لا وقت للتعاطف.. أوراق الاتحاد المبعثرة تضعف موقف العبود

في السابع من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بدا أن لاعب فريق اتحاد جدة عبد الرحمن العبود أكثر المستفيدين من إقالة المدير الفني البرتغالي نونو سانتو، بسبب سوء النتائج وخلافه مع كريم بنزيما.

وكانت العلاقة بين العبود وسانتو قد بلغت طريقا مسدودا، منذ أواخر الموسم الماضي، لأسباب انضباطية، فجمده البرتغالي حتى رحل.

في المقابل، لوح اللاعب كثيرا بمغادرة الفريق في أقرب فرصة، وبالشكوى للجنة الاحتراف، لحرمانه من التدريبات.

وبعد تغير الأجواء، وبمرور نحو 5 أشهر من التدريبات الانفرادية، عاد العبود للمران الجماعي.

غضب جاياردو 

في الوقت الذي سارت فيه التوقعات صوب دخوله حسابات المدير الفني الجديد مارسيلو جاياردو، كرر العبود التصرفات نفسها، فأثار استياء مدربه والجماهير، وغاب تماما عن المشهد في مونديال الأندية أمام أوكلاند، ثم الأهلي المصري.

ودع العميد المونديال بغصة في حلق كل اتحادي، وبقي السؤال المحير من دون إجابة واضحة: ماذا يدور في رأس العبود؟

ظهر أكثر من سيناريو حول ذلك، بينما كشف كووورة من مصادر في الاتحاد أن جاياردو استبعد العبود من كأس العالم للأندية لعدم رضاه عن تصرفات اللاعب وعدم التزامه بالمواعيد.

المصادر الاتحادية أشارت لـ"كووورة" إلى أن المدرب الأرجنتيني أخبر عبد الرحمن العبود بأن عدم التزامه بالتعليمات سيترتب عليه الاستبعاد من تشكيل الفريق وهذا ما تم بالفعل".

وأوضحت: "لا نية لدى اللاعب للاستمرار في الاتحاد، لقد قرر الرحيل وسيطلب ذلك خلال فترة الانتقالات الشتوية المقبلة".

في المقابل كشف الإعلامي الرياضي عبد الله فلاتة في تصريحات لبرنامج "أكشن مع وليد" أن العبود مستبعد لأسباب انضباطية.

وأكد أن "العبود يواصل نفس سياسته التي يتبعها منذ فترة سانتو، مما دفع المدرب الأرجنتيني الجديد مارسيلو جاياردو لمعاقبته".

وبين فلاتة أن "العبود تأخر 45 دقيقة عن إحدى الحصص التدريبية دون إذن مسبق أو عذر مقبول مما دفع جاياردو لمعاقبته واستبعاده من قائمة العميد".

لا وقت للتعاطف

في فترة المدير الفني السابق نونو سانتو مالت الجماهير إلى تأييد عبد الرحمن العبود وساندته معتبرة أن قرار المدرب البرتغالي كان مبالغا فيه، بالنظر لدور اللاعب مع الفريق قبل استبعاده.

لكن السيناريو المقبل قد يكون مختلفا وفي الاتجاه المعاكس، لعدة أسباب يتقدمها سلوك اللاعب غير المبرر مع المدرب الجديد.

كما أن الفترة الحالية لا وقت فيها للتعاطف في ظل الوضع الراهن للعميد، ونتائجه المهتزة التي أخرجته مبكرا من مونديال الأندية وتضع منافسته للحفاظ على لقب الدوري في محل شك.

إضافة إلى ذلك، ستضع إدارة الاتحاد خلال الأيام القليلة المقبلة كل تركيزها على ترتيب الأوراق لاستغلال توقف الدوري الطويل تزامنا مع كأس آسيا، وعلى إعادة النظر في ملف الأجانب، ومحاولة الاستجابة لطلبات جاياردو في الميركاتو الشتوي المقبل، وهي الأمور التي سيقل معها الاهتمام بأزمات أصغر، خوفا من الغضب العارم لجماهير "النمور".

لذلك، باتت الكرة في ملعب العبود وسيكون عليه تصحيح الأوضاع وقطع خطوات أكبر لفتح صفحة جديدة مع المدرب جاياردو، في هذه الفتر الحرجة، لا سيما أن عقده مستمر مع الاتحاد حتى 2026، ولن يتمكن من الرحيل إلا إن وافقت الإدارة.

وكان اللاعب اقترح على الإدارة أن يخرج للإعارة في وقت أزمته مع سانتو، غير أنه لم يتلق أي عرض رسمي، بينما يتردد حاليا أنه قد يعود للاتفاق، ضمن صفقة تبادلية.

ويحتل الاتحاد الآن المركز الخامس بـ(28 نقطة) من 16 مباراة بدوري روشن، بينما يتصدر الهلال بـ 47 نقطة جمعها في 17 لقاء.

وانضم العبود إلى صفوف العميد يوليو/تموز 2019 بعقد مدته 4 مواسم قادما من الاتفاق، ثم جددت الإدارة عقده في الموسم الماضي لمدة 3 مواسم.