منتخب ميانمار .. قنبلة موقوتة ستنفجر بآسيا في المستقبل

كشفت مسابقة كرة القدم في دورة ألعاب منطقة جنوب شرق آسيا 2015 بسنغافورة، التي ستختتم الثلاثاء، بروز قوة كروية جديدة بالمنطقة بشكل خاص ولقارة آسيا بشكل عام وهي الكرة الميانمارية عبر منتخبها الذي حقق نتائج جيدة في هذه الدورة، بغض النظر عن حصده الميدالية الفضية بعد خسارته في المباراة النهائية الاثنين أمام حامل لقب النسخة الماضية 2013 منتخب تايلاند بثلاثية نظيفة، لتقدم صورة واضحة عن تطور الكرة الميانمارية بعد سنوات من التدهور والضعف.

فقد نجحت المنتخبات الرجالية بمختلف أعمارها في ميانمار في تحقيق نتائج ملفته منذ العام الماضي 2014، لتتمكن من تمثيل بلادها لأول مرة في نهائيات كأس العالم للشباب 2015 في نيوزيلندا، بجانب نجاح منتخب الأول في خطف نقطة التعادل خارج ملعبه في أولى مبارياته في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2018 بروسيا.

يمتلك منتخب ميانمار تاريخاً قديماً على المستوى الآسيوي بغض النظر عن عدم وصوله لكأس العالم على مستوى الكبار، حيث تأسس الاتحاد الميانماري لكرة القدم في عام 1947 عندما كانت الدولة تحمل اسم (بورما)، حيث حصدت مركز الوصافة في كأس أمم آسيا 1968 بإيران، ثم خطف الميداليات الذهبية مرتين متتاليتين في دورتي الألعاب الآسيوية 1966 و1970، وخمسة ميداليات ذهبية في دورة ألعاب منطقة جنوب شرق آسيا أعوام 1965 و1967 و1969 و1971 و1973، وفي المقابل فاز منتخب الشباب بكأس آسيا لتحت 16 عاماً سبعة مرات وجميعها في عهد الستينات والسبعينات.

إلا أن الاضطرابات السياسية داخل ميانمار في منتصف السبعينات واستمرارها إلى نهاية التسعينات ساهم بشكل كبير في تدهور حال الكرة الميانمارية، قبل أن تتحسن أحوال البلاد في عام 2011 عندما تغير نظام الحكم في البلاد من الحكم العسكري إلى النظام الديمقراطي، ليستفيد الاتحاد الميانماري من الأنظمة الجديدة للبلاد التي أصبحت تسمح بالتعاون مع المؤسسات والهيئات الأجنبية بعد أن كانت ممنوعة في عهد العسكر، ليشهد أغسطس 2012 توقيع اتحاد ميانمار مع رابطة الدوري الياباني اتفاقية تعاون والتي تنص على تدريب المواهب الميانمارية الشابة في الأندية اليابانية، وتطوير إدارات الأندية الميانمارية، وأيضاً تبادل المعلومات والخبرات بين الأندية اليابانية المحترفة والأندية الميانمارية التي تمكنت من تأسيس دوريها الخاص في 2009، بجانب إقامة مباريات ودية بين أندية ومنتخبات الدولتين.

بفضل تلك الاتفاقية، تمكنت المواهب الجديدة في ميانمار من خوض التدريبات القصيرة والطويلة في اليابان، ليتمكن خريجيها من مساعدة منتخبهم في الوصول لدور قبل النهائي من كأس آسيا للشباب 2014، والذي ساهم في تأهلهم لأول مرة إلى نهائيات كأس العالم 2015 بنيوزيلندا والتي شهدت بروز موهبة ميانمارية جديدة وهو لاعب الوسط يان ناينج أوو (19 عاماً) الذي أصبح أول لاعب ميانماري يسجل هدفاً في كأس العالم وكان بمرمى منتخب الولايات المتحدة الأمريكية بالدقيقة التاسعة من الشوط الأول، قبل أن يخرج منتخبها من هذا اللقاء خاسراً بنتيجة 1-2، ثم الخسارة في اللقاء الثاني أمام منتخب اوكرانيا 0-6، وأخيراً الخسارة أمام أصحاب الأرض منتخب نيوزلندا بنتيجة 5-1 وصاحب الهدف الميانماري هو المهاجم اونج ثو (19 عاماً) الذي سجله بالدقيقة 28 من الشوط الأول.

وفي تصفيات كأس العالم 2018 بروسيا، تمكن منتخب ميانمار الأول من خطف نقطة التعادل خارج ملعبه في يوم الخميس الماضي من أصحاب الأرض منتخب لاوس بنتيجة 2-2، حيث يخوض منتخب ميانمار مع مدربه الصربي راديوكو افراموفيتش (65 عاماً) التصفيات بلاعبين شبان قليلي الخبرة الدولية، ويعتبر المدافع وين مين هتوت (29 عاماً) أكبرهم سناً والذي خاض فقط 18 مباراة دولية، ولكنه لا يحمل شارة القيادة بسبب أن زميله المدافع الآخر كين ماونج لوين (26 عاماً) أكثر منه خبرة على المستوى الدولي عبر خوضه 63 مباراة دولية ليكون من أكثر اللاعبين خوضاً للمباريات الدولية بمنتخب ميانمار.

تلك النتائج الإيجابية مع منتخبي الأول والشباب جعل الجماهير الميانمارية تتواجد بكثرة في مدرجات دورة ألعاب منطقة جنوب شرق آسيا 2015 بسنغافورة لمتابعة المنتخب الأولمبي الذي حقق الانتصارات في دور المجموعات على حساب منتخبات إندونيسيا 4-2 وسنغافورة 2-1 والفلبين 5-1 والتعادل مع كمبوديا 3-3، ثم الانتصار على فيتنام 2-1 في دور قبل النهائي، قبل الخسارة اليوم أمام أقوى منتخبات المنطقة تايلاند 0-3 في المباراة النهائية، إلا أن تلك الخسارة لم تمنع المهاجم سيثو اونج (18 عاماً) من نيل لقب هداف الدورة برصيد خمسة أهداف، ليكون أحد نجوم مستقبل الكرة الميانمارية، وأيضاً ليظهر المنتخب الأولمبي بجانب منتخبي الأول والشباب مستقبل الكرة الميانمارية بقارة آسيا.

الحضور الضخم لجماهير ميانمار في مباريات دورة ألعاب منطقة جنوب شرق آسيا 2015 لمؤازرة منتخبها.