إعلان
إعلان

من دي ستيفانو إلى ميسي.. ذكريات لا تُنسى في كلاسيكو البرنابيو

حسين حمدي
19 أكتوبر 202510:21
FBL-ESP-LIGA-REALMADRID-BARCELONAGetty Images

قبل أيام قليلة من كلاسيكو ريال مدريد وبرشلونة، الأحد المقبل، على ملعب سانتياجو برنابيو، ضمن منافسات الجولة العاشرة من الليجا، تعود ذاكرة عشاق كرة القدم، إلى أبرز اللحظات التاريخية التي شهدها هذا الملعب، في واحدة من أكثر المواجهات إثارة في العالم.

ويعد البرنابيو مسرحًا لأحداث خالدة في ذاكرة الكرة الإسبانية، حيث لم تخلُ مبارياته من الدراما، والأهداف، والجدل، والمشاعر المتفجرة، سواء في أرض الميدان أو في المدرجات. 

بداية العداء التاريخي: قضية دي ستيفانو

تعود جذور العداء الكروي بين ريال مدريد وبرشلونة، إلى خمسينيات القرن الماضي، حين تفجّرت قضية ألفريدو دي ستيفانو، التي غيرت مسار كرة القدم الإسبانية. 

فبعد صراع شرس بين الناديين على توقيع دي ستيفانو، تدخلت السلطات الرياضية في إسبانيا (حسب عدة روايات) ليوقع المهاجم الأرجنتيني الأسطوري لريال مدريد، بعد أن كان قد توصل لاتفاق مبدئي مع برشلونة.

هذه الحادثة لم تكن مجرد صفقة انتقال عادية، بل شكلت شرارة جديدة أشعلت المنافسة بين العاصمة مدريد وإقليم كتالونيا، ورسخت شعورًا بالظلم لدى جماهير برشلونة، ظلّ يتردد صداه لعقود لاحقة، لتبدأ مرحلة من الصراع الرياضي والسياسي في آن واحد.

نهائي الزجاجات 1968

في نهائي كأس الملك عام 1968، الذي كان يُعرف حينها باسم "كوبا ديل جنراليسيمو"، تواجه الفريقان على ملعب سانتياجو برنابيو، في أجواء مشحونة للغاية. 

وانتهت المباراة بفوز برشلونة بهدف دون رد، أحرزه إينيو، لكن ما أعقب اللقاء، كان أكثر إثارة من نتيجته، إذ غضبت جماهير ريال مدريد بشدة بسبب قرارات الحكم، وألقت الزجاجات على أرض الملعب في مشهد فوضوي لم ينسه التاريخ، ليُعرف اللقاء بعدها باسم "نهائي الزجاجات". 

كانت تلك الواقعة، دليلاً مبكراً على أن الكلاسيكو لا يُقاس فقط بالأهداف، بل أيضًا بما يرافقه من توتر ومشاعر متفجرة بين الجمهورين.

خماسية كرويف

في فبراير/شباط 1974، شهد البرنابيو، واحدة من أكثر الليالي إذلالاً في تاريخه، عندما حقق برشلونة بقيادة الأسطورة الهولندية يوهان كرويف، فوزاً ساحقاً بنتيجة 5-0 على ريال مدريد.

هذا الانتصار، الذي أطلق عليه الإسبان، اسم "لا مانيتا" أي "اليد الصغيرة" في إشارة إلى الأهداف الخمسة، كان رمزاً لتحول هيمنة القوة الكروية في إسبانيا خلال تلك الفترة. 

جماهير برشلونة اعتبرت الفوز بمثابة انتصار سياسي وثقافي أيضاً، إذ جاء في حقبة كان فيها النادي يمثل روح كتالونيا في مواجهة مركزية مدريد.

أما مشجعو ريال مدريد، فقد عاشوا تلك الليلة، كإحدى أحلك لحظات النادي في البرنابيو.

تحية الأساطير.. رونالدينيو يسرق القلوب

مرّت العقود وتغيرت الأجيال، لكن البرنابيو ظل مكاناً للحظات استثنائية لا تُنسى. واحدة من تلك اللحظات كانت في نوفمبر/تشرين ثان 2005، عندما قدم رونالدينيو عرضاً سحرياً بقميص برشلونة. 

وأحرز النجم البرازيلي، هدفين مذهلين في فوز فريقه بثلاثية نظيفة، جعلت جماهير ريال مدريد تقف على أقدامها لتصفق له تقديراً لمهارته المتفردة. 

ذلك المشهد النادر، تكرر فقط مع دييجو مارادونا من قبل، وأكد أن الكلاسيكو رغم شدته يمكن أن يشهد لحظات من الاحترام المتبادل، حين يتجلى الإبداع الكروي في أبهى صوره.

2009 Gerard Pique Real Madrid Barcelona

سداسية مدوية

عاد البرنابيو ليشهد ليلة أخرى لن تُمحى من ذاكرة مشجعي الفريقين، عندما سحق برشلونة فريق ريال مدريد 6-2 في موسم 2008-2009 تحت قيادة بيب جوارديولا. 

وقدم الفريق الكتالوني عرضاً كروياً مثالياً جمع بين التكتيك والجمال، وقاد ميسي ورفاقه، ملحمة هجومية قضت عملياً على آمال ريال مدريد في المنافسة على اللقب. 

وكان الانتصار بمثابة إعلان رسمي عن هيمنة برشلونة الجديدة في عهد جوارديولا، وأحد المفاصل التي غيرت وجه الكرة الإسبانية الحديثة.

التحية تتكرر.. إنييستا في البرنابيو

بعد مرور عقد على تحية رونالدينيو، جاء الدور على أندريس إنييستا في عام 2015، حين صفق له جمهور ريال مدريد رغم هزيمة فريقهم الثقيلة بأربعة أهداف نظيفة في البرنابيو. 

وقاد برشلونة حينها، المدرب لويس إنريكي، وسجل كل من سواريز ونيمار وإنييستا أهداف اللقاء. 

كان ذلك الفوز جزءاً من موسم مميز للفريق الكتالوني، وشكّل لحظة نادرة أخرى من التقدير المتبادل بين جماهير الخصمين اللدودين، رغم قسوة النتيجة على أصحاب الأرض.

احتفال ميسي الخالد

من المشاهد التي لا يمكن فصلها عن ذاكرة الكلاسيكو على البرنابيو، احتفال ليونيل ميسي الأسطوري في أبريل/نيسان 2017، عندما سجل هدف الفوز في الدقيقة الأخيرة ليقود برشلونة للانتصار 3-2. 

وبعد الهدف مباشرة، خلع ميسي، قميصه ورفعه أمام جماهير ريال مدريد، في لقطة أصبحت أيقونة عالمية تخلدت في تاريخ كرة القدم. 

وكان الهدف هو رقم 500 في مسيرة ميسي مع برشلونة، واحتفاله جاء كرسالة تحد إلى الجماهير البيضاء، وكأنه يقول: "أنا هنا سيد هذا المسرح".

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان