
اشتد الصراع على جائزة الأفضل، التي يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم بين مدافع ليفربول فيرجيل فان دايك ونجم برشلونة ليونيل ميسي، وكانت التوقعات تشير إلى فوز العملاق الهولندي بالجائزة، بعد أدائه الرفيع وقيادته لليفربول للفوز بدوري أبطال أوروبا، وتتويجه بجائزة أفضل لاعب في أوروبا، لكن رئيس الفيفا إنفانتينو نطق إسم ليو ميسي في إعلانه عن الأفضل، في واقعة اعتبرت مفاجأة كبرى في الخيارات.
وبعد انتهاء الحديث عن "الأفضل" عاد التنافس من جديد بين النجمين، ومعهما كريستيانو رونالدو، ليتحول الصراع ثلاثيا للظفر بالكرة الذهبية.
وبدلا من اللعب على وتر الإثارة، فضل القائمون على جائزة الكرة الذهبية، امتصاص وقع المفاجأة بتسريبات متعمدة، تمهيدا لتخفيف وقعها على جمهور الكرة الكبير في جميع أنحاء العالم، ونشر أخبار يومية وتقارير وتصريحات تؤكد أحقية ميسي بالجائزة قياسا على أدائه الفردي وفنونه الكروية وسحره الذي يطغى على أرضية الملعب، بغض النظر عن الخروج من قبل نهائي دوري الأبطال الموسم الماضي، وخسارة كأس الملك وكوبا أمريكا مع الأرجنتين، والاكتفاء بالفوز بلقب الليجا وجائزة الحذاء الذهبي.
ميسي خسر أمام فان دايك جائزة أفضل لاعب في أوروبا، ووقتها توقعنا أن يكرر فان دايك ما فعله لوكا مودريتش الموسم الماضي، بالجمع بين الجوائز الثلاث بإضافة الأفضل والكرة الذهبية إلى خزانته، ولكن ما جاء بعد ذلك اعتبر مفاجئا بكل معنى الكلمة.
اعترف فان دايك بأحقية ميسي بالكرة الذهبية، وقال إنه من الصعب الفوز بها طالما ميسي يلعب، ولكن هل كان يجامله؟
لا نستطيع الإقرار بذلك، لكن ما نستطيع التأكد منه أن المنافسة كانت على أشدها بين المهاجم الأسطوري والمدافع الصلب، وفي النهاية حسمت 7 نقاط فقط الجائزة لمصلحة ميسي.
ما علينا أن ندركه أيضا أن المنافسة باتت بعيدة بين ميسي وكريستيانو رونالدو بشكل أساسي، خاصة بعد الفارق الكبير للدون مع ميسي، حيث حل ثالثا بفارق 210 نقاط، وحسب ما يسير عليه الوضع حاليا، قد لا تبدو الأمور مبشرة لقدرة رونالدو على العودة من جديد لمنصة التتويج بالكرة السادسة في تاريخه، مع تقدمه في العمر وتطبيق سياسة التدوير بصرامة معه في يوفنتوس، في الوقت الذي ما زال فيه ليونيل ميسي في قمة العطاء، ويواصل نثر سحره على البسيطة الخضراء في كل مناسبة محلية أو أوروبية.
لقد ذكرت مجلة فرانس فوتبول المشرفة على الجائزة أن ميسي فوجئ بخبر فوزه بالكرة الذهبية السادسة، وكاد يطير فرحا عندما تم إبلاغه هاتفيا بالخبر، كما أن والدته أكدت الأمر بوجودها في موطنها بالأرجنتين بعيدا عن نجلها في يوم تتويجه، وصرحت بأنها لو كانت تعلم بفوزه لكانت إلى جانبه، ووضحت علامات الفرحة والفخر على ميسي بشكل كبير، وكأنه يرفع هذه الكرة للمرة الأولى في حياته.
أسس التصويت كما بينتها مجلة فرانس فوتبول، تعتمد على قرارات الصحفيين الذين اختارتهم المجلة في جميع أنحاء العالم، والتي تقوم على 3 عوامل، هي الأداء على الصعيدين الفردي والجماعي خلال العام، وقيمة اللاعب التي تمثلها موهبته وسلوكه، بالإضافة إلى مشوار اللاعب بشكل عام، حيث يفترض أن التصويت شفاف، والنتائج يتم الكشف عنها بشكل كامل تفاديا لإحراج التزوير أو التدخل في قرارات الصحفيين.
وهنا الرد على كل من يشكك في أحقية الفائز بهذه الجائزة، والتي ما زلنا حائرين فيها بين الموازنة في الحكم على أداء اللاعب الفردي أو حصده للألقاب الجماعية، ولكن يبقى ميسي نجم يستحق الجائزة، وفان دايك أيضا في نفس الخانة، ورونالدو أيضا قياسا على الإنجازات مع يوفنتوس ومنتخب البرتغال المتوج بدوري الأمم الأوروبية في نسخته الأولى..وحتى يأتي موعد الكرة الذهبية الجديد..ستبقى المفاجآت حاضرة، وسيبقى الحديث مستمرا عن الأحقية بالفوز بالجوائز الفردية.



