إعلان
إعلان

هدسون مدرب الأحمر: رهاني على "الهوية" لن يتأخر!

KOOORA
28 ديسمبر 201319:00
أنتوني هيدسون
الحديث الذي يتناقله غالبية المدربين والفنيين والمقيمين للمستوى الفني للمنتخبات المشاركة في بطولة غرب آسيا، عن القيمة التي يلعب بها المنتخب البحريني وما لفت اليه الانتباه على مستوى الأداء الجماعي الذي يجيد التعامل به الفريق الأحمر، وتحديدا فيما يخص العقلية التي يتعامل بها المدرب الإنجليزي أنتوني هدسون والذي تمكن ورغم صغر سنه من إظهار هوية جديدة لمنتخب البحرين، هي نفسها ما كان ينقص كرة البحرين في سنوات طويلة فائتة، عندما ظلت طموحاتها تصطدم بالعديد من العقبات وبعد قناعات متأرجحة للعديد من المدربين، كان أكثر ما يعني غالبيتهم هو التركيز على ما يمكن أن يحققه المنتخب في مرحلتهم وليس على المستوى البعيد.

تحدث هدسون في أكثر من اتجاه، لكنه لم يبتعد عن إظهار ما يرتبط به من علاقة وثيقة وترابط قوي مع كرة ولاعبي البحرين وأن الملامح بدءت في الظهور تدريجيا، مما يؤكد أنه في المسار الصحيح.


وضعتم أنفسكم في دائرة ضيقة الم يكن بالامكان أفضل مما كان؟

ما يفترض أن أقوله في هذا الوقت أنني فخور كل الفخر بما قدمه اللاعبين في المباريات الثلاث التي لعبناها، لقد قدموا طاقات كبيرة وأكدوا أنهم قادرون على تقديم الأفضل في المستقبل.
هذه هي حظوظ المجموعة عندما تلعب فقط مباراتان، لم نكن الطرف الأضعف، وكنا قادرون على ترجيح الكفة وخاصة أمام عمان فقدنا فرص كثيرة، وأمام العراق لم نكن أقل شأنا رغم أن الفريق العراقي يضم لاعبين شاركوا في مونديال الشباب.


وكيف تقييم وضعية فريقك؟

لو عدنا لتقييمه في مباراتين ووفق ما ناله من استحواذ على الكرة وسيطرة في مجموعة من الفترات وايضا قياسا بما لاح أمامنا من فرص لوجدنا أن البحرين أحد أبرز المنتخبات التي شاركت في البطولة ولا ابالغ في ذلك مع الأخذ في الاعتبار أن الفريق يضم في صفوفه كلاعبين أساسيين من الدرجة الثانية، وايضا عانى بسبب اصابة المهاجم الأساسي سامي الحسيني.


مدرب عمان يشكو غياب 3 لاعبين احتياط عن البطولة، وأنت يغيب عنك نصف اللاعبين الأساسيين ولم تتوقف في أحاديثك السابقة عند غيابهم، اليس من صالحك أن تبحث عن المبررات والأعذار استباقا؟

لا أستدعي اي لاعب مالم أكن واثقا في قدراته وأنه قادر على إضافة الجديد، وهذا ما يمكن أن أقوله لأنه من الواجب الاشادة والتحفيز للاعبين اللذين تتعامل معهم دون الانقاص أو التأثير على قيمتهم، هذه هي كرة القدم، ومن غير المعقول أن تبني طموحاتك على مجموعة وتتجاهل آخرين، صحيح أن هنالك لاعبين مصابين لهم أثر وقيمة، لكن الفريق أيضا يملك مجموعة أخرى قادرة على تقديم المزيد.


قبل مشاركتك في البطولة كنت أتوقع أن تستدعي نفس مجموعة التصفيات الاسيوية، لكنك خالفت التوقعات، ودعني اقول أنها مجازفة منك في وقت تتعرض خلاله الى الانتقادات؟

أعتقد الشيء الصحيح للبحرين وليس لي، أن يكون الفريق مؤهلا للبطولة الاسيوية بشكل جيد والتفكير في التأهل لمونديال 2018، من الهام جدا أن ينال اللاعبين الصغار المزيد من خبرات المباريات وأن يكونوا أكثر تأهيلا لتقديم المستوى المطلوب، وهذا لا يمكن أن يكون مالم يتم مشاركتهم في بطولات ويخضعون للاحتكاك مع فرق وبطولات مختلفة.
أعتقد أن البحرين ومصلحة كرتها هي ما يفترض أن يعلو، يمكن أن أكون هنا وربما لا، لكن العمل لتأهيل هذه المجموعة يجب ألا يتوقف عند حدودي، ويفترض أن تمنح الثقة وأن تنال الاعداد المناسب.

