
لا أرى مبرراً لحالة التشاؤم التي تسيطر على عدد كبير من أنصار منتخب مصر منذ أن تم التعاقد مع البرتغالي روى فيتوريا، وبالتحديد عند معرفة أن حصة قارة إفريقيا في نهائيات كأس العالم 2026 ستكون 9 مقاعد ونصف، بجانب التواجد في مجموعة متوازنة بكأس الأمم الإفريقية 2024 في أبيدجان.
عدم الرضا عن فيتوريا يتمثل في عدم مواجهتنا لمنتخبات قوية على المستوى الدولي في المباريات الرسمية، لتحديد المكان الذى يقف فيه فريقينا قبل خوض البطولة الأهم والمفضلة للجماهير المصرية التي وصلنا مرتين فيها إلى النهائي خلال آخر 8 سنوات ما بين 2017 و2022 وخسارة الكأس الإفريقية، لكن فيتوريا يلعب في حدود المتاح أمامه حسب الأجندة الدولية، ومواجهة منتخبات بلجيكا من التصنيف الأول الأوروبي، وكلاً من الجزائر، ومن قبلها تونس من التصنيف الأول الإفريقي، تؤكد أن هذا الرجل يسير في الطريق الصحيح، لأنه فاز بكل المباريات الرسمية محققاً العلامة الكاملة، وخسر في الودى بشكل عادى، والحساب دائماً على الرسميات بعيداً عن نتائج الوديات.
نعود للوراء قليلاً قبل أن يفوز منتخب مصر بكأس أمم إفريقيا 98 في بوركيينا فاسو، لعب الراحل محمود الجوهرى في دورة كأس ملك كوريا، وتعادل أمام تايلاند بأداء هزيل، وخسر من كوريا الجنوبية بهدفين، ثم فاز على منتخب الصف الثاني في الدانمارك، وعاد الجوهرى من بوركينا فاسو بالكأس الغالية.
وفي عام 2006 خسر منتخب الفراعنة بقيادة حسن شحاتة من جنوب إفريقيا بهدفين مقابل هدف، مما أصاب الجماهير بالإحباط، قبل انطلاق البطولة بستة أيام فقط، واعترف "شحاتة" بضعف الأداء؛ لكنه وعد بعلاج الأخطاء قبل بدء البطولة، خصوصاً وأن أمم إفريقيا في القاهرة، ونخسرها على أرضنا ووسط جماهيرنا، إلا أن أولاد المعلم نجحوا في تغيير الصورة وفازوا بالكأس، ليقدموا واحد من أفضل الأجيال في تاريخ الكرة المصرية.
وفي عام 2008 كان المنتخب المصري يتطلع إلى الحفاظ على اللقب للمرة الثانية على التوالي؛ إلا أن التأهل لبطولة كأس الأمم الأفريقية 2008 جاء بنتائج غير مُرضية للجماهير، حيث تعادل في مبارياته الخارجية بالتصفيات أمام كلاً من موريتانيا وبوروندي وبوتسوانا الغير موجودين وقتها على الخريطة الكروية، لكن منتخب مصر فاز في جميع مبارياته بالقاهرة، وحقق بعدها الفوز بالكأس الثانية توالياً رغم عدم رضا الجماهير عن الأداء في الوديات.
قبل انطلاق بطولة أمم 2010 كانت الكرة المصرية تعيش مرارة عدم التأهل إلى كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا بعد خسارة المباراة الفاصلة أمام منتخب الجزائر في عاصمة السودان أم درمان، ووسط تلك المرارة توجه الفراعنة إلى أنجولا وفازوا على الجزائر في دور قبل النهائي بأربعة أهدف مقابل هدف، ثم على حساب منتخب غانا في النهائي بهدف محمد ناجى جدو.
خلاصة القول لا نحاسب الأجهزة الفنية على نتائج الوديات المزيفة، وننتظر اللقاءات الرسمية وحصد الألقاب.


