
رغم أن رغبة كارلو أنشيلوتي الأولى كانت دومًا إكمال عقده مع ريال مدريد، الذي جدد له عقب المحاولة الأولى من الاتحاد البرازيلي، إلا أن "شهر العسل" بينه وبين النادي الملكي حلت نهايته، بسبب نتائج الكلاسيكو.
هيمن برشلونة في مواجهات الكلاسيكو الأربع هذا الموسم (بنتيجة إجمالية 16-7)، ولعب هذا عاملًا حاسمًا في تحديد مصير أنشيلوتي، خاصة في ظل صعود كبير للغريم الكتالوني بقيادة هانز فليك، مقابل تراجع ملحوظ في أداء ريال مدريد، الذي لم يُحسن التعامل مع رحيل توني كروس، وافتقد للاستقرار الدفاعي نتيجة سلسلة إصابات أثّرت على هيكل الفريق.
ظل أنشيلوتي، المعروف بولائه الكامل للنادي، مثالًا للاحترافية في 117 مؤتمرًا صحفيًا لمباريات مع الفريق، باستثناء الغياب الجماعي في نهائي كأس الملك احتجاجًا على الخلافات مع الاتحاد الإسباني والليجا بشأن التحكيم.
اختراع
ورغم عدم تنفيذ مطالبه في مرات سابقة بضم صفقات جديدة، لم يشتكِ أنشيلوتي، بل أعاد اختراع الفريق بذكاء، فحتى من قبل هذا الموسم حوّل كريم بنزيما إلى هدّاف بعد رحيل كريستيانو رونالدو، وفاز بدوري الأبطال دون النجم الفرنسي، ومنح فينيسيوس حجمه العالمي، وهيّأ لجود بيلينجهام بيئة مثالية ليقدّم أفضل مواسمه، وابتكر مركزًا جديدًا لتشواميني لتعويض النقص الدفاعي.
لكن الموسم الحالي لم يمنحه نفس الأدوات، فالإصابات المتكررة لكارفاخال، ألابا، روديجر، وميندي، وفشل النادي في التعاقد مع المدافع ليني يورو بسبب تكلفته، أجبرت أنشيلوتي على اللجوء إلى عناصر من الأكاديمية مثل راؤول أسينسيو، وهو ما لم يكن كافيًا لترميم الخط الخلفي.
ورغم احترامه للنجوم، واجه صعوبات في إنعاش رغبة الانتصار لدى مجموعة فقدت بعض قادتها، مثل كروس وناتشو، ولم يتمكن من إعادة إشعال وهج لاعبين مثل رودريجو أو استخراج أفضل ما لدى مبابي، الذي بدا غير منسجم تكتيكيًا، خاصة في البدايات، وسط تمسك مستمر من أنشيلوتي بخطة 4-3-3.
ورغم مطالبات الجماهير، أبقى أنشيلوتي على اللاعبين أصحاب "الهيبة" على حساب الصاعدين أمثال أردا جولر وإندريك، مؤمنًا بمقولته: "كي تكون أساسيًا في ريال مدريد، عليك أن تعرف أولًا كيف تجلس على الدكة".
خسارة نهائي كأس السوبر الإسباني أمام برشلونة بنتيجة 2-5 كانت أول صافرة إنذار. وتكرّرت المعاناة في مباريات الكلاسيكو التالية، التي كشفت هشاشة دفاعية غير مسبوقة، وقلّلت من قيمة ما تحقق من ألقاب مثل السوبر الأوروبي وكأس الإنتركونتيننتال.
كان أمل الاستمرار مرهونًا بدوري الأبطال والدوري الإسباني، وقد عاش مشجعو الملكي لحظات من التفاؤل بعد الإطاحة الصعبة بأتلتيكو مدريد، وتفوق تكتيكي على مانشستر سيتي، لكن شهر أبريل/ نيسان المظلم جاء بالكارثة، تعادل وثلاث هزائم، إقصاء مؤلم أمام آرسنال، وخسارة موجعة من فالنسيا في البرنابيو، أضعفت آمال المنافسة المحلية.
الكلاسيكو الأخير في الليجا، رغم ثلاثية مبابي، لم يكن كافيًا في ظل خط دفاع مثقل بالإصابات، لتنتهي المواجهة بنتيجة 4-3 تُكمّل السجل المُحبِط (16-7) في مجمل مواجهات الكلاسيكو، وتحسم مصير المدرب الإيطالي الذي لم يعرف التعادل في 20 كلاسيكو.
وفي يومه الـ350 على رأس الجهاز الفني للميرينجي، أعلن رسميًا تولّيه تدريب منتخب البرازيل، مخلفا وعدًا كان قد أطلقه بالاعتزال في مدريد.
وسيدخل أنشيلوتي عامه السادس والستين وهو يواجه تحديًا أخيرًا مع السيليساو، بعد أن أنهى حقبة تاريخية كأكثر مدربي ريال مدريد تتويجًا، وصاحب الرقم القياسي في ألقاب دوري أبطال أوروبا.
قد يعجبك أيضاً


.png?quality=60&auto=webp&format=pjpg&width=317)
