Getty Imagesحفل رياضي كبير عاشته جماهير الكرة السعودية، مع بداية الموسم الجديد، من خلال إقامة بطولة كأس السوبر السعودي في هونج كونج.
البطولة أقيمت في الفترة بين يومي 19 و23 أغسطس/آب الجاري، وانتهت بتتويج الأهلي باللقب للمرة الثانية في تاريخه، والأولى بعد غياب 9 سنوات، عقب الفوز على النصر في النهائي بركلات الترجيح.
غير أن بعض المشاهد السلبية، أفسدت هذا الحفل الكروي، بل وهددت اكتماله حتى نهايته.
صعوبات هونج كونج
عاشت الفرق التي شاركت في كأس السوبر السعودي، مجموعة ظروف صعبة، خلال فترة إقامة البطولة، وذلك بسبب عدم توافر الإمكانات اللازمة في هونج كونج.
وبحسب ما كشفت عنه صحيفة "الشرق الأوسط"، فقد عانت الفرق من التدريب على ملعب واحد بشكل يومي، وهو ما كان يتسبب في استهلاك الأرضية والمعدات، وصعوبة تنسيق المواعيد.
ملعب التدريب لم يكن يحتوي على صالة للياقة البدنية، وهو ما اضطر الأجهزة الفنية لاستخدام وسائل بدائية من أجل منح اللاعبين الاستشفاء اللازم.
كما لم تتوافر دورات مياه مناسبة بجوار ملاعب التدريب، وهو ما اضطر اللاعبين لتغيير ملابسهم فقط بعد نهاية التدريبات، والانتظار حتى الوصول لفندق الإقامة من أجل الاستحمام.
حتى الأهلي لم يتمكن لاعبوه من ذلك بشكل مستمر، وذلك بسبب انخفاض مستوى الفندق الذي أقامت فيه بعثة الفريق، حيث اشتكوا من سوء نظافة "الجاكوزي" وعدم القدرة على استخدامه.
الملعب نفسه كانت تطل عليه مبانٍ جامعية، وهو ما جعله عرضة للتجسس، حتى قرر المنظمون، الاستعانة برجال الأمن لمنع حدوث ذلك.
كل هذه المشاهد وضعت المعوقات أمام الفرق المشاركة، وهو ما اشتكى منه بعض اللاعبين بشكل علني، على غرار الإنجليزي إيفان توني مهاجم الأهلي.
الهويش حكمًا للنهائي
النصر وصل للمباراة النهائية، عقب الفوز على الاتحاد 2-1 في نصف النهائي، قبل أن يلحق به الأهلي عقب الفوز على القادسية 5-1.
وتساءل الجميع عن هوية الحكم الذي سيقود النهائي، في ظل تأكيدات على رغبة الأهلي في تولي طاقم تحكيم أجنبي إدارة المباراة.
غير أن الاتحاد السعودي لكرة القدم فاجأ الجميع، وقرر تعيين محمد الهويش لإدارة المباراة، رغم بعض التأكيدات على استبعاده.
القرار أثار حالة من الجدل، في ظل العلاقة السلبية التي تجمع بين جماهير النصر والحكم الدولي السعودي، منذ مباراة الفريق ضد الهلال في نصف نهائي النسخة قبل الماضية من كأس السوبر المحلي.
الهويش كان قد طرد رونالدو في نهاية المباراة، وهي البطاقة الحمراء الوحيدة التي حصل عليها "الدون" مع النصر، ليبتعد عن إدارة مباريات الفريق منذ ذلك الحين.
صحيح أن الهويش تعامل مع رونالدو بشكل طبيعي بعد الأزمة السابقة بينهما، لكن قرار تعيينه الجدلي أفسد الكثير من متعة المباراة، وأثار حالة من الاستغراب، في ظل توافر عناصر أخرى قادرة على حمل المسؤولية.
قرارات الاستئناف
المشهد الأخير الذي أثار حالة من الجدل، يتمثل في القرارات التي أصدرتها لجنة الاستئناف بالاتحاد السعودي لكرة القدم، بخصوص انسحاب الهلال من البطولة.
وقررت اللجنة، اعتبار الهلال خاسرًا أمام القادسية بنتيجة 0-3، مما كان يعني أحقية الفريق الشرقاوي في الوصول للمباراة النهائية بشكل مباشر، بدلًا من استدعاء الأهلي الذي فاز عليه 5-1.
ورغم أن الاتحاد السعودي لكرة القدم أعلن اعتماد مشاركة الأهلي في كأس السوبر السعودي يوم 23 يوليو/تموز الماضي، أي قبل شهر كامل من نهائي البطولة، فإن لجنة الاستئناف لم تُعلن قراراتها سوى قبل ساعتين تقريبًا من بداية المباراة.
القرارات أثارت حالة من الجدل في الشارع السعودي، حتى ظن البعض أن المباراة النهائية لن تُقام بسبب عدم قانونية مشاركة الأهلي في البطولة، بناءً على قرار لجنة الاستئناف.
وبدلًا من الحديث عن الفنيات المحتملة في المباراة، عاشت الجماهير السعودية، ساعتين من الجدل، في ظل بيانات متتالية، منها بيان الاتحاد السعودي الذي أكد نظامية مشاركة الأهلي في السوبر، والذي تزامن مع بداية المباراة.
وفي الواقع، فإن تلك القرارات وتوقيتها لم تؤثر فقط على بطولة كأس السوبر السعودي، ولكن على الكرة السعودية بأكملها، إذ ما زالت وستظل مثارًا للجدل لفترة طويلة حتى حسم الأمور بشكل نهائي.
قد يعجبك أيضاً



