
أصبح الاتحاد الكويتي لكرة القدم في فم كل المدافع والمقالات والأعمدة التي تنشرها الصحافة الرياضية في معظم دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بعد القرار المُخيب للآمال بتأجيل بطولة خليجي (23) المقرر أن تقام في الكويت وحسب الدور الذي سارت عليه البطولات من الأولى حتى (22) وحين تم تأجيل إقامتها في بغداد كانت هناك العديد من الظروف والتبريرات وكل اللاعبين وكبار المسؤولين عن الكرة الخليجية تفهموها وقدَّروا ما كان يمر به العراق من ظروف أمنيَّة قاهرة لكن أن يقرر الاتحاد الكويتي لكرة القدم التأجيل فهو قرار غير مستساغ ولا يقبله المجانين فما بالنا بعقلاء هذا الزمن>
إذا كانت هذه البطولة التي لا أهمية لها على المستوى الدولي تتأرجح بين أن تقام أو لا تقام في موعدها المحدد كل سنتين فما بالنا بالبطولات المعترف بها دولياً كتصفيات الذهاب والإياب في مباريات التأهل لنهائيات كأس العالم!؟
هل يعقل أن تكون دولة الكويت الشقيقة غير قادرة على احتضان خليجي (23) وهي الدولة التي فازت بمعظم ألقاب هذه البطولة بل احتكرت البطولة أربع مرات متتالية من الأولى حتى الرابعة قبل أن يأتي المنتخب العراقي ويفوز بالبطولة الخامسة؟!
كنا في الماضي نرفع القبعات لكرة القدم الكويتية ونرى منتخبها العريق الصورة المثالية لكل المنتخبات الخليجية فهو المتأهل لنهائيات كأس العالم عام 1982 في إسبانيا وصرنا نردد (آه يا الأزرق العب في الساحة يا كويت) واليوم يصدمنا الاتحاد الكويتي بقرار التأجيل.
إن هذا الموضوع يُثير انتباه الكثيرين من المتابعين وهناك من يربط بعض الخلافات الاقتصادية أو السياسية بتباين وجهات النظر بين المسؤولين في الاتحاد الكويتي وبعض أعضاء مجلس النواب أو غيرهم وكل هذا الخلط غير الواضح والمعقد يجعل مثل بطولة كأس الخليج تسير من نفق إلى آخر ولا يعلم الجمهور الرياضي في دول مجلس التعاون ما هو لون مستقبلها القادم وأكثر المتشائمين يرون أنّ البطولة في طريقها إلى الزوال أو التوقف ومن ثم إلى الانقراض بعد أن ضرب الملل معظم الاتحادات الكروية الخليجية من جدوى استمرارها كون الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لا يوليها الاهتمام أو الاعتراف الأمر الذي جعل المؤسسات والشركات في الدول الخليجية لا تقدم الدعم المالي أو المعنوي>
وبالتالي فان دولة الكويت ويمثلها اتحادها المحلي لا تجد أي مردود اقتصادي من تنظيمها وما دمنا قد وصلنا إلى حقيقة الأمر لماذا لا نقر بالإجماع موت البطولة ونبحث عن مقبرة من مقابر الدول الأربع المؤسسة وندفنها فيها أو نتقاسم جسدها بينهم وكل دولة تدفن جزءها في أرضها أفضل من تمثيليات ومسرحيات التأجيل والرحمة لك والغفران يا بطولة الخليج.