أنت تتحدث إذا عن تأهيل لمجموعة كبيرة من اللاعبين، هي سياسة للمنافسة بين اللاعبين والتحفيز إن لم أكن مخطئا؟

من الضروري أن نعمل على تأهيل عدد كبير من اللاعبين الى نفس المستوى الذي نلعب به، وأن يتعرفوا على الاسلوب الذي نتعامل به، بعدها ستكون الأمور أكثر سهولة لأي لاعب يمكن أن ينضم للمجموعة، ما يهمني أن تكون للفريق هوية وقيمة تنافسية كبيرة بين اللاعبين.


لكن أكثر المدربين يفكرون في مصلحتهم وكيف يمكن أن يحققون المزيد من الانتصارات دون الاكتراث بالمستقبل والزيادة في سيرتهم الذاتية؟

ثقتي في نفسي وفيما أذهب اليه من عمل يجعلني أكثر قناعة على أن العمل يجب أن يستمر في نفس الاتجاه، ولا تنسى أيضا ثقتي الكبيرة في قدرات هؤلاء اللاعبين، وكيف أن تطورهم التصاعدي اصبح ملموسا، لم نخسر اي مباراة منذ أن توليت مسؤولية المنتخب الأول، وذلك يعود لتكاتف الجميع وكيف ان المكتسبات تسير في مسار تصاعدي، مثل تلك المؤشرات التي أتابعها تجعلني متمسكا بما أقوم به من عمل، ذلك أيضا أنني قطعت عهدا مع اتحاد الكرة في أن اكون أمينا على مصلحة الكرة البحرينية وأن اقدم كل ما املك في سبيل بناء منتخب قوي.

لكنني أحدثك عن مدربون يفكرون في الوقت الحالي وليس المستقبل؟

لقد قدم لي الاتحاد البحريني فرصة عظيمة لبناء فريق قوي، وأعتقد من الواجب أن أكون عند حسن ظنهم وأن أعمل بإخلاص ووفاء، لا يهمني ما يلجأ اليه بعض المدربين، ولا أحب الحديث الا عن نفسي ايمانا بمبدء أنني الأكثر دراية وثقة بما يمكن أن اقوم به، لا يمكن أن أشكك لحظة في مقدرتي على خدمة الكرة البحرينية، وأن ما أقوم به من عمل ستقطف الكرة البحرينية ثماره بعد وقت غير بعيد.

المنتخبات الأخرى تتطور أيضا، ألا تعتقد أنه رهان ليس سهلا نجاحه؟

ما أراه أن منتخب البحرين سيكون قادرا أن يكون أحد أفضل المنتخبات في القارة الاسيوية، أعتقد أنها مسألة وقت، لقد لمست مجموعة كبيرة من المؤشرات فيما يخص اللاعبين اللذين أتابعهم وأتعامل معهم، وأرى أن الملاعب البحرينية قادرة أن تقدم منتخب قوي بشرط أن ينال الفريق الاعداد واالتجارب المناسبة.
ما يمكن أن اقوله أننا ذاهبون لتحقيق ذلك النجاح، ولا يمكن أن أتوقف عن تلك الأهداف، أو أعتقد لحظة واحدة اننا غير قادرون على تحقيقها.

أحد المدربين الجزائريين في الاتحاد القطري قال لي أنه يتابع فريقك منذ البطولة الاولمبية، وقال أيضا إن اعجابه بعملك دفعه لحضور تدريباتك.!

بالفعل هي هوية جديدة أحاول أن اصنعها مع المنتخب الأول، ومن الواجب أن تكون للفريق هوية وشخصية يتميز بها عن بقية المنتخبات، وهذا ما أعمد اليه منذ أن توليت المهمة، بعدها لن يجد اي لاعب صعوبة في الدخول في نفس الأجواء، سيما وأن الصورة ستكون واضحة بشكل أكبر، وسيكون على أي لاعب يطمح في الالتحاق بالفريق أن يركز على ما يمكن أن يقوم به.

الهوية يجب أن تكون واضحة على جميع المنتخبات البحرينية، فهي التي ستمنح الفريق قوة أكبر وقيمة تنافسية بين اللاعبين.


