إعلان
إعلان

مرموش يشعل حماس المصريين.. ورحلة صلاح في الصورة

Alessandro Di Gioia
12 فبراير 202507:00
مرموشEPA

داخل مقهى مزدحم في منطقة مصر الجديدة شرقي القاهرة، تتسمر العيون خلف الشاشات بانتظار دخول المهاجم المتألق عمر مرموش، المنتقل أخيرا إلى مانشستر سيتي، إلى أرض الملعب أمام ريال مدريد.

وفي الدقيقة 84، يدخل الدولي المصري أخيرا الى أرض الملعب لمواجهة ريال مدريد الإسباني الثلاثاء، ضمن ذهاب الملحق المؤهل إلى ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا في كرة القدم، لخوض باكورة مبارياته ضمن المسابقة المرموقة.

ينفجر المقهى بالهتافات ويعلو ضجيج القبضات على الطاولات. وينضم حتى مشجعو الريال إلى موجة الفرح، وهي أصبحت مزدوجة لهم بعد أن فاز "الملكي" 3-2 في الوقت القاتل على ملعب سيتي "الاتحاد"، غير أن ما يجمع الجميع داخل المقهى هو محبة مرموش.

ويقول المشجع عبد الرحمن طارق (25 عاما) "جئت اليوم فقط لأشاهده".

ويتابع في حديثه لوكالة فرانس برس وعلامات الفخر واضحة على وجهه "مرموش أصبح في مانشستر سيتي، إنه أمر كبير جدا".

وفي حين أن مشاركته اقتصرت على بضع دقائق، إلا أن انتقاله الى صفوف بطل إنجلترا في المواسم الأربعة الماضية أثارت صخبا كبيرا على مستوى البلاد الشغوفة جدا بكرة القدم.

موسم صعب

يعول سيتي الذي يعاني في الدوري الإنجليزي حتى لحجز مركز مؤهل إلى دوري أبطال أوروبا بشدة على مرموش (26 عاما) لضخ طاقة جديدة في الفريق.

انضم مرموش إلى سيتي قادما من آينتراخت فرانكفورت الألماني في صفقة مدتها أربع سنوات ونصف السنة مقابل 72.6 مليون دولار أمريكي.

ويأتي قدومه في ظل تحديات جمة تُواجه سيتي الذي يبتعد بفارق 15 نقطة عن ليفربول المتصدر.

وقال المدرب الاسباني بيب جوارديولا بعد مشاركة مرموش الأولى أمام تشيلسي (3-1) إنه "سعيد للغاية بما شاهدته حتى الآن" من الدولي المصري.

وقال المحلل الرياضي خالد طلعت لوكالة فرانس برس "ربما قد لا يصل مرموش إلى قمة مستواه على وجه السرعة".

وأضاف "قد يظهر تأثيره الحقيقي في الموسم المقبل عندما يندمج أكثر مع الفريق وعندما يحدد له جوارديولا دورا واضحا".

وُلد مرموش لأبوين مصريين يحملان الجنسية الكندية، وبدأ مسيرته الكروية في نادي وادي دجلة بالقاهرة.

أدرك أحمد حسام "ميدو"، مهاجم منتخب مصر وتوتنهام الإنجليزي السابق والذي تولى تدريب الفريق الأول لنادي وادي دجلة في عام 2016، إمكاناته في وقت مبكر "مرموش سيكون مفاجأة كرة القدم المصرية".

صلاح آخر؟

أدت صفقته المدوية إلى إطلاق مقارنات سريعة بينه وبين مواطنه صلاح النجم الأبرز للكرة المصرية دون منازع.

يقدم صلاح موسما مميزا آخر بقميص الـ"ريدز"، مسجلا 21 هدفا في 23 مباراة بالدوري هذا الموسم.

ألهمت رحلة اللاعب البالغ 32 عاما من نجريج، وهي قرية متواضعة في محافظة الغربية، إلى النجومية العالمية في ليفربول، الملايين من الناس.

ويعتبر صعوده بمثابة قصة كلاسيكية عن لاعب مغمور، حيث بدأ في نادي المقاولون العرب في مصر قبل أن ينتقل إلى بازل السويسري.

واجه صلاح محطة صعبة في تشيلسي قبل أن يبدأ في التألق مع روما الإيطالي، ليصبح أحد أعظم اللاعبين في تاريخ الدوري الإنجليزي مع ليفربول.

يعتبر النقاد الرياضيون أنه "من غير المنصف مقارنة" مرموش بصلاح في هذه المرحلة، مشيرين إلى أنه في بداية رحلته الواعدة.

وقال طلعت "صلاح كان عليه أن يكافح كي يحصل على وقت للعب مع تشيلسي عندما وصل لأول مرة إلى إنجلترا بينما بدأ مرموش سريعا في خوض المباريات مع مانشستر سيتي".

وحتى صلاح دعا إلى توخي الحذر، منوها أن مثل هذه المقارنات قد تؤدي إلى ضغوط غير ضرورية.

وقال صلاح في معرض للكتاب أقيم في الإمارات في تشرين الثاني/نوفمبر "دعوه يعيش تجربته الخاصة ويستمتع بها".

?i=afp%2f20250212%2f20250212-afp_36xl8jn_afp

يتفق مرموش مع كلام صلاح

وقال في برنامج تلفزيوني الشهر الماضي "صلاح هو أفضل لاعب في تاريخ مصر".

وتابع "لكن في الوقت نفسه، لا أريد أن أكون محمد صلاح التالي. أريد أن أكون عمر مرموش وأن أصنع قصتي الخاصة".

"اعطوه الوقت"

وبمعزل عن تشابه رحلتهما، إلا أن أسلوب لعبهما أيضا يبرز اختلافات بينهما على أرض الملعب.

ويتميز صلاح بسرعته المذهلة وقدرته على إنهاء الهجمات بشكل قاتل وقدرته على تحويل مجرى المباريات.

فيما يعد مرموش أكثر تنوعا، ويظهر ارتياحا أكثر في اللعب بين الخط الهجومي والتراجع نحو العمق للمساهمة في بناء الهجمات من الوسط.

وقال المحلل أحمد عويس "الإثنان مختلفان تماما في الملعب".

وتابع عويس لوكالة فرانس برس "صلاح مقاتل وسرعته رهيبة وإنهاء الهجمة لديه ممتاز. من ناحية أخرى، فإن مرموش مهاري أكثر في المساحات الضيقة، قدمه سريعة، ومميز في الكرات الثابتة".

إلا أن التحدي المرتقب أمام مرموش هائل بكل ما للكلمة من معنى.

أرسى صلاح سقفا عاليا جدا، لكن يرى النقاد بأنه حالما يستعيد سيتي إيقاعه، قد يكون مرموش في موقف أقوى من أجل البروز.

وداخل مقهى بمصر الجديدة، بدأ بعض المشجعين بتنصيب مرموش باعتباره أعظم لاعب قادم في مصر، فيما يصر البعض الآخر على أن هناك ملكا واحدا فقط.

فبالنسبة لياسين أحمد (19 عاما)، فإن الدعم، لا المقارنات، هو ما يهم الآن.

ويقول "يجب أن نكون داعمين لأي لاعب مصري فهو ابن بلدي ولاعب مميز ويجب أن نصبر عليه".

?i=afp%2f20250212%2f20250212-afp_36xj2dj_afp?i=afp%2f20250212%2f20250212-afp_36xn9pj_afp?i=afp%2f20250212%2f20250212-afp_36xl8k3_afp
إعلان
إعلان
إعلان
إعلان