نيكو ويليامز يروي رحلة المعاناة قبل الوصول للقمة

 كان شقاء والدي نيكو وإينياكي ويليامز، سببا في تألقهما اللافت كرويا، ما أدى لاستدعاء نيكو لمنتخب إسبانيا، واختيار شقيقه إينياكي (28 عاما) للعب بقميص غانا، مع قرب مونديال قطر 2022، رغم صغر سنهما، حيث عانى الوالدان الأمرين من أجل جلبهما إلى إسبانيا بعد رحلة شقاء كبيرة، لتمثل هذه المعاناة أكبر دافع للشقيقين في أرض الملعب.

وخاطرت أسرة ويليامز بعبور الصحراء من أجل الوصول إلى إسبانيا بحثا عن حياة جديدة أفضل للابنين، لتصبح طموحاتهما بلا حدود، حيث استدعي نيكولاس لمنتخب إسبانيا الأول، رغم صغر عمره (20 عاما) بفضل تألقه كجناح في صفوف أتلتيك بيلباو، ليسير على خطى لاعبين آخرين شباب استدعاهم المدرب لويس إنريكي لـ"لاروخا" من أصحاب المواهب مثل أنسو فاتي وجابي وبيدري، وليحلم الآن بالمشاركة الأولى له مع إسبانيا بعد رفض الانضمام لمنتخب غانا ولينفصل عن الطريق الذي قرر شقيقه أن يسلكه.

وتحدث نيكولاس في مقابلة مع وكالة الأنباء الإسبانية عن شعوره بعدما استدعاه إنريكي للمنتخب الإسباني:

في غضون بضعة أشهر تغير كل شيء بتصعيدك للفريق الأول لبيلباو واستدعائك للمنتخب من قبل إنريكي.. هل كان لديك الوقت لاستيعاب كل ما حدث؟

حقيقي أن كل شيء حدث بسرعة كبيرة، لم أتوقع هذا التطور في الأحداث. كل شيء جاء بشكل سريع لكني أدير الأمور جيدا.

ما حجم معاناة والديك وهروبهما من أجل حياة أفضل لك وشقيقك؟

هما يستحقان كل شيء، فكل العمل الذي أفعله من أجلهما لأنهما كرسا جزءا من حياتهما من أجل أن نعيش بشكل أفضل، وألا ينقصنا أبدا أي طعام في المنزل. فكل ما يمكنني تقديمه لهما سيظل لا يكفي، فتقديم الأشياء المادية لهما لا يكفي، لكنهما يشعران بالفخر لرؤية ابنهما في المنتخب.

متى أخبروكما بما مرا به؟

كان طريقا صعبا للغاية، كنت أسألهما كيف وصلا إلى إسبانيا لأنني كنت أشاهد القوارب الصغيرة على شاشة التلفاز وكانا يقولان دائما عبر الطائرة، لكنهما كانا يكذبان علي، فأنا كنت صغيرا، وكانا يرويان لي وأخي قصة أثرت فينا للغاية. والداي عانيا كثيرا وآمل أن أمنحهما كل شيء وأكثر لكي يعيشا جيدا.

فالمعاناة التي مر بها والداي تجعلني أمتلك مزيدا من الطموح من أجلهما ومن أجلي.

 ستكون هناك فرصة في ملعب لاروماريدا أمام سويسرا لارتداء قميص المنتخب للمرة الأولى وأن يشاهدك والداك من المدرجات.. ما هو شعورك؟

وجود والدي إلى جانبي دائما ما يساعدني، أنزل إلى الملعب وأنا أكثر هدوءا وكذلك حافزا لأنني أريد أن أقوم بالعمل بشكل جيد من أجلهما. أعتقد أنهما سيكونان فخورين من أجلي، سواء شاركت للمرة الأولى أم لا، فهما يكفيهما أن أتعلم من الأفضل في الميدان، وينقلان لي الكثير من الهدوء.

ما هي أسباب نجاحك في بيلباو؟

الكثير من العمل، مع جزء من المعاناة. فأنا جئت من الخارج ويعاني المقيمون من الخارج من عدم وجود أصدقاء لهم وكذلك آبائهم. عليك العمل والاجتهاد للوصول لأعلى مستوى لك في كرة القدم ومن أجل التواجد في أتلتيك.

ما هو شعورك باللعب للفريق الأول وفي ملعب سان ماميس؟

 أي طفل من ليزيما يحلم بالوصول للفريق الأول، وأكثر ما تشعر به هو الفخر بنفسك.

كيف تفسر اختيارك لإسبانيا واختيار إينياكي لغانا؟

كان قرارا طبيعيا، فكل منا اختار طريقه واتخذ قراره بعد تمعن. أنا سعيد للغاية لأن شقيقي سيتواجد مع غانا، وأتمنى له كل التوفيق، وأن يقدم مونديالا كبيرا وأن يحقق أعلى الأهداف.

وهل ترى أنه كان ليجد لنفسه مكانا في منتخب إسبانيا؟

شقيقي فكر كثيرا في الأمر، في الذهاب للمنتخب الإسباني أم اختيار غانا، لكنه اتخذ القرار بعد سفرنا في الصيف إلى هناك. ورؤيته لدعم كل الناس هناك لاختيار منتخب غانا، وتحمل مسؤولية هذا الدور الذي أتمنى له كل التوفيق فيه وأن يسجل الكثير من الأهداف.

هل استدعاك منتخب غانا أيضا للعب بصفوفه؟

دائما ما كنت واضحا في قراري بخصوص رغبتي في البقاء هنا وأنا سعيد للغاية لأن يمنحني لويس إنريكي هذه الفرصة، وآمل في الاستفادة منها. فرغبتي كانت الانضمام لمنتخب إسبانيا وأن أكون أفضل، وأن أظهر أنني أستحق التواجد هنا.

ما الصفات التي تتمنى أن تحصل عليها من شقيقك والعكس؟

أعتقد أن شقيقي يرغب في الحصول على المهارة التي أمتلكها بين قدمي بالكرة، وأنا أود امتلاك تلك القدرات البدنية التي يمتلكها إينياكي، فأنا أكثر نحافة وأود أن أمتلك هذه القدرة البدنية.

كيف استقبلت مكالمة لويس إنريكي؟

كنت هادئا على الأريكة في المنزل في أحد أيام الراحة التي منحها لنا النادي وبدأت في استقبال رسائل التهنئة على الهاتف، لم أفهم لماذا، وبدافع الفضول بحثت ووجدت اسمي في القائمة، لم أصدق نفسي، بدأت في الصراخ داخل المنزل وجاءت أمي لتحضنني ثم بكت مثل والدي، أنا سعيد للغاية للتواجد هنا.

ما الذي يمكن أن تقدمه للمنتخب وهل ترى نفسك في المونديال؟

أمتلك السرعة والقدرة على المراوغة في المواقف واحد ضد واحد وتسجيل الأهداف. والذهاب لكأس العالم ستكون هي قمة السعادة، سأكون سعيدا للغاية حال انضمامي لقائمة المنتخب للمونديال، وأتمنى أن يحدث هذا.