نقلت معسكرك من الامارات الى قطر لأنك ستواجه المنتخب الأقوى في البطولة، ألم تخشى الخسارة من المنتخب القطري القوي وأنت تلعب بعناصر جديدة؟

هذا الجيل من اللاعبين يجب أن يعيش المزيد من التجارب القوية حتى يتمكن من الصعود بمستواه وقيمته، وأعتقد أن ثقتي في هؤلاء اللاعبين ليس لها حدود، وهم أيضا يملكون ويظهرون ما يجعلني أقول ذلك.


أقول لك ذلك لأن البعض من المدربين يتهرب من المواجهات القوية!


قلت سابقا أن مصلحة الفريق وكرة البحرين تتقدم على اي مصلحة لي شخصية، ومن الضروري أن استغل اي فرصة أمامي لاداء مباراة قوية مع منتخب قوي، ولذلك لم أتردد لحظة واحدة في الموافقة على تغيير المعسكر من الامارات الى قطر عندما علمت أننا سنواجه المنتخب القطري الأكثر قوة وخبرة.

ما يقلقني فقط في هذه البطولة هو أن الفارق بين مباراتي عمان والعراق هو يومان راحة فقط ، لأن الوقت لن يكون مناسبا لعملية الاستشفاء واستعادة كامل القوى بالنسبة للاعبين، ذلك أكثر ما يقلقني قبل المشاركة في هذه البطولة.
غير ذلك فإن ايماني بعملي وبقيمة ما يمكن أن أقدمه مع اللاعبين لا جدال ولا شك فيه من جانبي، فالمؤشرات ايجابية وذلك ما يدعوني للإستمرار في نفس الاتجاه.

بعض من تابعوا المباراة مع العنابي إعتقدوا إنك تلعب بمجموعة من المحترفين، ألا يعني ذلك لك شيئا؟

هو نفسه ما حدثتك عنه سابقا، وأن للفريق يجب أن تكون هوية، وهذا ما نسعى لاظهاره من مباراة الى الأخرى، منطقيا يجب أن يتعرض اللاعبين الى الاختبار ويجب أن يشعرون أنهم في منافسة وأن مراكزهم ليست حكرا لأحد، هذه هي كرة القدم، أحترم ما أتابعه من جهود يبذلونها أمامي فهم يسعون بكل ما يملكون الى تقديم الأفضل، وذلك يجب ان نشيد به ونعترف أن البحرين تملك جيل واعد من اللاعبين.


الا تعتقد أن ما تتحدث به من ثقة مبالغ بها قليلا؟

تقبل اللاعبين لما نقوم به من عمل وتدرجهم في التطور يدعو للتفائل ولا أعتقد أن هنالك مبالغه فيما ذهبت اليه، ففي كل عمل هنالك مؤشرات ومخرجات، وما أتابعه ويتابعه من يدقق على عملنا يؤكد أننا في الطريق الصحيح.


أيضا من الواجب أن أذكرك أن مدرب قطر جمال بلماضي قال أن البحرين يتدرب مع بعض منذ أربع سنوات!!

"يبتسم" المؤكد رأيه يحترم وتلك وجهة نظره، لكنني احببت أن أصحح له بعض المعلومات فهو لا يعلم أن الفريق يتدرب مع بعض منذ أيام معدوده، وأنا أقصد التشكيلة التي لعبنا بها مع قطر، عيسى غالب وسيد أحمد جعفر من الفريق الأولمبي فقط.

المؤكد أنه تابع شيء في ملعبك يوحي بذلك؟!

أعتقد أن لاعبي فريقي باتوا مدركين ما يتوجب عليهم تقديمه، في كل تدريب أعمل على ترسيخ الفكرة كاملة وما يمكن أن يكون عليه الفريق من هوية واسلوب في الملعب، وفي اعتقادي لا فريق بدون هوية أو قيمة في الملعب، دائما ما أتابع مع اللاعبين مباريات بايرن مينونيخ ومنتخب تشيلي فهما الأقرب الى ما أحاول الوصول اليه في المستقبل القريب.

لكن البعض يفضل التيكي تاكا الآن، الا تعتقد فيها ايضا؟

على مستوى فريقي الوقت لم يحن بعد، ربما تكون مناسبة للتطبيق في المستقبل، لكن الان الأمور ستكون صعبة للتنفيذ، ما أود أن اقوله في هذا الجانب الى أن هنالك مجموعة من المراحل يجب أن يمضي عليها اللاعبين والفريق للتأهيل وقبل الوصول الى مراحل أكثر متقدمة، ومن الصعب جدا التركيز على أساليب متقدمة ونتجاهل أن نؤسس لتشكيلة قادرة على ذلك.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان