EPAقرار جلوس روميلو لوكاكو على مقاعد البدلاء في فوز تشيلسي على ليل (2-0) الثلاثاء الماضي بدوري أبطال أوروبا، لا يضيف سوى لمسات إضافية على معاناة المهاجم البلجيكي في "ستامفورد بريدج".
على النقيض تماما، عاد إلى تشكيل تشيلسي كاي هافرتز، المهاجم الذي سجل هدف الفوز في نهائي دوري أبطال أوروبا، والذي أحرز أيضا هدفا ثمينا للفريق في نهائي كأس العالم للأندية مؤخرا بمرمى بالميراس.
زحف هافرتز
ويبدي مدرب تشيلسي توماس توخيل، إعجابه بعمل هافرتز الدفاعي، لكن حان الوقت لبدء وصفه بالمهاجم، "إنه ليس مهاجما وهميا يخلي المساحة لغيره، إنه يركض في الخلف ويسجل الأهداف التي يرغب أي مهاجم مثل لوكاكو في تسجيلها".
وأمام ليل، سنحت لهافرتز كل أنواع الفرص المتاحة للتسجيل في أول 10 دقائق، وفي منتصف الشوط الأول، استمتع الدولي الألماني بـ 15 لمسة للكرة، أكثر من ضعف ما تمكن لوكاكو من لمسه بالمباراة الأخيرة في الدوري الإنجليزي الممتاز أمام كريستال بالاس (1-0).
ويفسر توخيل تفضيله لهافرتز على لوكاكو بقوله: "ركزنا على الشدة والسرعة العالية والعمل الجاد بعيدًا عن الكرة، روميلو كافح في المباريات الأخيرة لتحقيق ذلك".
إحباط توخيل
وبينما يشعر توخيل بالإحباط بشكل مفهوم بعد كل سؤال متعلق بلوكاكو، يبقى التساؤل الأبرز.. لماذا لا يستطيع لوكاكو تقديم ما يريده مدرب تشيلسي؟
من السهل جدًا الإشارة إلى أن لوكاكو مبالغ في تقديره، لكن الحقيقة تقول عكس ذلك، فهو أفضل لاعب في الدوري الإيطالي الموسم الماضي، ومهاجم خاض أكثر من 100 مباراة دولية لبلاده.
لم يسجل أي لاعب أجنبي يلعب حاليًا في الدوري الإنجليزي الممتاز أهدافا أكثر من لوكاكو في المسابقة، وفي سن الثامنة والعشرين، عندما يفترض أن يكون في أوج عطائه، تسير الرياح عكس ما يشتهيه.
لطالما كان لوكاكو أكثر راحة عند مواجهة المرمى، يركض نحوه، مستخدما سرعته وقوته لتجاوز المدافعين، وشراكته مع لاوتارو مارتينيز في إنتر ميلان، جعلته يتوهج مجددا بعد معاناته في تجربته مع مانشستر يونايتد.
شخصية هامشية
في إنتر، كان يسمح للمهاجم البلجيكي في التجول قبالة الجناح الأيمن، حيث يمكنه قطع التمريرات الداخلية أو إطلاق التسديدات من تلقاء نفسه، والآن أصبح شخصية هامشية، لأنه لا يغامر بالتوجه إلى محيط الملعب، يبقى متمركزا بعيدًا عن الطريق، الأمر الذي أفقده الكثير من بريقه.
انتقل لوكاكو من 3 تسديدات في كل مباراة مع الإنتر، إلى تسديدتين في كل مباراة في تشيلسي، إنها ليست مشكلة إنهاء للفرص، فهو ليس منخرطا في اللعب بعرض منطقة الجزاء، والانتظار ليس لعبته.
يبدو أن ثقته قد تضررت، في وقت يمتلئ فيه هافرتز بالثقة، والتحدي الذي يواجهه لوكاكو الآن، هو حاجة توخيل للقوة والحركة في المباريات الكبيرة، وهو أمر لا يستطيع المهاجم البلجيكي تقديمه.
ولا يزال بإمكان لوكاكو، أن يحظى بفرصة في نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية، مساء الأحد، ما يمنحه فرصة للفوز بأول لقب محلي في كرة القدم الإنجليزية.
لكن يبدو أن هافرتز وليس لوكاكو، هو من أثبت نفسه في خط الهجوم على أنه أفضل لاعب في تشيلسي.





