البدايات الصعبة، ربما تكون العامل المشترك لأغلب النجوم. سواء في إقناع العائلة بفكرة خوض تجربة لعب كرة القدم، أو رحلة البحث عن فرصة، أو معاناة في كسب ثقة مدرب، لكن مع زلاتان إبراهيموفيتش كان الوضع مختلفًا.
كان والد زلاتان يدعم موهبته، وفتحت له الأندية أبوابها بعد فترة من اللعب في الساحات الشعبية، لكن رفاق البدايات كانوا هم حجر العثرة الذين دفعوه للتفكير في الهروب بعيدًا عن كرة القدم.
تفاصيل كثيرة رواها النجم السويدي عن بدايته مع كرة القدم، وفترة تكوين شخصيته، خلال مذكراته التي حملت عنوان "أنا زلاتان إبراهيموفيتش".
للاطلاع على الحلقة السابقة التي نشرت بعنوان: (مذكرات دروجبا من الغربة إلى الخيانة: هذا لا يستحق ولائي) اضغط هنــــا
سرقة الدراجات
MBI السويدي، أول ناد انضم إليه زلاتان إبراهيموفيتش، وكان في السادسة من عمره، وعن ذلك قال: "المساحات الخضراء كانت هي الملعب الذي نتدرب عليه، وكنت أذهب إلى النادي بدراجات مسروقة".
وأكمل: "كنت طفلًا معلقًا بدراجتي حتى سُرقت فحزنت كثيرًا وقررت الانتقام، فبدأت ذلك حتى طال الأمر هؤلاء الذين لا دخل لهم بتلك السرقة".
وكشف زلاتان تفاصيل علاقته بالمدربين الذين قادوه في بداية مشواره: "كنت أغيب كثيرًا، ربما لذلك لم يكن لدي رصيد عندهم. لقد طردوني من التدريبات أكثر من مرة".
وعن أكثر شيء كان يضايقه خلال مشاركته في التدريبات مع MBI السويدي، أوضح: "كانوا يرددون (مرر يا زلاتان) وكان هذا الأمر يضايقني".
وأغلق هذه المرحلة، قائلاً: "طبقت معهم الكثير من الحركات التي تعلمتها في المزارع، ولكن ذلك الأمر لم يلق ترحيبًا من أحد هناك.. وأخيرًا قلت لهم: (اغربوا عن وجهي.. سأبحث عن ناد آخر)".
سجائر البلقان
رحل زلاتان مع والده إلى البلقان، لكن لم تنته رحلته مع ملاعب كرة القدم، وعن ذلك قال: "انضممت إلى نادي FBK. لقد كان أغلب اللاعبين فيه مجانين، كانوا يدخنون بشكل كبير جدًا".
وعن المركز الذي وضعه فيه المدرب، قال: "بدأت في حراسة المرمى، في الحقيقة لا أعرف لماذا، رغم أني لم أجد في ذلك. كان الحارس القديم يقول لي: (أنت عديم الفائدة، أنا أفضل منك)".
ساءت الأمور أكثر مع ناديه الجديد، إذ روى زلاتان: "في إحدى المباريات استقبلت العديد من الأهداف، وغضبت وقتها كثيرًا وأصابني الجنون".
ولأن شخصيته منذ الصغر ترفض الانكسار والهزيمة، أطلق صرخات نحو فريقه: "أنتم جميعًا حمقى، وكرة القدم كلها حماقة كبيرة، سأترك هذه اللعبة الغبية وسأذهب لكي ألعب الهوكي، سأكون مميزًا هناك".
كان طفلاً صغيرًا ولا يعي جيدًا أبعاد الكلمات التي قالها: "كان العالم قد أصبح سيئًا بالنسبة لي في ذلك اليوم، كنت جادًا في رغبتي في لعب الهوكي، لكن اللعنة! ذهبت لكي أرى تكلفة أدوات اللعبة، ووجدتها باهظة الثمن، ثم عدت مجددًا لكرة القدم".
جلسة نادرة
عاد زلاتان إلى السويد، وفي إحدى المرات النادرة التي كان جالسًا فيها مع والده، حيث لم يكن يحظى بأسرة مستقرة، حيث كان والده مدمنًا على الكحوليات ووالدته ضعيفة الشخصية بسبب تصرفات والده، بحسب ما روى في مذكراته. ودار هذا الحوار بينهما:
إبراهيموفيتش: زلاتان، حان الوقت لكي تلعب في ناد كبير!
زلاتان مندهشًا: ناد كبير؟ ما هو النادي الكبير.
رد والده: ناد كبير! فريق كرة قدم مميز، مثل مالمو.
تلقى زلاتان هذه الدفعة، وتمسك بالفرصة التي تعد أول خطوة حقيقة في مسيرته، قائلاً: "ذهبت إلى النادي، وعرفت طريق التدريبات، كنت ارتدي تلك الملابس الخاصة، وبالطبع كنت متوترًا".
واستطرد قائلاً: "الأمور كانت جدية في مالمو، الوضع ليس كما هو في تلك الأندية السابقة. كانت هناك أماكن اختبار، وبعض صالات الألعاب الرياضية، ولكن أصابتني هذه الأجواء بالتوتر، لذلك كنت أفكر في الهروب".
توبيخ الزملاء
نقلة حدثت في مسيرة زلاتان بانضمامه لنادي مالمو، وعنها قال: "بدأت بالقتال داخل الملعب، كنت أشبه بالقنبلة. كنت أقتل نفسي في اللعب".
ذلك هو الحماس الذي استمر معه في مراحل متقدمة، وعن ذلك أوضح زلاتان: "في إحدى المرات نلت بطاقة صفراء لأنني وبخت زميلي في الفريق".
وروى إبراهيموفيتش: "قال لي الحكم: (لا يجب أن تفعل هذا). ورددت حينها: اذهب إلى الجحيم".
وتابع: "بعد ذلك ظهرت أزمة جديدة، أهالي اللاعبين السويديين كانوا يريدونني خارج الفريق، ومرة أخرى أظهرت نفس ردة الفعل، كنت حينها بعمر الـ13 عامًا".
وأتم قائلاً: "قلت لنفسي فليذهبوا إلى الجحيم، سأغير هذا الفريق، أو سأذهب لكي ألعب التايكوندو، أنها لعبة أفضل بكثير، كرة القدم هراء".
قد يعجبك أيضاً



