إعلان
إعلان

موسم القضاء على النجوم

د.محمد مطاوع
23 نوفمبر 202301:25
mohammad mutawe

مع كل توقف دولي، تضع الأندية الكبرى أيديها على قلوبها، وهي تتمنى أن يعود النجوم كما غادروا، بأفضل حالة بدنية وفنية ونفسية، لكن المحظور يقع في معظم الأحيان مع تكرار مشاهد الإصابات الخطيرة التي بدأت تعصف بكبار النجوم الذين يعتبرون المؤشر المباشر نحو الألقاب والبطولات.

الأندية الكبيرة في أوروبا تتكبد الملايين من أجل استقطاب صفوة النجوم، كي تبقى في الواجهة رياضيا بحصد الألقاب واقتصاديا بتعزيز مداخيلها نظير هؤلاء الصفوة من لاعبي الكرة في العالم سواء على مستوى الحضور الجماهيري أو البث التلفزيوني أو عقود الرعاية  والإعلان، فاللاعب يمثل مشروعا متكاملا يشبه أي مؤسسة لديها أهداف يتم وضعها في بداية السنة المالية لتحقيقها في نهايتها.

لكن شهوة المال ورغبة تضخيم الأرصدة، دفعت بالاتحادات المحلية والقارية والدولية، لزيادة البطولات، وضاعفت المطالب من اللاعبين بخوض المزيد والمزيد من المباريات، وكأنهم نجوم مسرح مطلوب منهم أداء أدوارهم دون كلل أو ملل وحسب ما يطلب منهم السوق، وكلما كان الأداء أفضل، زاد الطلب عليهم وتحققت الفوائض المالية المرغوبة.

التوقف الدولي الأخير لم يكن طبيعيا، وأطاح بعدد من اللاعبين الذين يعتبرون من ركائز فرقهم والموسم يدخل مراحل حساسة وانتقالية في المنافسات المحلية والأوروبية، فخسر ريال مدريد كل من نجمه الفرنسي كامافينجا الذي بات الجوكر في الفريق نظرا للأدوار المتعددة التي يؤديها، وزميله البرازيلي فينيسيوس الرئة اليسرى للفريق والذي بات واحدا من النجوم الذين لا يستغني عنهم أنشيلوتي مع نضجه وتطور أسلوبه.

على الجانب المقابل كان برشلونة يخسر نجمه الشاب جافي، الذي يعتبر مصدر الطاقة المشتعلة في القلب الكتالوني، والمحارب الصغير الذي يلهب مشاعر زملائه وجماهيره، ومثله حارس المرمى تير شتيجن الذي وقع خبر إصابته مع المنتخب الألماني كالصاعقة على رأس تشافي المتخم بالضربات مع استمرار غياب دي يونج وعدم الجاهزية الكاملة لبيدري.

وبعيدا عن إسبانيا، كان مانشستر سيتي يتلقى خبر إصابة عملاقه هالاند، الذي يأمل في مواصلة حصد الأرقام وتسجيل الأهداف بلا توقف، وفي نفس المدينة تلقى مان يونايتد خبر إصابة حارسه أونانا ومهاجمه راشفورد، وفي فرنسا ستحرم الإصابة لاعب سان جيرمان وارن إيمرى من لعب عدد من المباريات القادمة والحاسمة، وبعيدا عن أوروبا، قد يضطر ليونيل ميسي نجم انتر ميامي الأمريكي للغياب لفترة طويلة بعد خروجه مصابا بعد معركة الماركانا.

معظم الإصابات يفسرها الخبراء بأن خلفياتها إرهاق عضلي بسبب زحمة الموسم وتلاحم البطولات، رغم أن (الأسوأ) لم يأت بعد، فدوري ابطال أوروبا سترتفع فيه عدد مباريات كل مجموعة المومسم المقبل إلى 8 بدلا من 6 وكأس العالم للأندية سيرتفع فيه عدد الفرق المتنافسة إلى 32 بدلا من 8، وكأس العالم المقبلة سيلعب في 6 دول بمشاركة 48 منتخبا بدلا من 32، ولكل ذلك كلفة كبيرة على لاعبي الصفوة في دولهم، وخاصة من يلعبون في أوروبا.

يتهم بعض اللاعبين بالتخاذل عندما يلعبون مع منتخبات بلادهم بأسلوب يقل فيه الاحتكاك مع الخصم بسرعة التخلص من الكرة أو عدم الضغط على اللاعب المقابل، لكنهم لا يقدرون أبدا أن هذا اللاعب يعمل بوظيفة ويجب أن يحافظ على نفسه، كما أنه ينافس بعض اللاعبين الأكثر شراسة في منتخبات أخرى ويلعبون في دوريات أقل تصنيفا بكثير وهو ما قد يعرضه للإصابة، والأمر لا بد له من وقفة وإيجاد الحلول التي ترضي جميع الأطراف مع الحفاظ على اللاعب كإنسان قبل كل شيء.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان