لأمم أفريقيا بالجابون، عندما أصر على خوض مواجهة كوت ديفوار الحاسمة بدور المجموعات، والتي كانت سببا في تأهل الأسود للدور التالي بعد انتصار تاريخي أنهى عقدة فرضها الأفيال لمدة 23 سنة كاملة.
سايس تلقى ليلة المواجهة نبأ وفاة جده ولم يغادر البعثة وأصر على البقاء بل وخاض المباراة، وبعد نهاية اللقاء لم يقاوم وأجهش بالبكاء، ليكسب تقدير وحب الجماهير المغربية.

ثنائية مميزة
أصبح رينارد مطمئنا بشكل كبير على دفاع الأسود بتواجد ثنائية قوية لم تسمح لغاية الآن باستقبال أي هدف مع تألق الحارسين ياسين بونو ومنير المحمدي.
ثنائية المهدي بنعطية ورومان سايس، بدا أنها متناغمة ومنسجمة وأفضل بكثير من ثنائية داكوستا وبنعطية، لذلك يرى الجمهور المغربي أن بطولة الكان الحالية يشكل ولادة جديدة لمدافع عملاق اسمه سايس.






