إعلان
إعلان

منتخب الفاشلين.. كفاية أعذار

سيد نبوي
10 يوليو 201910:45
65

الفشل نوعان، نوع يأتي من التفكير بدون فعل، ونوع يأتي من الفعل بدون تفكير، وفي حقيقة الأمر الفشل تفشى بين لاعبي المنتخب الوطني المصري حتى قبل انطلاق نهائيات كأس الأمم الإفريقية.

هذا الجيل اهتم أكثر بالإعلانات على شاشات التلفزيون، وهو أمر ليس بالجديد كما حدث الصيف الماضي قبل نهائيات مونديال روسيا، قبل الخروج بكارثة دون تحقيق أي فوز في المونديال الذي طالما حلمنا بالوصول إليه لأكثر من ربع قرن، حين شارك اللاعبون في إعلان تلفزيوني قبل ساعات قليلة من السفر إلى روسيا.

وللأسف هذا العام، رغم استضافة مصر البطولة على أرضها في وقت قياسي، وتوفير كل سُبل الراحة للاعبين، والدعم الجماهيري الغفير في المباريات، لم نجد الروح القتالية التي اعتدنا عليها الفراعنة على مر الأجيال.

وكان الجميع يتساءل عن السبب وراء غياب الروح القتالية للاعبين، وهنا نستثني أداء الثنائي محمد الشناوي وطارق حامد، وكنا نمني النفس بتحسن الأداء في الأدوار الإقصائية قبل الخروج المفاجئ ضد جنوب إفريقيا بهدف دون رد، في دور الـ16! 

فنحن لم نجد "خط النص مسطرة" و"الضغط ضغط ضغط" سوى في الإعلانات فقط، بينما على أرض الملعب وجدنا مجموعة من الهواة لا يليق بهم قميص منتخب مصر الذي ارتداه العديد من الأساطير على مر التاريخ.

وبعد هذا الإقصاء خرج اللاعبون بمجرد "تويتات" على حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي للاعتذار، رغم أن البعض منهم لم يذكر كلمة اعتذار في حديثه وكأنه أمر لا يليق!

والأكثر غرابة في الأمر، ظهور اللاعبين في إعلان مُسجل قبل البطولة، للحديث عن الاعتذار للجماهير عن الفشل في البطولة! فهل يمكن أن يعتذر اللاعبون عن الفشل قبل انطلاق البطولة ويتعجب الجماهير الذين زحفوا خلفهم في المباريات لدعمهم وفي المقاهي وحتى في المنازل عن أسباب غياب الروح والأداء؟ 

ما أدهشني أكثر هو وجود قائد الفريق أحمد المحمدي في الإعلان، فكيف لقائد المنتخب أن يُشارك في مثل هذا الإعلان، وماذا كان يتحدث مع اللاعبين في الغرف المُغلقة إذًا طالما هو مستعد لتبرير الفشل قبل البطولة؟
للأسف المحمدي لم يتعلم أصول "الكبتنة" من الأجيال السابقة والذين عاصرهم حين كان في بداياته مع المنتخب، في العصر الذهبي حين كان "منتخب الساجدين" الذي توج مع المعلم حسن شحاتة بثلاثة ألقاب على التوالي.

وهو أمر لم نستغربه كثيرًا، بعدما انفعل المحمدي من أجل الدفاع عن زميله عمرو وردة في أزمة التحرش، بل واحتفل بهدفه ضد أوغندا برفع رقم "22" لدعم وردة، وأيضًا بتصريحات صريحة عقب اللقاء، فهو تسلسل واضح لمسلسل الفشل الذي مر به هؤلاء اللاعبين الذين لا يرتقوا لارتداء قميص منتخب مصر.

أخيرًا.. كفاكم أعذار وارحلوا غير مأسوف عليكم، وأتمنى ألا نرى في المنتخب في السنوات المقبلة سوى مقاتلين من أجل مصر فقط وليس السبوبة والإعلانات.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان