مبروك يا أغلى بلد

بين اليأس والأمل هناك شيء اسمه الوطن الذي يعد بالنسبة لنا الغذاء والماء والهواء، العامل في مصنعه والمعلم في مدرسته والمسؤول في إدارته واللاعب في ميدانه الكل يتشارك في هدف الارتقاء به والدفاع عنه والتمثيل المشرف من أجله.

منتخبنا الوطني قدم للعالم صورة حية عن هذا الحب وعن هذا الوطن وعن تلك القيادة الرشيدة، تحدى كل الصعاب، كسب اليابان وتأهل وقال هذه المملكة العربية السعودية دائماً لا ترضى إلا أن تكون في القمة ورايتها خفاقة عالية منتصرة.

مهمة ليست ككل المهمات ففي الوقت الذي تشأمنا فيه ووصل الإحباط والخوف في أعماقنا مداه جاء هذا "الأخضر" البهي بكل شموخ وكبرياء ومهابة ليقول تنفسوا الفرح وابتهجوا بالتأهل.

لم تكن ليلة الثلاثاء حدثاً رياضياً عابراً، كانت حدثاً استثنائياً خالصاً تجسدت فيه كل معاني اللحمة والولاء والوطنية والغيرة على مكتسبات الماضي وعلى سمعة منتخب كبير غاب فحان له الوقت أن يعود إلى حيث مكانه المعهود سيداً وقوراً على أكبر قارات الدنيا.

البعض كان يترقب الهزيمة والبعض كان يتوقع ضياع الحلم لكن العزيمة والرغبة وهمة الرجال قالت كلمتها وتجاوزنا بها لحظة الاختبار الحاسم ووضعنا أقدامنا في "مونديال الروس".

أداء رائع قدمه المنتخب وحضور أروع للجمهور الذي لبى النداء وجدد الولاء وعانق بالفرح عنان السماء.

مبروك لوطني وقيادته هذا الانتصار الكبير ومبروك لنجوم "الأخضر" ولأجهزته الفنية والإدارية وقبل ذلك تقديم عظيم الشكر والامتنان للوقفة الكبيرة للأمير محمد بن سلمان الذي لم يكتف بتوجيه دخول الجماهير الرياضية لمساندة المنتخب مجاناً بل كان أول من حضر وحفز وساند.

صورة راقية وحدث جميل وليلة تاريخية لن تنسى فالمنتخب السعودي غرس أقدامه في تربة "مونديال الروس" وحجز مقعده بين الكبار هناك ولهذا من حقنا كسعوديين أن نظهر ملامح هذا الإنجاز ونتباهى به كثيراً ونشير من خلاله إلى تلك الجهود المتكاملة التي بدأت من الاتحاد السابق وامتدت إلى الاتحاد اللاحق، فكل من عمل واجتهد يستحق منا الشكر والتقدير وجل الاحترام.

أما فنياً فمهما كانت الخطة وأساليب التكتيك والتكنيك مؤثرة إلا أنها لا ترقى إلى مستوى الروح والقتالية والإصرار على كسر مجاديف الصعاب.

صقورنا كانوا على قدر كبير من المسؤولية تحدوا أنفسهم أولاً ثم تحدوا خصمهم، وهذه سمة الكبار الذين دائماً ما نبحث عنهم خصوصاً إذا ما تعلق الأمر بتمثيل الوطن.

هنيئاً لكل سعودي هذا الانتصار الكبير ونسأل الله أن يديم على هذا الوطن الغالي في ظل قيادته الرشيدة الخير والأمن والرقي والنجاح وسلامتكم.

نقلا عن صحيفة الرياض