إعلان
إعلان

من المالديف يبدأ حلمنا العالمي

ريان الجدعاني
25 فبراير 202217:51
riyan
"همة السعوديين مثل جبل طويق، ولن تنكسر إلا إذا انهد هذا الجبل وتساوى بالأرض".

تذكرت هذه المقولة العظيمة لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان آل سعود - حفظه الله - والتي قالها في 2017، بعد أن تابع الجميع رحلة البداية لمنتخبنا الوطني النسائي، والذي خاض أول مبارياته الدولية، في معسكره التدريبي بجزر المالديف، وتحديداً الكل شاهد إصرار وشجاعة اللاعبات بنات الوطن اللاتي قاتلن بكل قوة لإسعاد جمهورهم بالانتصارات.

وقوف اللاعبات الـ 11 عند فقرة النشيد الوطني وترديده بكل شموخ وعز لأول مرة، قبل انطلاق مواجهة منتخب جزر سيشيل، هذه الموقف لوحده جعلنا نفخر بالمرأة السعودية في مجال كرة القدم والتي أصبحت قادرة على تحقيق أحلامها وأيضاً احلام الشعب السعودي الذي يحلم بوصول نسائه البطلات إلى أكبر البطولات في العالم.

بنتيجة 2-0 في كلا المباراتين الوديتين، ضد جزر سيشيل وصاحب الأرض جزر المالديف، أثبت المنتخب الوطني النسائي بأنه قادر على تحمل مسؤولية تحقيق طموح جميع محبي كرة القدم النسائية في وطننا الحبيب وهو الوصول إلى كأس العالم للسيدات في المستقبل القريب بإذن الله.

وفي تلك المباراتين برز أسم المهاجمة المتألقة البندري المبارك، التي سجلت 3 أهداف في المباراتين، هدف على سيشيل وهدفين على المالديف، حيث نجحت في دخول التاريخ من أوسع أبوابه، بأن تكون أول لاعبة تسجل هدفاً بأول مباراة دولية للمنتخب النسائي.

المهمة الأولى في معسكر جزر المالديف، وهي دخول المنتخب السعودي النسائي إلى قائمة التصنيف الدولي، انتهت بنجاح ولله الحمد، لنكون أمام تحديات جديدة تتعلق بالاستمرار في تطوير مستوى المنتخب الوطني ليكون قادراً على مقارعة كبار قارة آسيا مثل اليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية والصين بطلة كأس آسيا للسيدات 2022، وطبعاً هذا التطوير يتعلق بتطوير المسابقات المحلية للكرة النسائية وعلى رأسها دوري المناطق وبطولة المملكة.

سيكون أمام إدارة كرة القدم النسائية بالاتحاد السعودي لكرة القدم مهمة ليست بالسهلة وهي كيفية جعل المسابقات النسائية لكرة القدم العشبية مستمرة بلا توقف، حتى تحافظ على حساسية اللاعبات بالمباريات، حيث على سبيل المثال انتهت مسابقتي دوري المناطق وبطولة المملكة في منتصف يناير الماضي، وحتى الآن لم يتحدد الموعد الجديد للنسخة الثانية والتي ربما قد تقام في نفس موعد النسخة الأولى وهي بشهر ديسمبر المقبل، أي أن الكرة النسائية ستكون متوقفة طوال 10 أشهر.

تعبئة فراغ 10 أشهر المقبلة بالمسابقات المحلية هي التحدي الجديد الذي سيواجه الاتحاد، وهو التحدي الذي يمكن حله من وجهة نظري عبر تعاون وتنسيق بين الاتحاد وشركات قطاع الخاص المهتمة بالقطاع الرياضي التي تمتلك القدرة على إقامة المسابقات النسائية قبل قدوم الموعد الرسمي المتوقع لمسابقات الاتحاد في شهر ديسمبر المقبل.

وأيضاً لا ننسى تحدي إيجاد حلول مناسبة في كيفية التعامل مع (الفرق المجتمعية) التي شاركت في النسخة الأولى من دوري المناطق وبطولة المملكة، والتي لا تزال تعيش بنظام الهواة دون أن يكون لها شركة رسمية ترعاها أو نادٍ حكومي يرعاها، حيث تعيش هذه الفرق في ظروف مادية صعبة تجعلها غير قادرة على توفير مدرب اللياقة الذي يساعد اللاعبات على اللعب لمدة 90 دقيقة، وغير قادرة على توفير ميزانية للمواصلات وتأجير الملاعب للتدريب، لأنها في النهاية (فرق مجتمعية) تأسست بمجهود فردي من اللاعبات فقط.

صعوبة هذه التحديات لن تمنعنا من الثقة بالاتحاد السعودي لكرة القدم، وتحديداً بإدارة كرة القدم النسائية بقيادة الأستاذة لمياء بن بهيان، لأنها نجحت بوقت قياسي في تأسيس منتخب وطني نسائي قادر على تحقيق انتصارين متتاليين خارج الوطن بمباريات استمرت لـ 90 دقيقة، بعد أن خضن اللاعبات مع فرقهن المجتمعية فقط 70 دقيقة بالمسابقتين المحليتين في شهر يناير الماضي، أي أن الإدارة نجحت في تجاوز تحدي 90 دقيقة بكل نجاح في أقل من شهر ولله الحمد.

ختاماً،، حلم التأهل إلى كأس العالم للسيدات ليس مستحيلاً لأن بلادنا السعودية تمتلك شعباً عظيماً همته مثل جبل طويق والذي يقف شامخاً بهيبة وشموخ، كوقوف بناتنا لاعبات الوطن في فقرة النشيد الوطن بكل هيبة وشموخ والتي جسدت حقيقة مقولة سمو ولي العهد - حفظه الله - على أرض الواقع.
إعلان
إعلان
إعلان
إعلان